مقالات وآراء
خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة مع استمرار الحرب في السودان

حافظ يوسف حمودة
ترتبط الجماعات الإسلامية في السودان بمثيلاتها على أمتداد الإقليم برابط عضوي وثيق ، يتمثل في الدعم والتوجيه والعقيدة الجهادية المشتركة منذ قبل استيلائهم على السلطة في السودان ، فشاركت جماعة السودان الجهاديين الدوليين في حروبهم في أفغانستان وسيناء وسوريا والعراق ، فنظرتهم لمجاهدي السودان بأنهم الركيزة وللسلطة في السودان بأنها آخر القلاع يجب تثبيتها .
وجود الحركة الإسلامية السودانية ( الإخوان المسلمون ) في مفاصل الجيش والمؤسسات الأمنية منذ انقلاب 1989 أدى إلى إعادة بناء هذه المؤسسات على أسس أيديولوجية إسلامية متطرفة ، وليس وطنية .
ظهور مقاتلين إسلاميين سوريين في صفوف القوات التي تحارب الدعم السريع ، يدل على تقبّل واستقطاب العناصر الجهادية العابرة للحدود ، ما يرفع خطر تدويل الأجندة الجهادية في السودان وتحويله إلى وجهة أو قاعدة جذب للمقاتلين المتطرفين من الخارج . خاصة أن هناك تقارير دولية وإقليمية تشير إلى أن بعض منظومات الإسلاميين السودانيين يسعون لإطالة أمد الحرب لاستعادة السلطة ، مما يؤدي إلى استمرار عدم الاستقرار وتفاقم المعاناة الإنسانية .
الخطر الأكبر تكمن في احتمال توجيه هذه الجماعات أعمالها نحو دول إقليمية داعمة للتحالف المعادي . الجماعات المتطرفة أثبتت عبر السنوات قابليتها للتنقل والعمل العابر للحدود ، ولديها خبرة بمحاولة العبث بالأمن الإقليمي عبر التحريض أو شن عمليات إرهابية بتأثير مباشر أو تحريض من الجماعات المحلية ، خاصة إذا رأت نفسها محاصرة أو محبطة سياسياً داخل السودان .
هناك تحديات مستمرة من وجود مقاتلين أجانب في السودان ، وقد تستغل قيادات إسلامية محلية علاقاتها بشبكات إقليمية لدفع هذه العناصر للانتقام من دول إقليمية ساندت قوات الدعم السريع أو تسعى لعزل الإسلاميين السودانيين عن السلطة .
دول الجوار كإثيوبيا ، تشاد ، مصر ، وكينيا تعاني من مناطق حدودية رخوة يسهل اختراقها من جماعات مسلحة عابرة للحدود ، أي استقطاب أو تجنيد في السودان قد تتحول نتائجه سريعاً إلى جبهات أخرى داخل هذه الدول . ومن المرجح انتقال مسلحي الجماعات المتطرفة للقيام بعمليات عبر الحدود أو اللجوء إلى مناطق النزاع في الدول المجاورة ، مما يؤدي إلى تصعيد المواجهات وتولي جماعات محلية أجندة جديدة أكثر تشدداً .
الرباعية الدولية ( الولايات المتحدة ، السعودية ، الإمارات ، مصر ) أعربت صراحة عن قلقها من أن استمرار النفوذ الإسلامي المتطرف في السودان يهدد الأمن الإقليمي ، ودعت صراحةً إلى عدم رسم مستقبل السودان بناءً على رغبة هذه الجماعات ، لأنها تعتبر محور عدم الاستقرار في المنطقة .
وُضِع قادة وحركات إسلامية سودانية تحت عقوبات أميركية ودولية ، بهدف كبح حركة هذه التنظيمات ، والتقليل من قدرتها اللوجستية والمالية على التمدد خارج الحدود .
الانخراط العضوي للجماعات الإسلامية المتطرفة في المشهد السوداني يمثل خطراً مباشراً على السودان من خلال إطالة أمد الحرب ، وتحويله إلى قاعدة لتجنيد المتطرفين إقليمياً ، وهو ما يجعل الأمن في محيطه الجغرافي عرضة لهزات عنيفة ، خاصة إذا استمر الدعم لهذه التيارات أو تم تجاهل ضبطها وعزلها عن مفاصل الدولة .




تحريش للغرب ليؤذي المواطن السوداني البسيط . التطرف والإرهاب والاجرام والقتل على الهوية والابادة الجماعية وكل مساوئ اهل الدنيا مجتمعة في المليشيا وداعميها (مليشيا ال دقلو ورعاتها الاماراتيين . )