الرباعية والمعادن وعروض سواحل البحر الأحمر..!

مرتضى الغالي
في لقاءات الرباعية بواشنطون يطرح المتداولون المبادرات والمقترحات الإنسانية لإنقاذ الأرواح وإيقاف الطاحونة الموت وإيصال الغذاء والدواء للجوعى والنازحين والمشرّدين..ووفد البرهان يقدم (بلا خجلة) عرضاً اقتصادياً دنيئاً يقدم فيه لأمريكا حيازات للتنقيب عن الذهب والمعادن وواجهة بحرية إستراتيجية على البحر الأحمر..!
لقد كان هذا العرض ضمن بعض الأجندة التي حملها “وزير خارجية البرهان” في حقيبته..بل لقد كانت سلطة بورتسودان تريد أن تقدّم هذه (الأعطية السخيّة) للرئيس ترمب قبل لقاءات واشنطون الحالية (وبعد اشتداد حدة العقوبات الأمريكية على الكيزان)..ثم عادوا وأصرّوا على أن يكون من بين أجندة زيارة الوفد الحالية بنداً خاصاً لتقديم هذا العرض تحت عنوان (بحث القضايا الثنائية)..!
طبعاً كانوا يظنون إن الأمر سيبقي (طي الكتمان )..لكن كانت من بين الإستراتجيات اللئيمة التي انتهجها الجانب الأمريكي في المباحثات الحالية نشر وإعلان المواقف والأجندة (أو تسريبها بطريقة أو أخرى) حتى تقيّد أصحابها وتجعل الانسحاب من المباحثات أمراً عسيراً..!
وقد جاءت إخبار هذه (الرشوة المُستترة) من مصادر دبلوماسية في واشنطن..مع بعض الإشارات التي وردت ضمن الورقة التي قدمها وفد البرهان..!
ولعل مبعث هذه الرشوة التي حاولوا إخفاءها وتغليفها الاعتقاد (حسب عقلهم الباطني) بأنهم يفاوضون (رجل إعمال) ربما يتدفق لُعابه لهذا العرض..خاصة وأن البرهان وجماعته يستمدون معلوماتهم من (السوشيال ميديا) التي تظهر ترمب في صورة رجل الأعمال المتهالك على المنفعة الشخصية له ولبلاده..وانه دائماً ما يعود من رحلاته الخارجية بأموال وامتيازات من الدول التي يزورها..فقالوا (نديهو دهب وموقع على البحر الأحمر..ونتكافا شرّو)..!
أهل الطمع و(الراشين والمرتشين) يطنون دائماً أن كل شيء يمكن شراؤه بالمال والرشاوي..! هذه طبيعة كيزانية على صدارة قائمة (وصاياهم العشر)..مارسوها طوال 35 عاماً ولا يزالون..! وقد صادفوا نجحاً في كثير من الحالات لأن (الرجال والنساء معادن) ولأن أشباه الكيزان موجودون في السودان وهم دائماً (تحت الطلب)..ولكن يا لخيبة “غير الكيزان” الذين يستخدمهم الكيزان..هذا هو العار بعينه..!
وربما نجحت رشاوي الإنقاذ مع بع.. ض ممثلي المنظمات العربية والإفريقية والأممية والمبعوثين الدوليين والأمميين. ولكنها نجحت قطعاً مع بعض النصابين في الإعلام الأمريكي وبعض المحامين والمتقاعدين من رجال ونساء الكونغرس..!
كما أن الكيزان ركبوا بالرشوة أعناق كثير من (الأفندية السودانيين) وحملة الشهادات وكوادر الأحزاب والوعاظ والصحفجية والإعلامجية..وقد نجحت هذه الرشاوي نتيجة التشابه في متلازمات (القابلية للفساد) وبسبب التقاء (الجينات مع الجينات)..!
هذا يذكّرنا بنماذج منها “عبدالحي يوسف” والرشوة الكبيرة التي تحصّل عليها من المخلوع (شخصياً)..حتى انه ارتفع بمن يجوز قتلهم من المواطنين من اجل سلامة الحاكم (من ثلث السكان إلى الثلثين).. !
الحكاية الظريفة الجديدة أن واعظاً من إياهم..وهو كوز معروف اسمه “محمد الأمين إسماعيل” قال أمس: (إن الحرية والتغيير هي التي أسقطت الفاشر)..!
ولكن هذا المسكين الذي جعل قدوته “عبد الحي يوسف” لن يجد ما يأمله لضآلة شأنه بين (وعّاظ السلاطين)..! فهو يفتقر إلى مسوح الوعاظ وهيئتهم حتى بمعايير (نقابة المهن التمثيلية)..!
كما أن مواعظه ثقيلة الظل..تثير كوامن (الصداع النصفي والشقيقة)..علاوة على أنه ضعيف التأثير سهل القياد..لا يستهلك من (المال العام) إلا النزر اليسير..!
تجارة الدين عموماً وخاصة في السودان في طريقها إلى كساد قياسي..دونه كساد (الخميس الأسود) وهو الكساد العالمي الكبير الذي ضرب أمريكا عام 1929 ..الله لا كسّبكم..!



