رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: على قادة العالم التحرك لوقف القتل العشوائي في السودان
لا شيء يتيح الدفاع عن الانتهاكات الصارخة لقواعد الحرب التي نشهدها في السودان. ولا ينبغي أن يُقتل أي مريض داخل المستشفى ولا أن يُطلق النار على أي مدني وهو يحاول الهروب من منزله. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات المروعة وأن يُحترم القانون الدولي الإنساني.
ولقد غضّ العالم الطرف بينما كان المدنيون في السودان يقاسون رعباً يصعب تصوره. وكانت اللجنة الدولية قد دعت أطراف النزاع مراراً وتكراراً إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لكن هذا القانون لا ينفك يُنتهك في ظل إفلات المنتهكين من العقاب.
ويتعرض المدنيون لهجمات وحشية ولعنف جنسي متفشٍ وتدمير متعمّد للخدمات الأساسية. وأصبحت المرافق التي كانت في السابق أماكن مخصصة لإنقاذ الأرواح إلى ساحات موت وتدمير.
وما فتئنا نطالب بوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني وفي المجال الطبي. ورغم ذلك، قُتل في هذا الأسبوع فقط في شمال كردفان خمسة من زملائنا من جمعية الهلال الأحمر السوداني.
ويجب على القادة أن يُظهروا الآن الشجاعة السياسية اللازمة لوقف القتل وضمان عودة أطراف النزاع إلى الالتزام بقواعد الحرب. ويقع على جميع الدول واجب التقيّد بالقانون الدولي الإنساني في سلوكها الخاص، وكذلك واجب ضمان تقيّد الآخرين بهذا القانون.
وتتوقف أرواح الناس الآن في السودان على تحرك قوي وحاسم لوقف هذه الفظائع. ولا يمكن ألا يحرك العالم ساكناً بينما يُسلب المدنيون أمنهم وكرامتهم، وتُنتهك قواعد الحرب التي وُجدت أصلاً لحمايتهم.
