اعدام معمر القذافي…!!؟

عبد الباري عطوان
ان يخرج مئات الآلاف من الليبيين للاحتفال بمقتل الديكتاتور معمر القذافي، بعد استعادة مدينتي سرت وبني وليد آخر معاقلة، فهذا امر متوقع علاوة على كونه مشروعاً، لان ابناء الشعب الليبي عانوا، ولأكثر من أربعين عاما، من ظلمه وطغيانه وفساد نظامه، ولكن ما خيب آمالنا هي الطريقة غير الانسانية التي عومل بها الزعيم الليبي بعد اصابته وأسره، وكذلك بعض ابنائه والمقربين منه.
نحن مع الاحتفالات بسقوط الطغاة وأنظمة حكمهم، وعودة السلطة كاملة الى الشعب، صاحبها الحقيقي، ولكننا لسنا، ولا يمكن ان نكون مع قتل الأسرى، وجرجرة جثامينهم بالصورة التي شاهدناها جميعاً عبر شاشات التلفزة العربية، قبل الأجنبية.
العقيد معمر القذافي نزل من السيارة التي نقلته الى سرت وهو في صحة جيدة، وكان يمشي على رجليه، ولا آثار للاصابة في رأسه، ثم رأيناه جثة هامدة مضرجة بالدماء وهو في سيارة الاسعاف، مع تضارب كامل في الروايات حول مكان وكيفية العثور عليه، والظروف المحيطة بإصابته.
ديننا الاسلامي الحنيف، وتقاليدنا وقيمنا العربية التي نفتخر بها ونعتز، توصي بالعناية بالأسير، واكرام وفادته، وتضميد جراحه، هكذا اوصانا رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهكذا فعل كل الصحابة وقادة جيوش الفتح المسلمين، وعلى رأسهم المجاهد الأكبر الناصر صلاح الدين الذي ضرب مثلاً للبشرية جمعاء في تعاطيه الاخلاقي مع الأسرى الصليبيين.
العقيد القذافي ارتكب جرائم، وخرج بذلك عن كل قيم الاسلام عندما عذب اسلاميين قبل ان يحرق اكثر من الف منهم في سجن ابوسليم، ولكن علينا ان نتذكر ان الثورة ضد نظامه اندلعت بفعل هذه الممارسات اللاإنسانية، وكنا نتوقع من قادة الثوار ان يقدموا لنا نموذجاً مختلفاً، وممارسات اكثر حضارية وانسانية في التعاطي مع الخصوم، ولكن توقعاتنا لم تكن في محلها للأسف.
ما نستشفه من التقارير الاخبارية المصورة التي وصلتنا حتى الآن، ان قراراً صدر بـ’اعدام’ كل، او معظم، رجالات العهد السابق، وعدم القبض عليهم احياء. وهذا يؤكد ما اعلنه السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي نفسه، من انه جرى رصد مكافأة مالية (مليوني دولار تقريباً) لكل من يقتل العقيد القذافي، وتوفير الحصانة الكاملة له من اي مقاضاة او ملاحقة قانونية على فعله هذا.
فليس صدفة ان يتوالى وصول جثث نجلي العقيد سيف الاسلام والمعتصم، وبعدهما ابوبكر يونس جابر وزير الدفاع الذي كان واجهة فقط، لم يمارس اي صلاحيات، وكذلك السيد عبد الله السنوسي رجل امن النظام القوي وولده او ولديه، ولم يؤخذ اي من هؤلاء بمن فيهم العقيد نفسه الى مستشفى قريب او بعيد لإسعافه.
***
انه اعدام بدم بارد، يعكس رغبة دفينة بالانتقام والثأرية لا يمكن ان تساعد في تأسيس نظام ديمقراطي حضاري يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي وطموحاته. ممارسات تذكرنا بما جرى للأسرة الهاشمية في العراق بعد الاطاحة بنظامها بعد ثورة عام 1958 بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم ورفاقه.
الرئيس المصري حسني مبارك الذي لا يقل ديكتاتورية عن الزعيم الليبي المخلوع، عومل بطريقة انسانية يحمد عليها المصريون، فقد احضر الى المحاكمة على سرير، وجرى توفير افضل المحامين للدفاع عنه، وكذلك ابناؤه، وكبار المسؤولين في نظامه الفاسد، وهذا ما كنا نتمنى ان نراه في ليبيا الثورة.
سمعنا عضواً في المجلس الانتقالي يطالب بالقاء جثمان الزعيم الليبي في البحر لتأكله كلاب البحر، في مقابلة على شاشة محطة ‘العربية’، وشاهدنا آخر يصف الجثمان بأنه ‘جيفة’، وثالثاً يتباهى بأنه وجه اليه الاهانات، فهل هذا امر يعقل وديننا الحنيف وقيمه تنص على انه ‘اللهم لا شماتة في الموت’.
اعدام العقيد القذافي هو نهاية مرحلة وبداية اخرى، ولا نبالغ اذا قلنا ان ما هو قادم قد يكون الأصعب، لما ينطوي عليه من تحديات جسيمة نلخصها في النقاط التالية:
أولاً: العمل على تكريس الاستقلال والسيادة الليبيين في مواجهة اي نفوذ لحلف الناتو ودوله. فإذا كان هذا الحلف قد ساعد في اطاحة النظام الديكتاتوري وحمى المدنيين، فلا مانع من ان يكافأ بالاموال، وهناك اكثر من 160 مليار دولار من الودائع المالية في الغرب يمكن تخصيص مبالغ منها لهذا الغرض.
ثانياً: تسوية الخلافات المتفاقمة بين الجناحين الرئيسيين في المجلس الوطني الانتقالي، الاسلاميون من ناحية، والليبراليون من ناحية اخرى، واعطاء كل ذي حقه ودوره، حسب حجم تضحياته في هذه الحرب، ونحن نعرف حجم هذه الخلافات وضخامتها.
ثالثاً: نزع سلاح الميليشيات ودمج أفرادها في القوات الوطنية المسلحة، لان ليبيا تحولت في الأشهر الثمانية الماضية الى غابة سلاح، ولا يمكن ان يستقيم الأمن في ظل هذا الانتشار الكثيف للأسلحة، خارج اطار القانون. وسمعنا السيد محمود جبريل رئيس الوزراء يقول ان لا احد يستمع الى اوامره او يطبقها، وانه يحذر’من فوضى عارمة في البلاد.
رابعاً: لا بد من المصالحة الوطنية، والخطوة الاولى في هذا الصدد تتمثل في عدم التعاطي بمنطق المنتصر مع انصار النظام السابق، فالمجمتع الليبي مجتمع قبلي لا يمكن ان يقبل الاهانة والفوقية.
خامساً: الديمقراطية تعني الحكم الرشيد، وسيادة حكم القانون، والشفافية، والقضاء العادل المستقل والمساواة في توزيع الثروات، والعدالة الاجتماعية، واذا كانت قد وقعت اخطاء وتجاوزات فلا بد من علاج سريع لها، قبل ان تتفاقم وتتحول الى غضب وربما ثورة مضادة.
***
قد يجادل البعض، وهم كثر داخل ليبيا خاصة، ان ما حدث بالأمس هو نهاية دموية لنظام دموي، ولكن الشعوب العربية تريد نهايات وردية ديمقراطية انسانية لهذه الانظمة الدموية، تظهر الفارق بين ممارساتها وممارسات ممثلي الثوار الديمقراطيين، فشيم القادرين المنتصرين تتلخص في الترفع عن النزعات الانتقامية الثأرية.
ندرك جيداً انه في ظل الاحتفالات الكبيرة والمشروعة بسقوط نظام طاغية، تسود العاطفة ويتراجع العقل، ولهذا قد لا يعجب كلامنا هذا الكثيرين، ولكن نجد لزاماً علينا ان نقول ما يجب ان يقال، في مثل هذه اللحظة التاريخية في ليبيا.
القدس العربي
استغفر الله العظيم والله عندما شاهدت صور القذافي اصابني الاحباط …… لماذا….. ما الفرق بينهم وبين القذافي الذي يصفونه بالدموية هذه الصور والتصرفات مستفزة للانسانية ….. كان يجب ان يحاكم ….. فالنساعد للفتن
يا عبدالباري روح بيع بضاعتك الكاسدة تلك في التسويق لما تبقى لك من ديكتاتورين ولا تغلفها بروح الانسانية والدين …ولو علم هؤلاء أن الجزاء سيكون من جنس العمل لما تجرأ أي جرذ على التطاول على شعبه …وان شاء الله تأتي قريبا للدفاع عن موت أحدهم ..الله لا يردك
الاخ عبدالباري عطوان جزاك الله خيرا نعم تعاليم الاسلام والدين الحنيف لاتسمح بذلك
ومنهج المصطفي علية أفضل السلام مع الاسري لم يكن كذلك
لم نقبل من امريكا الغير مسلمة بما فعلة بأبنا صدام حسين واسامة بن لادن كيف نقبل هذا المشهد من مسلمون .
نعم تم اعدام الرجل وهذا عمل يتنافى والشرائع السماوية وقوانين ومواثيق الامم المتحضرة0 وكان الافضل القبض عليه ومحاكمته حتى يعلم العالم اننا امة لها تقاليد ولنا دين اسمه الاسلام يحث على اكرام الاسير0
كم أنت كبير يا عطوان، هذا هو صوت العقل. صحيح أن القذافي فعل ما فعل بالشعب الليبي إلا أن الإنسانية كانت تحتم على الثوار أن يتعاملوا معه بشكل أفضل حتى يثبتوا بأنهم لم يكونوا يستحقوا ما فعله بهم طيلة هذه الفترة التي قاربت نصف القرن ، إلا أن الثوار بأفعالهم وأعمالهم التي شاهدها القاصي والداني قد عكسوا بربريتهم وهمجيتهم وأكدوا أنهم كانوا يستحقون ما فعله القذافي بهم بل وأكثر من ذلك. هؤلاء وحوش والأيام والسنوات القادمة ستثبت أن القذافي كان أفضل لهم من همجيتهم هذه التي تذكرنا عصر ما قبل الإسلام، وتصريحات السيد جبريل بأنه لا أحد يستمع لأوامره وآرائه تثبت ذلك ،،،،،،،،،،،،،،،،
الاستاذ عبدالبارى عطوان من الاقلام العربيه القليله التى تجد منى الاحترام والتقدير من منطلق انه يعى مضمون الرساله الاعلاميه الحقه التى تتجاوز عن الشخصنه فى تناول المواضيع. ودائماً يتحرى المصداقيه فى مايطرحه للمتلقى. قدلانختلف على الاطلاق فى شخصية القذافى ذات الاطوارالغريبه طيلة فترة حكمه ولايمكن ان نختلف ايضاً على جرائمه التى اقترفها فى حق البعيد قبل القريب . وكذلك مالايمكن الاختلاف عليه هو حق الشعب الليبى وكل من ذاق ظلم واستبداد القذافى فى التعبير عن الفرح بذوال حكم القذافى وليس لموته كمالايكننى الاتفاق مع اي كائن على تلك المعامله المهينه والتمثيل بجثث الاموات مهماتكن الدوافع لان ذلك يولد كثيراً من الغبن والحقد ويجعل عجلة الثار والانتقام تدور ان لم تكن عجلاً ستكون اجلاً . الطريقه المينه والمزله التى عوملت بها تلك الجثامين ماهى الا مؤشر لمستقبل لبيا الذى سيكون اكثر سواداً من عهد القذافى من منطلق من لم يكن له رحمه بالاموات بالطبع لن تكون له رحمه بالاحياء . والانتقامين الذين لايمكن ان نطلق عليهم ثوار بفعلتهم هذه جعلو من القذافى بطلاً يستحق الاحترام والتقدير وكتبو له تاريخاً مشرف سيحفظه الاجيال لانهم لم يكون اقل منه جرماً.
يا عبد البارى ……لابد من سحل الطغاة وقتلهم فورا حتى يكونوا عبرة ودرسا لكل الحكام الذين يستهينون بشعوبهم ….
الغبن يا أستاذ عبدالباري صدقني بعمل أكتر من كده ,,,,,,, الغبن بركان لا ينطفئ الا بالدم ,,,, والدم وحده
شكرا لك استاذ عبد البارى عطوان كم انت عاقل نعم لابد من اشغال العقل فنحن مسلمين اولا واخير ا وما لايرضاهو ديننا يجب ان لا نفعله لك التحيه فما فعله الغذافى كثير ولكن هل نحن نحن افضل من رسولنا الكريم الذى قال لاهل مكه عند فتحها اذهبوا فانتم الطلقاء هل نحن افضل لك التحيه:lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( )
الاخ عبدالباري عطوان جزاك الله خيرا
والله يا استاذ عبد الباري كلامك في مكانه وجزاك الله كل خير وصدقوني نفس احساسي احسسته بان قتله خطا كبير وهو اسير رقم اختلافي في سياساته
حقبقه تصرف ينم عن همجيه كان من الاجدر يلقي محاكمه عادله تبرز الوجه الحضاري ولكن الغرب اراده ان يكون ميتا لا لديه اسرار ربما اطاحت بحكومات اوربا وخاصة فرنسا واطاليا:D ;( :rolleyes: :cool:
من شروط قبول الصلاة
انما اتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتى
ولم يستطل على خلقى
ولم يبت مصرا على معصيتى
وقطع نهاره فى ذكرى
ورحم الارملة والمسكين وابن السبيل ورحم المصاب
هؤلاء الخوارج الجدد يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية
اسالوا انفسكم لماذا يدعمهم الامريكان واليهود هل لانهم يحبون الدين الاسلامى لا بل لانهم يشوهون الاسلام ويقدمون لهم خدمات مجانية لتفتيت الدول وتفريق الجماعات
ياعبد الباري ومن يؤيدونه تعلموا الدين الصحيح قبل الفتوى . هذا القتل صحيح وجائز بل ومحبب اسلاميا صحيح وشرعيا صحيح لانه في حكم المهدر دمه وأسالوا اهل العلم والقرضاوي قال من يجده فليقتله من زمان اين كنت انت وجماعتك قال حرام شوف هو عمل ايه ؟؟؟ هذا ليس اسير هذا محارب ومثير للفتن .