(الإسْلَامَوِيُون) وَتِجَارَةِ خَرَابُ الجَنُوبِ (القَدِيمِ والجَدَيدِ)..!!!

وهل ستعود تجارة إن عادت؟
عندما نخوض فى شأن الإسلامويين ، سكان المجارير الرجعية القذرة ، آلهة الشر ، وأئمة القتل والفسوق والخراب أينما حلوا ، الذين ما أن يقربهم أحد إلا أصابه ريح وساختهم . الذين هم كالقُمّل والجراد ما أن يحلوا بأمة ، إلا وقضوا على أخضرها ويابسها ، فلن نستهدف بالحديث ، الذين أمام ناظرينا اليوم ، وإنما المنهج المأزوم ، أصله ، ومنتجاته ، ومعلباته ، ومغلفاته عبر العصور ، من تركية عثمانية ، وسلطنة زرقاء ، ومهدية ، ونميرية ، وإنقاذية ..
تبدوا لنا للوهلة الأولى وكأنها شتات لا يجمع بينها جامع ، ولكنها جميعها منهج واحد ، وأزمة واحدة ، تعاد تعبئتها فى قوارير جديدة كل مرة ، وأنها لنفس السموم التى خدرت ، وما زالت تشل حراك الشعب السودانى ، فى الوقت الذى ينشغل عرابوها اللمعاصرون فى عمليات عربدة وإجرام فى حقه ، وحق الآخرين .
رأيتم وعايشتم بكريات الإنقاذ ، وكيف كانت تلهى البسطاء من الأهالى ، بقصص غيبية لم يستوثق منها أحد ، بينما تأت بكل مجرم ، وهارب ، وقاتل ، وشريد لقيط ، ليعيث بأرض السودان فساداً فى ظل غياب تام من أهله ..،
أيام كان يتخذ كل من أحمد ياسين ، وأسامة بن لادن ، والظواهرى ، وكارلوس راميرز ، من الخرطوم وكراً خاصاً بهم ، بينما تغرق ضواحيه القريبة فى قصص الجنان والحيران والغلمان ، ومراجعات حول إن كان ثمة غضب إلهى يقف خلف السيول الجارفة للبيوت والحيشان.
سكر تام وإلهاء عن رؤية عورات التجربة ، وطمأنينة غريبة عما يدور إلى الجوار ، وغفلة تامة عن شئون الوطن .. !!
بل !! وإندفاع إنتحارى نحو الموت فى سبيل تمكين سلطان الباطل ، بالهجوم على أبرياء فى أرضهم ودورهم لقتلهم وتشريدهم ، وتقديمهم قرابين لنيل وعود برزخية !!
وهكذا كان الجنوب دائماً .. أرض للموت ،، وساحة للإحتيال وبيع الأوهام .. وأفراد شعبه مجرد ( نرد ) لتجربة مهارات الرماية ، وتذوق نشوة إزهاق الأروح ، إنها أعمال ، تجعل من شياطين الجن مجرد بضاعة كاسدة .
ربما يحتاج المواطن الجنوبى العادى ، إلى سنوات للوقوف على حقيقة وماكينة المطحنة التى كالت لهم ، ولغيرهم بكل تلك المهالك ..
فإلى جانب آلاف ، وربما ملايين الشباب والأطفال الذين سيقوا من أرضهم لخدمة الأمبراطوريات الإسلاموية على مر العصور ، فقد كانت تجرى بالتوازى والتزامن ، مع أنشطة تدميرية أخرى ، من تهريب واسع النطاق ، لعاج الفيلة ، وريش النعام ومنتجات الغاب التى تؤخذ ، إما بلا ثمن ، أو بأثمان يمكن أن تفهم أنها لا ثمن ..!!
أما الإسلامويون الإنقاذيون ، فقد كانت لديهم آليات سرقتهم الخاصة ، بنقل آلاف الأطنان من جذوع الأشجار إلى مصانع لهم فى الخرطوم ، وبيع كوتات وتصاديق تستخرج بإسم الأرض المحروقة فى كوستى ، فأثروا من ورائها ، تماماً كما إعتاد على فعله العثمانيون .. حيث شنت فى بعض الحالات عمليات عسكرية خاصة لتحقيق هذا الهدف ، والتى لن تصنف فى أحسن الأحوال ، إلا فى خانة النهب ..
نتسآءل عرضياً !! عن أخلاقية نظرية الغنائم التى يتاجر بها الإسلامويين ؟؟
ما علينا … !! وكما إعتاد الإنقاذيون على إرسال المغضوب عليهم ، للقاء المصير المحتوم فى الخطوط الأمامية بأرض الجنوب ،، فقد تطابق ذلك تمام التطابق ، مع ما كان يقدم عليه الإسلامويين فى المهدية ، بإرسال المشكوك فى ولائهم إلى فشودة ، ليتولى أمرهم حاكمها الزاكى طمل ..!!
سيحتاج المواطن الجنوبى العادى ، إلى سنوات وسنوات ، للوقوف على حجم الفساد الإسلاموى الذى كان يجرى على أرضهم ..!!
لم يتسآءل حتى الآن ، مثلاً ، حتى الآن عن سر وجود الملايين من الغوايش المعدنية القديمة ، الموجودة فى كل بيت فى قرى جنوب السودان !!
والملايين من الخواتم وحلقات الأذن والفؤوس النحاسية التى كان يتقلدها الوجهاء والبسطاء !!
ولا كيف وصلتهم كل هذه الكميات الهائلة من أدوات الزينة النسائية !!
ولا كيف أتت هذه المشغولات المعدنية ، إلى أرض بعيدة لم تتوفر فيها مقومات صناعة أحذية ، ناهيكم عن صهر وتشكيل وصياغة معادن ؟؟
حتى فى شمال السودان لم تتوفر بنيات لمثل هذه الحرف والصناعات ، بعد أن هجرها ، وماتت شرانقها تحت أنقاض إنهيار الممالك النوبية ، ناهيكم عن أرض محروقة كجنوب السودان . إنها ببساطة إحدى الحيل الماكرة للتجارة السوداء ، صنعتها الأمبراطورية العثمانية فى إستنبول وخان الخليلى فى القاهرة ، ودمشق ، فنقلت عبر النيل ، والقوافل للوصول بها إلى جنوب السودان ، ثم بطريقة أو أخرى ، تقبل عائدة بأطنان من منتجات الغاب الثمرية والجلدية بجانب سن الفيل وريش النعام ، والأطفال الرقيق !! .
أى نعم ،، خطط ومؤامرات يحيكها الإسلامويون من وراء البحار مستهدفة السودان شماله وجنوبه ، أدوات خداع صنعت ، لتستهدف بها شعوب بعينها ، لتعود عليهم بما هو أكثر قيمة من الثروات ، بأى طريقة وبأى ثمن ، حتى إن إستدعى الأمر ممارسة القتل والإبادة !!
هذا ما كان فى الماضى …
أما ماضى الأمس ، فقد شهدتم على قصص سرقات النفط من أنابيب الصادر ، وإستنكرتم كيف أن حكومتكم ، تقدم على سرقة أموال من آخرين بإسمكم ، ورغم إعتراضاتكم ، ورغم أنفكم ، تواصلت السرقات وتنوعت ، حتى ما بعد الإستقلال ، لتكتشف دولة ، أصبحت أخرى ، صدفة ، وهى تقبل على غلق الآبار ، أن الإسلامويين واصلوا السرقة عبر الحدود ، فى نفس الوقت الذى كانوا فيه يحاولون فرض مبالغ جبائية فلكية على إتمام المرور ،،،
وفى نفس الوقت التى كانت تدبر فيها المؤامرات الخبيثة للنيل والإضرار بجنوب السودان ، أقدمت على خطوات مجنونة ، بإلقاء بعض الذخائرالبرميلية ، بعد إنكشاف أمرهم فى سرقة الملايين من البراميل نفطية ،،،
كل ذلك لم يتم ألا حباً لأموال لا تخصهم ، وسعى لنيل ثروات بإلتوائية وبلا جهد ، تماماً كما فعل آباؤهم بحصلولهم على فيلة ، مقابل غوايش ألمونيوم زهيدة الثمن ..
نقول .. عذراً أيها السودانيون الجنوبيون ، ربما تظنون أن أصول الشر ومنابع المأساة تكمن فى عقول الشماليين ، وليتكم تدرون محنة الإلتباس الذى يدفعون ثمنها ، حقيقة الأمر ، فإن المأساة أتت من الإسلام السياسى ، ومن مركز الإمبراطورية الإسلاموية فى كل من إستنبول ودمشق والقاهرة ،، والنيليون الشماليون ، مثلكم كانوا أول ضحايا الرق ، ودونكم إتفاقية البقط القهرية ، التى لا تعكس إلا جانباً الحقيقة ، والتداعيات التى شكلت واقع اليوم ، لقد تعلموا كيف يجمعون الرقيق لإتمام الربط السنوى ، وتعلم باقى السودانيين تباعاً أصول هذه الصنعة ، فمارسوها بعضهمعلى البعض لمصلحة أسواق الإسلامويين فى الداخل والخارج !!
تعلمها فيما بعد أهل دارفور وجبال النوبة فأسقطوها بطرائقهم الخاصة ، بعضهم على البعض الآخر ، كما أن الكثير من الوكلاء الجنوبيين ، كانوا ، هم من يتولون صيد البشر ، مقابل بعض من الخرز والخواتم والمشغولات المعدنية.
بل أحياناً مجرد قطع من الزجاج ..
مثل هذه الحقائق ، جديرة بالوقوف عندها ،، والتأمل …..!!!!!
قد تورط معظم السودانيون فى هذه العملية ، فى ظل واقع لا يدع مجالاً للضبابية و الرمادية والوسطية ، فإما أن تطاوع شهوة الدولة الإسلاموية ، وتصبح حلقة من حلقاتها الجهنمية ، أو أن تتحول ، أنت شخصياً إلى مجرد بضاعة فى طريقها الى إستنبول أو مكة !!
أو أن تترك هذا المكان أو ذاك ، إلى أى مكان آخر غير مأسوف عليك ..
عقول الإسلامويين الخاملة ، لا تبدع ولا تنتج ولا تثق فى الإمكانيات المتوفرة أمامها ، ولا تقنعها جمال خاصتهم ، ولا تشبعهم فروج ما بين أيديهم من نسوة ، فيلجأءون دائماً إلى الحصول على ما فى أيدى الآخرين بلا ثمن ، وتعرفون قصص الغزو من أجل الماء والطعام والنسوة ، بدلا عن إنتاج الطعام !!
تؤكد النسخ التى أمامكم ، أنهم مجبولون على السرقة والنهب والصيد والإستخلاص ، وبعيدون تماماً عن الإبتكار فى التعامل مع تعقيدات الواقع ، وأقصى ما يمكنهم تقديمه ، هو الإستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضى ، لا لنشر الإسلام ، ولا القرآن وعلومه ، كما يحلوا لهم القول ، بل لإتخاذها ساحات لممارسة هواية القتل والصيد والعربدة ..
تلاحظون تطابق غريب ومحير ، فى منهج الإقتصاد الإسلا-أموى فى مختلف القرون والأزمان ، قائم على تقسيم الدنيا إلى دارين ، دار حرب تستباح فيها الأموال والأنفس والحرمات ، لمصلحة دار السلم ، الذى يتغذى فى الأساس على غنائم ومسروقات ومنهوبات الأولى . والجنوب كان معظم الوقت ولقرون طويلة دار حرب يستباح فيها كل شيئ ..
إذن فإن الأرض المحروقة المستباحة ، تعد سياسة ومنهج شرطى وأساسى ، لا تنشأ نسخة من الإسلام السياسى إن لم تصطحبها .. !!
لا بد من وجود دار حرب ، تمول بناء القصور والمراقص ، وتطوع حناجر الشعراء على حسن المدح ، وتشترى ولاء الجيوش ، وتشبع نهم علماء السلطان لحلو الطعام ، وحسن الكساء ، وفواره الدواب ،،،، وبفقدانها ، تتعثر تبعاً عجلة تنامى وإزدهار المواخير ودور الجوارى ، وهذا ما حدث بعيد ، إستقلال الجنوب ، وعصيانه ، وخروجه عن طوع الإسلامويين ، فإنتقلت النظرية بسلاسة وتلقائية لتعمل فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، فأدخلت فى السياسة مصطلح جديد سمى بالجنوب الجديد ، وقد وسع مفاهيمه الأستاذ ياسر سعيد عرمان ، فضم إليه ضحايا السدود ومشروع الجزيرة ، والمفصولون تعسفياً .
ولأنها نظرية سياسية متحفية ، فإن أكبر مهددات بقائها تكمن فى رسوخ مفهوم السيادة المحمية دولياً ، كإستقلال جنوب السودان ، وتوفر مؤشرات قوية لإمكانية وصول أقاليم سودانية إلى صيغ ربما تتضح معالمها لاحقاً ، تضمن لها ممارسة نوع من السيادة على أراضيها ، مما يعنى بالضرورة فقد الإسلامويين لمضارب الحرب ، وتقلص حوافز الولاء ، عندها ستنتقل وبتلقائية دار الحرب ، إلى كل من ود الكريل وتمبول والمسعودية !! فتتدخل نسخة أخرى من ياسر عرمان ، لتوسعة مفهوم ذلكم الجنوب ، جديد الجديد ، مرة أخرى ، فيضم إليها المهمشون الجدد من مواليد الموردة والعباسية ، والمرأة والجيل الثانى من مهجرى السدود والحرفيين وضحايا الإحتيال من أبناء المغتربين ..!!
أو أن يستيقظ البسطاء من سكر الجنة والحور والغلمان ، فيأخذوا لامة الحرب ، ويتسوروا الدروع ، ليتولوا بأنفسهم نحر الإسلام السياسى وتشييعه ،، والقضاء عليه .. إلى الأبد..!!

تعليق واحد

  1. الله عليك . اخى ابك ريوسف اشفيت غليلى ايها الكاتب الرفيع الفكر . رفيع اللغه والتعبير كما عودتنا دائما .. ولا تنسى ان عاصمة الخلافة الاسلاميه الخرطوم لا زالت تطلق على احد شوارعها اسم الزبير باشا احقر واحط تاجر رقيق عرفته افريقيا ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..