بين الحُزن والصبر

الحُزنُ حالة إستثنائية تقذفها الحياة من رحم الألم فى لحظة مخاضٍ قسري لتوقظ فينا ما تبلد من حسِ وإنسانية، وعكة لابدُ أن تُصيب الجميع من بنى البشر لتؤكد أن لا شئ ثابت فى هذا الكون فكل المعايير قابلة للتبديل والتغيير ويأتى الحُزن مؤشراً لتأثرنا بفقد شئ ما او شخص ما او قيمة ما.
من مناّ لم يُجرب طعم الحُزن ومرارته اياً كانت درجة الحُزن التى إختبرها فجميعنا يتلبسنا ذلك الكائن المدعو الحُزن وهو ليس مختصاً بضعفاء الإيمان أو الفُجّار بل هو مختصُ بمن رُكِّب فيه الإحساس، فلا غضاضة في الحزن فقد حزن الأنبياء وحزن الصديقون وحزن الصالحون، و نبيُ الله يعقوب عليه السلام خيرُ مثالُ للحزن، فالحزن عارض بشري يعرض للتقي والفاجر والمسلم والكافر فمنشؤه أمر لايد للمرء فيه كقضاء كوني نزل فأصابه وإذا صبر المسلم على الحزن خيراً له وكان حزنه سبباً في تكفير سيئاته، فعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
الحُزن سِمة إنسانية نبيلة تُميز بنى البشر وذلك الدمع الذى يلوح فى المُقل ماهو الا لحظةُ من ضعف كُتبت لتُثبت أننا لا نملكُ من امرنا شئ ومهما بذلنا من جهدٍ لتسير حياتنا كما نهوى فلن نفلح فى تحريك دفتها عكس ماتشاءُ الأقدار، فهو عارض كالألم غير مرغوب فيه أو مُرَغَّب إليه من حيث هو تماماً كالجوع والعطش، بل هو مصيبةُ من جملة المصائب، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة:( ما يصيبُ المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه).
ولما كان لابد من الحزن فليكن لنا فى الصبر سبيل فلا نتكلم بما لايليق، ولا نشقُ ثوباً أو نلطمٌ وجهاً، أو نفعل فعلاً نخرج به إلى حد التسخط والجزع، فتلك أفعال مُحرمة، ولا علاقة لها بدفع الحزن، كحال من يجوع فيقارف جرماً ليس سبباً للشبع، بل تلك الأفعال مع الحزن أشد حرمة لما تضمنته من الحرمة ولما اشتملت عليه من تسخط قدر الله، فنسأل الله أن يعافينا، وألا يبتلي ضعفنا، وأن يلهم المصابين الصبر، وأن يكتب لهم عظيم الأجر، وأن يذهب عنا وعنهم الحزن إنا ربنا لغفور شكور.

همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من أقوال الامام الشافعي عن الصبر علي مصائب الدهر…

    ……………………………

    دع الأيام تفعل ما تشاء ….. وطب نفسا إذا حكم القضاء
    ولا تجزع لحادثة الليالي ….. فما لحوادث الدنيا بقاء
    وكن رجلا على الأهوال جلدا ….. وشيمتك السماحة والوفاء
    وإن كثرت عيوبك في البرايا ….. وسرك أن يكون لها غطاء
    تستر بالسخاء فكل عيب ….. يغطيه كما قيل السخاء
    ولا تر للأعادي قط ذلا ….. فإن شماتة الأعدا بلاء
    ولا ترج السماحة من بخيل ….. فما في النار للظمآن ماء
    ورزقك ليس ينقصه التأني ….. وليس يزيد في الرزق العناء
    ولا حزن يدوم ولا سرور ….. ولا بؤس عليك ولا رخاء
    إذا ما كنت ذا قلب قنوع ….. فأنت ومالك الدنيا سواء
    ومن نزلت بساحته المنايا ….. فلا أرض تقيه ولا سماء
    وأرض الله واسعة ولكن ….. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
    دع الأيام تغدر كل حين ….. فما يغني عن الموت الدواء

  2. يعني يا عبير نصبر على الكيزان ديل ونخليهم يعيثوا ويملأوا أرضنا ووطنا فساد ويسومونا سؤ العذاب ويقتلونا ويستحيوا حرائرنا ونساءنا وحتى أطفالنا ويعملوا السبعة وذمتها !!!؟؟؟أم نعتبرهم و ما يفعلون منكر واجب علينا أن نغيره بأيدينا ؟؟؟مش منكر وبس منافقين يجب جهادهم بالسلاح .

  3. صبر جميل والله السودان ده داير صبر وحزن ووطبعا محتاج لعلاج الضغط وسك التامين الصحى غير المسخرة بتاعت الحاكم والمحكومين الا من رحم ربى كفاية الاجيال الجاية دى حتحاكمنا على سودان من حلفا لى نمولى هسى بقى نمولى وجوبا مالك عليا وحلايب والفشة واحتمال دارفور بلدنا وقطر اشترت الخرطوم والمزارع والبرسيم قريب حناكله وسلم لى على مرسى امير المومنين بقت الكهرباء تقطع 4 ساعات واخوه الامير الاكبر عمر البشير ما تخلونا فى الفجر الجديد السودان غير التوقيت والصبر هبة من الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..