يا ذو نواس لم يعُد في الأخدود متّسعٌ !!

سيد محمود الحاج
يا ذو نُواس ..
لم يعُد في الأخدود مُتّسعٌ
إن لم تعشْ في النار يوماً
فشيمة الجمر الحرقُ و اللسعُ
ما قولك يا ذو نواس عن طفل ..
كان يلهو بخزروف
فيُفرش تحته النطعُ
و ما ذنب فتاة ..
نسجت أحلامها كوناَ
فيغدو حِمْلُ روحها وجع ُ
و ذاك الشيخ ..
عاش العمر في ورع
فبات اليوم يؤرّق نفسه الهلع ُ
يا ذو نُواس ..
أما آن أن تطمر الأخدود
و تفرش الآمال بساطاً ..
و تحرق دون الأجساد ..
صندلاً و لباناً و عود
أما آن لأسراب الأطيار أن تعود !!
لِمَا تهاب السلام
و يستهويك الموت الزؤام
و يشجيك صخب المدافع و الرعود
و تنعشك رائحة الدم ..
و القطران و البارود
و ملء الأرض ريحان و ورود
لِمَا يظل الظلُ سديماً و سخام
و لِمَا الضيم و الغيم و الظلام
و علاما تستلّ سيف الحِمام
و أسراب الحَمام ..
تهجر الأوكار فلا تعود
أما يكفيك قتلاً
أما شبعت سفكا
أما كُفيت خداعاً و إفكا
و الجماجم تحتك صرح و طود
ألم تبلغ الأسباب بعْد ..
ام أدركت جهلاً ..
أنّ ليس لربّ ٍ سواك وجود !!؟
يا ذو نواس ..
قد ولّى زمان كان المُلْك فيه ..
يؤتى بالسيف و العهود
فحلمك الموعود ليس إلّا خيالاً
فتلك أمنيةٌ كؤود
و تلك ليست إلّا رؤيا ..
من نظْم شيطان حقود
فلتطمر الأخدود يا ذو نواس
ما قُدّر لمثلك أن يسود
إذْ يظل الضبع ُ ضبعاً
هيهات أن يرتقي مقام الأسُود !!



