الجنجويد اضاعوا الفكرة واضاعوا السودان

امجد هرفي بولس
لم يخطر في بال مؤسسي ومنظري فكرة السودان الجديد أمثال الدكتور جون قرنق ، والدكتور منصور خالد ان الفكرة في آخر تمظهراتها سوف يلتقطها الجنجويد ، وينادون بها علي انهم حملة رايتها ونار شعلتها.
والحق يقال لو انهم خطر لهم مجرد خاطر من هذا القبيل ، لنكصوا عن الفكرة ، او لربما وادوها في مهدها .
فجون قرنق الذي كان يخجل حكومة الخرطوم ، باحتفاظه باسراها والذي تقتل الخرطوم اسراه في المقابل ، لا اعتقد انه فكر يوما ان راية فكرة السودان الجديد سوف يحملها هؤلاء الجنجويد ، كالحي الوجوة والأخلاق.
وكيف تثني لهؤلاء بأن يصبحوا بين ليلة وضحاها حملة راية هذه الفكرة ؟ وهم أداة الخرطوم والحركة الإسلامية في قتلها ووادها بدارفور .
ولكن هي السياسة القذرة والتي تتلون كما الحرباء لكي تحول أداة قتل الشعب السوداني، الي أداة لميلاده الجديد .
ولكن هل يصلح الجنجويد فعلا لاداء هذه المهمة ؟
وكأنك تقول للحانوتي اترك مهنتك وهيا نتاجر بالورود وهيهات له ان يفعل .
يقول السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم فهل تجنون من الشوك عنبا؟
نعم فهؤلاء تاريخهم ومنذ اندلاع حرب دارفور اللعينة مكتوب في الذاكرة بشلالات الدم والعنف ، التي لا يمكن محوها واذالتها من ذاكرة السودانيين بتبني هذه الفكرة او تلك .
ولا يظن هؤلاء بأنه يمكن خداعنا بشعارات ملفقة ، فها هي أفعالهم في الفاشر ، ومن قبلها في الجزيرة والخرطوم يندي لها جبين الشرفاء.
فأنتم لن تكونوا ميلاد لسودان جديد ، غير انكم ربما اضعتم القديم والجديد .
فكرة السودان الجديد لا تحتاج الي كل هذه الدماء ، والاشلاء ، والمعاناة لكي تتحقق . بل الاجدي بها ان تتحقق في ظل السلام والاطمئنان، ثم ماذا سينفع الشعب السوداني ان تحققت علي اشلاءه ودماءه؟
أليس الاجدي بكم وقد سخر لكم الله كل هذا المال والعتاد ، بأن تضعوا السلاح أرضا، وان ترحموا الأحياء والأشياء من شروركم المستطيرة. وان ترحموا شعب دارفور المنهك من جراحكم . وان تبداوا رحلة للسلام والنماء والرخاء بعد أن اقترن اسمكم بالشقاء والدمار والقتل والخراب ؟
اما ان لكل هذا الصراخ والعويل والجدب الفكري والعاطفي ، ان يتوقف وان تدور عجلة السلام في وطن ارهقه هذا السلاح وهذه العنتريات التي لم تقتل بعوضة؟
وانا اتوجة هنا الي كافة الساسة اللذين وضعوا اياديهم في ايدي هؤلاء القتلة ، واللذين يحلمون بأن يجنوا من الشوك عنبا بأنكم لن تجنوا سوي المر والحنظل ، فهذه طبيعة الأشياء .
كما أتوجه ايضا للحركة الإسلامية واقول ماذا تنتظرون بعد ، فها هي اداتكم للقتل والتنيكل قد سلطت عليكم ، أفلا تجدون في هذا الدرس والعبر لكي توقفوا كل هذه الحروب والدماء في وطن وعدتموه بالتفوق علي العالم ، فلم يجد منكم سوي الخراب والحروب والدماء ؟
ويا كل الشعوب السودانية اما ان لنا أن ننبذ كل جهوية، وعنصرية ، وقبلية ونضع كل هذا السلاح أرضا وان نلتفت بعد كل هذه الحروب الي نماء ورخاء لا يتاتي سوي بالسلام ؟
[email protected]



