تدهور خطير للأوضاع في السودان: مقابر جماعية جديدة ومعارك تقترب من الأبيض

تتسارع التطورات الميدانية في السودان مع تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مدينة الأبيض بعد سقوط الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بيد قوات الدعم السريع. وتُعدّ الأبيض مركزاً حيوياً لطرق الإمداد في البلاد، ما يجعلها هدفاً استراتيجياً للطرفين.
وفي تطور صادم، كشفت جامعة ييل الأميركية عن صور أقمار صناعية تظهر عدداً كبيراً من المقابر الجماعية قرب الفاشر، مشيرة إلى أن حجم القتل خلال الأسبوع الماضي كان «هائلاً»، ولا يمكن مقارنته إلا بالإبادة العرقية في رواندا خلال تسعينيات القرن الماضي.
وفي الأبيض، قُتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وأصيب آخرون في هجوم استهدف تجمع عزاء، وفق ما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي حذّر من أن «الوضع الأمني في منطقة كردفان يتدهور بسرعة».
الجيش السوداني أعلن أنه يواصل التقدم نحو الأبيض لمنع سقوطها، مؤكداً أنه استهدف مواقع للدعم السريع في منطقة كازقيل جنوب المدينة. فيما شدد عضو مجلس السيادة ياسر العطا على أن الجيش «سيواجه التمرد بكل قوة» في كردفان ودارفور.
سياسياً، رفضت القيادة السودانية المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، بعد اجتماع طارئ ترأسه عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، حيث أكد بيان رسمي “تعبئة الشعب لدعم القوات المسلحة” لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع.
إنسانياً، تعيش مدينة الفاشر يومها الحادي عشر تحت سيطرة الدعم السريع وسط كارثة إنسانية، حيث يُحرم آلاف المدنيين من الغذاء والمأوى والمساعدات الطبية، فيما تعجز المنظمات الدولية عن دخول المدينة. كما تواجه آلاف الأسر النازحة في منطقة طويلة أوضاعاً قاسية داخل مخيمات مكتظة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
وفي شمال وغرب كردفان، يسود هدوء حذر بعد ضربات جوية نفذها سلاح الجو السوداني، بينما تشير تقارير من مدينة بارا إلى انتشار عشرات الجثث في الشوارع والمنازل دون السماح بدفنها.
من جهته، أكد محمد عبدالرحمن الناير، الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان، في تصريحات لقناتي العربية والحدث، أن الحركة استقبلت نحو مليون نازح في مناطق سيطرتها، إلى جانب 1300 مصاب من الفاشر، مشدداً على أن الحركة «تلتزم الحياد» بين طرفي النزاع.



