اتصالات مصرية مع الدول الداعمة للجيش السوداني لوقف الحرب

تبذل مصر جهوداً حثيثة لاحتواء التطورات المتسارعة في السودان، بعد سيطرة “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، الأحد الماضي، وسط مخاوف من انهيار الوضع الميداني وتغير خريطة القوى على الأرض.
وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ”العربي الجديد” عن اتصالات مكثفة بين القاهرة وواشنطن وعدد من الدول الداعمة للجيش السوداني، وفي مقدمتها تركيا وإيران، بهدف وقف التصعيد ومنع “الدعم السريع” من توسيع نطاق سيطرتها.
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن مشاورات جرت خلال الأيام الماضية بين مسؤولين مصريين وأميركيين، أفضت إلى توافق على عقد جولة محادثات سودانية–أميركية في القاهرة، بحضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس. وكان من المقرر أن يلتقي بولس كلاً من رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمشاركة مسؤولين من مصر والإمارات، على أن يتبع ذلك لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي.
وأضاف المصدر أن الخطة تعثرت بعد رفض البرهان عقد أي لقاء مباشر مع حميدتي أو أي مسؤول إماراتي، متهماً بعض الأطراف الإقليمية بـ”التآمر على السودان”. وأوضح أن محاولة لعقد اللقاء بحضور رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك، المقرّب من “الدعم السريع”، قوبلت كذلك برفض قاطع من البرهان.
في السياق ذاته، علمت “العربي الجديد” أن اتصالات ثلاثية جرت بين القاهرة وأنقرة وطهران لتنسيق الجهود الداعمة للجيش السوداني، ومنع اختلال موازين القوى في البلاد. وبحسب المعلومات، فقد زُوّد الجيش السوداني بأسلحة دفاعية نوعية من تركيا وإيران للحد من تأثير الطائرات المسيّرة التي تستخدمها “قوات الدعم السريع” بكثافة في معاركها.
ميدانياً، أفادت تقارير محلية ودولية بارتكاب “الدعم السريع” مجازر في مدينة الفاشر بعد سيطرتها عليها، أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أعداد كبيرة من السكان. وردّ الجيش السوداني بإعلان حالة الاستنفار العام في المناطق الخاضعة له، ودفع بتعزيزات عسكرية نحو جبهات القتال في إقليمي دارفور وكردفان، حيث تشهد عدة مناطق مواجهات عنيفة بين الجانبين.



