تحت عباءة الوساطة.. كيف يغذي النفوذ السعودي عودة “الكتائب الجهادية” والمطامع في السودان؟

حسن عثمان الحاج
تجد المملكة العربية السعودية نفسها اليوم في مفارقة جيوسياسية حرجة في السودان. فبينما تتصدر الرياض مساعي الوساطة المعلنة لإنهاء الصراع، تكشف التحليلات أن دعمها الحاسم والمبكر للجيش السوداني، المتحالف مع مجموعات إسلامية جهادية متشددة يُعيد إلى الأذهان نمطاً تاريخياً مثيراً للجدل لدعم التيارات الإسلامية المتطرفة، ولكن هذه المرة خدمةً لمطامع جيوسياسية واقتصادية عاجلة في دولة ضعيفة.
المطامع أولاً: السودان كعمق استراتيجي وبوابة اقتصادية
تُفسر الدوائر التحليلية الدعم السعودي للجيش السوداني بالرغبة في تأمين مصالح حيوية تتجاوز بكثير مجرد إنهاء الحرب منها :
السيطرة على البحر الأحمر: يشكل السودان العمق الاستراتيجي للساحل السعودي على البحر الأحمر. فالدعم للجيش يهدف إلى ضمان عدم سيطرة أي فصيل غير موالٍ للرياض على الموانئ والجزر، لاسيما في ظل التنافس الإقليمي الحاد مع قوى مثل إيران وتركيا.
النفوذ في السودان هو جزء أساسي من استراتيجية السيطرة على البحر الأحمر منافذ السودان فيه . أي دعم للجيش هو استثمار في ضمان وجود سودان ضعيف تهيمن عليه السعودية كما هو الحل لفي اليمن ويخدم المصالح الخاصة للرياض، حتى لو كان الثمن هو غض الطرف عن التحالف مع الإسلاميين.”
الموارد والزراعة: تُعد الأراضي السودانية الشاسعة مصدراً حيوياً للأمن الغذائي للمملكة. فالمطامع الزراعية والاستثمارية الضخمة تتطلب شريكاً ضعيفا وخاضعا (الجيش) لضمان استمرار تدفق الاستثمارات.
دعم القوة العسكرية يغذي “الكتائب الجهادية”
على الرغم من التوجه المعلن للمملكة لمكافحة التطرف منذ أحداث 11 سبتمبر، فإن الدعم المقدم للجيش السوداني يصب مباشرة في مصلحة إعادة تموضع القوى الإسلامية المتشددة منها مليشيات جهادية وكتائب المؤتمر الوطني المنحل) التي تُقاتل كجناح عسكري للجيش.
إعادة تمكين المتشددين: كتائب مثل “البراء بن مالك”، التي تضم أعضاء سابقين بارزين في نظام عمر البشير ومقاتلين من تنظيم القاعدة والتي تُعتبر ذراعاً جهادياً للجيش في الوقت الحالي، تستفيد بشكل مباشر من الدعم العسكري والمالي الذي يصل إلى القيادة العامة للقوات المسلحة.
“إن الدعم اللوجستي للجيش السوداني، من أي جهة إقليمية، هو في حقيقته دعم لقوى الإسلام السياسي السودانية التي تتبنى قتالاً جهادياً مفتوحاً إلى جانب الجيش. هذا يعطي هذه القوى شرعية وجود وسلطة قرار لم تكن تمتلكها منذ سقوط البشير.” (تقرير أمني دولي).
تكرار “النمط التاريخي”: يُعيد هذا المشهد التذكير بالدور التاريخي المثير للجدل الذي لعبته المملكة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في دعم حركات الجهاد الدولي في أفغانستان ومناطق أخرى، حيث كان الهدف الجيوسياسي (مواجهة النفوذ السوفييتي أو الإيراني) يبرر دعم قوى ذات أيديولوجية متشددة وهو الدعم الذي أنتج فيما بعد تنظيم للقاعدة بقيادة السعودي أسامة بن لادن الذي كان مقربا من العائلة الحاكمة
مخاطر التمكين: الأيديولوجيا مقابل البراغماتية
إن تحالف المصالح السعودية مع الجيش السوداني، على الرغم من عداء الرياض التاريخي لتيار الإخوان المسلمين، يُعد نموذجاً للبراغماتية التي تحمل مخاطر استراتيجية كبيرة على المدى الطويل:
شرعنة العنف الإسلامي: الدعم يساهم في إعطاء غطاء سياسي ومالي لمجموعات متشددة، ما يُعزّز قبضتها العسكرية والأيديولوجية داخل مؤسسات الدولة.
إضعاف جهود السلام: النفوذ الخارجي الذي يركز على تقوية الجيش دون إجبار الأطراف على تسوية سياسية عادلة، يُقوّض جهود الوساطة التي ترعاها الرياض نفسها، ويطيل أمد الحرب الأهلية.
الخاتمة:
إن الدور السعودي في السودان يكشف عن تفضيل واضح للمصالح الأمنية والجيوسياسية الفورية على حساب استقرار السودان الداخلي ومستقبله المدني.
ففي الوقت الذي تدعي فيه المملكة محاربة التطرف، فإن دعمها للجيش السوداني المتشابك مع الكتائب الجهادية، هو تحالف اضطراري يعيد إحياء قوى الإسلام السياسي، ويؤكد أن السودان أصبح ورقة مساومة تُصرف فيها الأجندات الإقليمية على حساب دماء شعبه.




عندكم كلام مع السعودية يا قحاطة ؟ شكلكم كده قنعتوا من كراسي الحكم . ما خليتو مصر ولا قطر ولا تركيا ولا روسيا
لو جعتوا كيف تديروا البلد ده تاني روقوا المنقة يا ناس فكب منقة
السعودية بلد ممكن ادفع مليارات الدولارات مساعدات واستثمار وخلافه بالمقابل اوربا كلها وامريكا لا يمكن ان تدفع للسودان مليار دولار . ميزوا يا قحاطة