هرمجدون .. أو حرب اليوم العظيم !!؟

مدخل ثيوقراطى :
مزمور :
( إن الله لايرضى عن الأمم التى تلجأ إلى الحروب عوض إنتظار تدخله .. وهو يعتبر حروبهم عملا عدوانيا سافرا .. وسيعبر عن سخطه فى هرمجدون ” حرب اليوم العظيم ” ) حسب العبرية القديمة ويسوى كل ( كل النزاعات مرة واحدة وإلى الأبد ) إذ يقضى على الحروب على الأرض كلها ) أشعيا مزمور 34 : 2 .
إذ ن هرمجدون , حسب رواية الكتاب المقدس , هى الحرب الحاسمة التى ستستأصل الحروب والنزاعات عن جزورها ) آمن .
مدخل سياسى :
هرمجدون الحوار الوطنى :
الرؤية السياسية الناصعة والآمال المعقودة وعيون الأمهات والأطفال الشاخصة خوفا من القارة القادمة والمستقبل القاتم هل ستجعل من الحوار الوطنى والذى لاتخلو أدبيات حزب سياسى فى السودان فى اليمين أو اليسار من شذرات منه .. آخر حوارات السودان التى تتناول قضايا تتعلق بالحروب القبلية والصراعات الدموية والدستور الدائم الذى أصبح شماعة للهروب من بين ثغراته التى تركوها فوق السارية متكية , هذا ما نأمله مخلصين أن تخرج به قرارات وتوصيات هذا الحوار الذى طال مثل ليلة السبت والذى تجرى خواتيمه بقاعة الصداقة فى الخرطوم هذه الأيام والذى إنطلق فى العاشر من أكتوبر الماضى , حيث خرج من مرحلة التدوين إلى مرحلة الحسم فى أن يكون هذا التدوين المتواضع عليه إن شاء الكريم نبراسا تهتدئ به كل القوى السياسية وقوى المجتمع المدنى وأن يؤطر لحل شامل إن شاء الله لكل قضايا وطنا الإقتصادية والإجتماعية , حتى لايجعلنا نضطر أن ندخل فى كوكبة الهرمجدونيين الدوليين , ليجدونا كما وجدونا فى مرحلة ما من مراحل التاريخ السودانى فى مواجهته للمستعمر : ” أننا قوم طيبون نصلى ونصوم ونزكى ونحج إلى بيته إن إستطعنا إلى ذلك سبيلا أو لم نستطع , نختن الذكور والإناث ونستر موتانا ونواسى من جاءنا طلاعين ثنايا وحماة تكايا ولاعين لنيران القراية ونخت المية للغناية ” ..
الحوار المنتظر :
التاريخ يعيد نفسه , كان اليهود تحت رحمة الإمبراطورية الرومانية هذه المرة .. يستنجدون بإلله لينجيهم من براثن الإحتلال الرومانى فيسمعون بالمسيح هل هو المنتظر هل هو المنقذ ؟ لكن الإنقاذ لم يأت قط بل على العكس أتت الجيوش الرومانية إلى أورشليم ودمرتها وهيكلها سنة 70 ب م . فالحوار هو المسيح المنتظر والذى سيخلص الشعب السودانى من المعاناة والإهمال السياسى المتعمد , والشاهد أن القضايا العالقة فى السودان تحتاج لهما الإثنان معا المهدى المنتظر كذلك المسيح , فقضية الهوية والدستور الدائم وقبل ذلك كله علاقة المواطن بالدولة والشفافية التى ينيغى أن تخرج يعا مقررات مؤتمر الحوار والتى كما أشرت فى مقالة سابقة أنه قد حشد لها خيرة أبناء السودان من أساتذة جامعات وتنفيذيين وقادة سياسيين لهم الباع الطويلة فى العمل السياسى كذلك نخبة مقدرة من منظمات المجتمع المدنى إذ شاع مصطلح (منظمات المجتمع المدني) في تسعينيات القرن العشرين خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق كي تكون سلطة خامسة خارج الحكم في الدول الحديثة، وهي عبارة عن شبكات غير حكومية تتشكل من أفراد المجتمع المدني لتحقيق أهداف ترسم مسبقاً لتنمية المجتمع ورفع مستوى معيشة الشعب، وكذلك تعمل على رفع الحيف الذي يطال بعض الشرائح والفئات من المجتمع وضمان حقوق الإنسان، على الرغم من أن منظمات المجتمع المدني فى السودان كان إنتشارها بطيئا إلا أنه يمثل نقطة ضوء في تمكين المنظمات الأهلية غير الحكومية من تأدية دورها في تفعيل المشاركة الشعبية في صنع القرارت التنموية كما تمثل فرصة لبناء القدرات المؤسسية لتلك الجمعيات والمنظمات وتمكينها من فنون إدارة العمل المدني كما أنه يوفر مناخ التنسيق بين جهود الدعوة وزيادة وعي المجتمع ومشاركته في حل مختلف القضايا العامة والتنموية فكان دورها بارزا ومؤثرا فى إثراء محاور مؤتمر الحوار الوطنى . فنجاح الحوار, الشاهد , يعيد للأحزاب توازنها السياسى لممارسة نشاطها السياسى بعد أن أربكت اوراقها وهى تخوض غمار الحوار الوطنى مع أو ضد الحزب الحاكم , كما أن الحوار بنجاحه يعد مرجعية تهتدى بها الأجيال القادمة . نأمل ذلك .
ابراهيم سوميت بالله اكتب زى الناس واللا ما تكتب . وينا هرمجدون هنا ؟؟؟