تتعدد الطُرُق و الزواج واحد!

أصبح الإنترنت بما فيه من مواقع للتواصل الإجتماعي من أكثر الوسائل فعالية فى حياة الشباب والجيل الحالي فهو الذي يحتوى تجمعاتهم ويستوعب ثوراتهم وأفكارهم و يوفر لهم مِنبراً ومُتنفساً للتعبير عن آراءهم وعواطفهم بحرية تامة، إذاً فمن البديهي أن يكون بيئة مُناسبة لإختيار شريك الحياة، فالبعض قد يعرفون بعضهم معرفة طفيفة (على أرض الواقع) و يتيح لهم التواصل الأثيري التعمق فى تلك المعرفة بقراءة أفكار بعضهم من خلال كتاباتهم العفوية (بإستثناء المتصنعون أو المتزيفون) مما قد يخلق تقارباً يدعو و يشجع على الإرتباط، بل إن التعارف على مواقع التواصل الإنساني يتيح الفرصة لمعرفة الشخص على حقيقته فى حال وضعنا الشريك تحت الإختبار الأثيري بتتبع منشوراته وتغريداته وتعليقاته وأنواع الصفحات التي يزورها والمجموعات التى ينتمى إليها فنستطيع قراءة شخصيته بوضوع ومعرفة إنتماءاته السياسية والدينية و هواياته وميوله ومن ثم يكملها التعارف الشخصي فيما بعد.

أثار زواج الإنترنت أو إختيار الشريك عبر مواقع التواصل الإجتماعي لغطاً وجدلاً كبيراً لما فيه من غرابة وحداثة لم يعهدها مجتمعنا قبلاً، حتى أن البعض يرى بقطعية فشله الذريع بينما يرى آخرون أنه طريقة إختيار مثله مثل غيره (ويجب التفريق هُنا بين مواقع الزواج التى تُصمم خصيصاً لطلبات الزواج وبين مواقع التواصل التي يعثر عليها الشريك على شريكة ويرى فيه مايدعوه لبدء حوار ومشروع إرتباط) فالعديد من الزيجات الناجحة أكدت على أن الإنترنت كوسيلة إختيار لشريك الحياة فرضت نفسها وأصبحت واقعاً قامت عليه العديد من البيوت السعيدة.

من يستنكرون الإرتباط عبر الإنترنت ينسون أو يتناسون أنه في حقبةٍ قريبة وقريبةُ جداً كان الشباب في المهجر يلجأون الى الصور وشرايط فيديو المُناسبات ليختارو زوجاتهمثُم تأتي مرحلة السؤال والتقصي عن أسرتها ومن ثم التعارف بينهم في مرحلة لاحقة بحيث يكون أساس الإختيار صورة أو شريط فيديو، ربما يشبه الزواج عبر الفيسبوك أو المنتديات إلى حدٍ ما هذه الطريقة، وهو أبعد ما يكون عن زواج الخاطبة لأن الإختيار هُنا يتم دون وسيط بشري بل عن طريق تتبع الكتابات والمعلومات الشخصية وربما بعض الصور!

الزواج توفيقُ رباني ويقوم على أُسس ومعايير للتوافق وكل فرد لديه مواصفات ومتطلبات وإحتياجات تختلف عن غيره وقد تأتي المشاعر لتنسف بكل قوائم (المواصفات) وتذوبها في كون الإحساس فيغضُ الشريك الطرف عنما كان يتمناه من مواصفات موضوعه بدقة ليرتبط بشخصية قد لا تمتلك جميع المواصفات ولا حتى نصفها مما يدلُ على أن الزواج قدر ونصيب مهما حرصنا على وضعه تحت بند الإختيار الطوعي الكامل فكثير من العوامل تتدخل لتحد أو لتدفعنا على إختيار أحد ما، إذاً فليس هو إختيار فردى حر تماماً!

همسات- عبير زين- صحيفة القرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هو وسيلة تعارف لذا لا مانع ولكن لابد من المعرفة على الواقع اكثر واكثر فالزواج قرار مصيري للكثيرين والكثيرات غير قابل للتجربة والتهور ليس كاعتماد الصداقة والموافقة عليها !حتى الفيس بوك اصبح يسالك ويقول ليك هل تعرف فلان خارج مجتمع الفيس !؟ كثيرون وكثيرات يرتدون عدد من الاقنعة المزيفة ويحملون عددا من الاسماء المستعارة وربما عدد من الصور الرمزية واللمحة الذاتية وربما عدد ليس بالقليل يتجمل ظاهريا وحرفيا ومن الداخل يحتاج لعدة عمليات تجميل كتكبير القلب وشفط الحقد والحسد منه وتكسير خلايا الشر في نفوسهم مع نفخ ضمائرهم الهزيلة او الميتة ..وفي النهاية القسمة والنصيب والسعد

  2. بس تانى مين المغفل الحايتزوج من السودان بعد ما يشوف المرأة التى ( اذا نظر اليه سرته )..من الدول الاخرى ؟؟

  3. شكرا علي هذا الطرح أستاذة عبير.
    .. الزواج بطبيعته مؤسسة قائمة علي التوافق وشى من التنازلات تستمر في التفاعل ………..

    لا اجد اختلاف كبير بين الزواج التقليدي سؤاء كان باختيار احد الاقارب او الخاطبة او اى اسلوب في في الجميع نجد رابط مشترك الا وهو بداية العلاقة علي اساس انها علاقة زواج ….

    اعتقد ان الانترنت وسيلة للتعارف ليس لها مصداقة فهي كان ترتدى قناع وتتجمل في وجه الاخر لكي تظهر في مظهر جيد .. وفي نفس الوقت نجد فاعليتها في التواصل والوصول الى علاقات قد تكون جيدة في المستقبل فعند شتارك الطرفين في موضيع ثقافية اوجتماعية علي الانترنت هذا يعنى ان هناك توافق بينهم…
    وياريت ترجع ايام الحب الطاهر العفوي من دون اي تكلف او تملق…..

    أمر على الديار ديار ليلى … أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
    وما حب الديار شغفن قلبي … ولكن حب من سكن الديارا

  4. ان الزواج له غاية ربانية عظيمة وحكيمة ذات رسالة انسانية نبيلة.وهى تحقيق عبودية الله وحده.باقامة الاسرة ذات صفات ربانية(مكارم الاخلاق).والاسرة المسلمة الصالحة هى لبنة المجتمعات الانسانية التى يسودها الاستقرار والمودة والرحمة والسكون والسلام والانتاج والرخاء والعدالة.ام الزواج (نت) الاشباع الغريزى هو لبنة المجتمات التى تصفق للدعاة الاباحية والشمولية والوان العريقة والعنصرية والجهوية والتبعية المطلقة.فى تقديرى البحث فى الزواج يحتاج الى دراسة تحليلة مناخية(وانبتكم من الارض نباتا…الخ)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..