كسلا .. فساد الأراضي يهدد حياة 50 ألف نسمة

حي السلام او المعروف عند الكثيرين سابقاً بـ(العشوائي) وهو الواقع شمال حي المربعات وشرق شارع الوالي و المدفعية بمدينة كسلا و يسكن السلام أكثر من 50 ألف نسمة منذ أكثر من 22 عاماً ولأن سياسة حكومة المؤتمر الوطني هي دائماً ما تكون ضد الأرض و الإنسان بسبب فساد المتنفذين الذين لا تشبع بطونهم من المال العام نجدهم يتجهون من حين لآخر لتهديد بقاء الإنسان والتضييق عليه في كل شيء و أولها أرضه التي ينظرون إليها كقطعة إستثمارية بعين الرأسمالي الطفيلي الذي لم تكن تملك أسرته شيء قبل مجيء حكومة الفساد ليُصبح بين عشية وضحاها مالكاً لأفخم العمارات و أضخم المشاريع الإستثمارية .
وزير التخطيط العمراني السابق المدعوا عبدالمعز حسن عبدالقادر والذي إشتهر بأنه العدو الأول لأراضي المواطنيين في كافة المحليات حيث لا توجد محلية لم يستبيح أرضها ومتنفساتها إلا وقد إستغل موقعه ببيعها لذاته ولصالح من كانوا يقودون الحكومة الولائية في عهد السونامي السابق محمد يوسف آدم الذي بتآمر تام مع المذكور أعلاه قاموا بتدمير الأراضي وجعلها المورد الأول لخزينة الولاية بعد أن تم إفراغها لصالح جيوبهم الخاصة ( تقارير المراجع ليست ببعيدة ) و بدأت مشكلة سكان حي السلام حيث اصدر الوزير ( عبدالمعز ) قراره بالإزالة وهو يعلم تمام العلم أن ذات وزارته قد أجرت في وقت سابق مسحاً اجتماعياً للحي وقامت بتمليك المواطنيين أرقام لمنازلهم وكما قدمت لهم محلية كسلا شهادات حيازة كانت رسوم الأولى مئة جنيه و الأخيرة ستون جنيهاً إلا أن الوزارة الأن وبتأريخ 28 يناير 2016م تقوم بتحريك الملف في عهد الوزير الجديد والذي للأسف يعتبر رجل حقوقي وهو الفريق شرطة حقوقي كمال جعفر ليصبح هذا العدد الكبير من سكان الحي مُهدد بين ليلة مظلمة وصباح مجهول بأن تطل عليهم جرافات الوزارة لتفعل بهم ما فعله والي البحر الأحمر السابق ( إيلا ) بطريقة أشبه بالطريقة الإسرائيلية في تدمير منازل الفلسطينين .
إن كانت من رسائل أبعث الأولى للسيد والي الولاية الأستاذ آدم جماع مذكراً إياه بأن من فوق السماء رب لن ينسى دعوة مظلوم وبكاء طفل و وجع أُم و أب يعجز عن أن يمنع وزارتكم عن فعل ما ترغب فعله و أنك الراعي المسئول أمام الله سبحانه وتعالى لا من سبقوك من حكومة ذلك الفاسد محمد يوسف آدم الذي منذ مقدمه بادر العشرات من ابناء وبنات هذه الولاية بالوقوف ضد كل ما يود فعله لأنهم يعرفون سيرته وفساده منذ أن كان محافظاً لمحافظة كسلا ولم يستبشروا به خيراً أو يحسنوا الظن فيه لثانية وتركوا إحسان الظن لمن عُميت عقولهم عن قراءة الرجل وفي نهاية الأمر لم يجدوه إلا كما حكم عليه غير المستتبشرين به .
لا نعرف لك شيئاً حتى نحكم عليك برغم قناعتنا أن ( أحمد و حاج أحمد ) هم عُملة واحدة لنظام أفسد الوطن ولكن حين سمعنا عن رغبتك في العمل على حسم قضية مؤرقة لإنسان الولاية والشرق ( الإتجار بالبشر ) استبشرنا قليل استبشار و إكتفينا بأن نعطيك فرصتك لننظر حصاد عامك ولم نوجه سهام النقد إليك وكُنا ومازلنا نخاطبك حول هذه العصابات لندعم رغبتك في القضاء عليها حتى و إن بطشت بدمائهم على براحات الطرقات فدماء الأبرياء وسلامة نسيجنا الاجتماعي أشرف من دماء عصابات الاعضاء البشرية وما قُمت به حولها بالرغم من أنه نقطة من بحر يجب فِعله تجاه القضية لكننا نراه إستحسان يعود إليك لم يحدُث في عهد سالفك وما ازداد فِعلُك بالقضية وسعيت لتحقيق العدل و العدالة تجدنا قد تكاتفنا من الداخل والخارج لنكون سنداً لتحسين صورة درة شرقنا .
لكن وحكومتك تقترب من إكمال عامها هناك من يعملون في الخفاء من الفسدة و من خفافيش الظلام ممن توارثوا الحُكم الكسلاوي منذ التسعينيات حتى مجيئك يُصرون على أن تدمع أعين الأمهات أوا لم تجد حُكومتك مورداً غير أراضي المواطنيين لتنهج ذات النهج القديم أهي شيمة الدُف الذي يضربه الأولون ويرقص من خلفهم القادمون طرباً . نناشدك بوقف قرار وزيرك وفاءاً إن كانت للعهود عندكم وفاء هو عهد حزبكم لسكان الحي إبان الانتخابات السابقة والوعود التي قطعها بحل المشكلة نهائياً لصالح السكان مقابل التصويت لكم ففاز مرشحكم بالرغم من أن فوزه كان محسوماً بهم أو بدونهم فهل كان الحل الذي جملتموه حينها بالكلمات الإيمانية التي تستحضرونها حين ما تنوون لفعل مشين لتمارسوا التأصيل لما ستفعلون هو إزالة مساكنهم وتشريدهم وسلب أرضهم . إن كنت بحق تبحث عن عدل فحقق العدل لهؤلاء حتى تتمكن من أن تحكُم قلوب الناس قبل أن تحكم عليهم بالسطوة والجبروت فالحُكم الحقيقي لكل حاكم هو حكمه لقلوب شعبه قبل كل شيء ، فحينها ستشعر بالسعادة وأداء أمانتك بكل أريحية دون رهق . وصدق الحكيم لقمان حين قال : اسع للتقرب إلى قلوب الناس واستماع أحوالهم وكن حلو الحديث مع الفقراء . هل يا ترى ستسعى لأن تقف بجانبهم وتنصفهم أم ستميل كل الميل لحكومتك وسياسات الوزراء والمعتمدين فيها لتجد نفسك منفذاً لمخططات من يتخفون في ردهات هذه الوزارة أو تلك فتخسر قلوب الناس التي أبعدها السالفون بسياساتهم وفسادهم الذي أزكم الأنوف .
رسالتي الثانية للوزير ذاته الفريق كمال نذكرك فقط أنك إبن كسلا وهؤلاء هم أهلك وقد فسدت وزارتك في عهود مضت فهل لك بإصلاحها بدلاً من أن تمضي كما كانت تمضي وجعاً في صدور المساكين وبدلاً من أن تنظر عين وزارتكم لسكان حي السلام لماذا لم تبدأ بإعادة النظر في الأراضي التي يمتلكها الدستوريين بحي المدفعية وغيرها أم أنهم و آخرين لم تسرهم بيوت المساكين وهي تجاور عماراتهم الشامخة فدبروا خطتهم لأجل إزالة مساكنهم بإقناعكم لتحويلها لسكنات إستثمارية كما فعلوا من قبل في وسط كسلا و أزالوا تأريخاً عريقاً تجاوز واقترب بعضه للمئة عام فتوزعت الوزارات لتكون عبئاً ثقيلاً على ميزانية الولاية نأمل أن تعيد النظر في أمر سكان هذا الحي .
الرسالة الثالثة إلى سكان السلام ليس لكم سوى توحيد أنفسكم والتمسك بحقكم في البقاء بأرضكم حتى و إن كانت بذهاب أرواحكم وتجويعكم و أذكركم بمنطقة جنوب طوكر هذه العظيمة التي ينظر إليها ذات الرأسماليون الطفيليون بولاية البحر الاحمر والخرطوم للثروة المعدنية التي تحتضنها شيدو لأهلها موقعاً آخر لكن لأن الإنتماء للأرض هو أساس الحياة لم يتركوا أرضهم تمت معاقبتهم لسنوات بالتجويع و التهميش وقتلوهم في التسعينيات لكنهم ما زالوا صامدون في أرضهم والفارق بينكم وبينهم هي في عزة الذات ومدى التمسك بالحق فتمسكوا بحقكم وثقوا مهما فعل الفسدة سينتصر الحق وإن طالت لياليه وفي تفرقكم خراب ودمار لأنفسكم سيحاولون الوصول لبعض ضعاف النفوس وهم كثُر بعضهم أفراد وبعضهم إدارات أهلية وبعضهم أئمة مساجد ويأتون إليكم فرادى فلتتوحد مواقفكم وكونوا يدا واحدة .
رسالتي الأخيرة لكل أبناء وبنات كسلا و أخص أكثر الطلاب والشباب و إلى كل الناشطين الحقوقيين و الإعلاميين من الشعب السوداني وقفتنا مع سكان حي السلام ضرورة وفرض عين لا فرض كفاية لن يسقط إن قام به البعض منا لنبدأ بمتابعة الحدث أولاً بأول وتوثيق كل ما يجري وقد يجري و أن لا نتردد للحظة في أن نكون بجانب السكان فالقضية عادلة وكما علينا أن نسلط الضوء بكل الإمكانيات المتوفرة إعلامياً فالإعلام سلاح سلمي يخشاه الفاسدون في كل مكان .
لتبدأ حملة ( #ضد_الإزالة_بكسلا ) هاشتاق نضعه أسفل كل منشوراتنا سواء كانت تتعلق بالقضية أو لا تتعلق ولنشارك بالتضامن مع 50 ألف نسمة الذين قد يكونون من بينهم أصدقاء لنا و اقارب و زملاء مهنة ودراسة وقبل كل شيء يكفينا أننا وهم من هذا الوطن الكبير .

كفى ونلتقي فليس بعد الليل إلا فجر مجدٍ يتسامى

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..