صحوة ضمير!

هنالكَ شعرةُ رفيعةُ جداً تفصلُ بينَ المبادئِ و القناعاتِ الشخصيةِ وبين استسلامنا للقيم المجتمعية، و يتجلي هذا الفرق فى المحكّات الحياتية الحقيقية فمن كان إتيانه للفضائل فقط بدافع الرضوخ للقوانين المجتمعية كالخوف من العيب أو الرذيلة (من وجهة نظر بشرية وضعيه)، فهذا النوع يكون هشاً لا يصمد كثيراً خاصة لو غفلت عنه عين الرقابة المجتمعية.
فرقُ شاسع أن نتصرف من مُنطلق قناعة ومبدأ لا يغيرهُ وضعٍ ولا موقف حتى وإن غفل المجتمع عنا فلنا ضميرُ حى مستيقظ يحمل سياطاً لجلد الذات لا ترحم ابداً، فرقُ شاسعُ أن نتعامل من وراء قِناع المثالية حتى نثبت صلتنا بها وما أن نخلو بأنفسنا حتى نخلع عنّا ذلك الرداء الضيق الذى لا يتسعُ لجسدِ النِفاقِ فينا.
الضمير نعمة فقدها الكثيرون حين قتلوها بداخلهم مع سبق الإصرار والترصد، وهدهدها البعضٌ حتى دخلتْ فى سُباتٍ عميق لا يوقظها منه ضوضاء الحق و لا صريرُ الواجب، فالحياةُ مليئةٌ بأصناف البشر منهم من يملكون قُدرة هائلة على الثبات والصمود على مبادئهم مهما كانت المغريات أو المُهددات، أؤلائك الذين يراقبون انفسهم و يُنصبون عليها ضمائر حيةً لا تنام، وهنالك من لديهم القدرة على التلوّن والتشكّل حسب المصلحة حتى ينتزعونها رياءً.
بعضُ الضمائر لن تصلحَ إلا أن تكونَ منفضةً لرمادِ تبغ الظروف هى التى تتحكم بها وتُحركها كيفما كانت، فمن أينَ لنا بدواء لمرض الضمير؟ من أين لنا بمصلٍ يقينا من نومه الثقيل أو بدواءٍ ناجع فى حال سقمة ووهنه؟ و إلى متى سنشهدُ إحتضار الضمير على مشارف المُغريات وتخُثر المبادئ على موائد الفساد.
من النادراً جداً أن نجد من يستسيغ النية الصافية أو يبحث عما تحمله بين أضلعك من قيم نبيلة! فكم نحنُ بحاجةٍ لإستيقاظ ذلك المارد المدعو الضمير، عندها فقط سينصلحُ كل الحال و لن نشكو من سوء وضع ولا أنتشار رشوة ولا فساد دولة حيثُ يتعرض الضمير لكثيرٍ من المُوهنات سواءً أن كانت مُغريات أو مُهددات ويبقى الإيمان الراسخ مُنتصباً لا يفقد وعيه أبداً وهو الشئ الوحيد الذى يًميز بين الإتقان والإسفاف حين يتوشح الضمير بنيةٍ صادقة فى الإخلاص للمبدأ وللفكرة وللقناعة.

همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كما قال الدكتور مصطفى محمود في اللحظات التي يخيل اليك أن ضميرك رضي عنك . لا يكون في الحقيقة قد رضي وانما يكون قد مات.

    نعوذ بالله من موت الضمير والقلب الميت …
    اما انتشار الرشوة وفساد الدولة فقد تم وانتهى والغريبة مازال الفساد والرشوة تسعى بين الناس

    وربما في زيادة والشئ المحيرني زول يشاكل ويحارب عشان قنقر ويترك محاربة الفساد بل يغمس نفسه فيه ويبيع مبادئ وطن بحالو .. انتو قنقر دي معناها شنو !؟

  2. حين يموت الضمير
    يُصبِح كل شئ مباح : كلام الزور ، الخيانة، القتل و السكوت عن القتل .
    حين يموت الضمير
    يصبح طعم الدم لذيذ كعصير البرتقال ..تهون الأوطان و يُزيف التاريخ .
    حين يموت الضمير
    يُصبح الأنين الآدمي كمعزوفه رومانسيه من قيثارة فريدة ..وأصوات المدافع كقرع الطبول ،وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها كمشاهدة فيلم أمريكي مثير.
    حين يموت الضمير
    تُنتزع الذاكرة من جذورها ، و يُصبح كل شئ أبيض ..الماضي صاف كجدول ماء عذب. الجلاد برئ و الضحية متهم.
    حين يموت الضمير
    تهاجر الحمامات البيضاء ، و لا يبقى في الجو إلا غربان تنعق صباحا مساء.
    حين يموت الضمير
    يتحول الإنسان لوحش كاسر ينتظر فريسة للانقضاض عليها ، و تبدو المدن كغابات موحشه.
    حين يموت الضمير
    تظهر الإنسانية كلمه لا معنى لها و لا رديف..و تصير الأسنان حادة و اللحم الإنساني سهل المضغ .
    حين يموت الضمير
    يكون الخاص عام و العام خاص .الحلال حرام و الحرام حلال .
    حين يموت الضمير
    يُنظر للأوطان كمزارع عائليه،والشعب قطيع من غنم.
    حين يموت الضمير
    تغفو العقول وتثور الأحقاد تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد حواسه قيمتها..ويغدو صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين لا تبصر وصاحب إذن لا تسمع وصاحب قلب لا يدرك

  3. الأستاذة المحترمة عبير زين
    حقيقي انتي عائشة في زمن غير زمنك
    العبرة ليس في جمال كلماتك فقط بل الجمال كله ينبع من هذه الكلمات .. الصادقة صحوة ضمير

    من الحكمة فعلا أن نتعلم كيف نوقظ هذا الضمير ونجعل من أنفسنا محاسبين اليوم قبل غداً .. لابد لنا من استيقاظ الضمير وان نجعل هذا الضمير يحاسبنا كل يوم عما فعلنا وعما سنفعل .. لابد من يقظة للضمير وإلا فإننا أمواتٌ أحياء ،، فلنجعل هذا السلطان الطيب يغير مجريات أفعالنا .. وهذا الكلام أوجهه لنفسي قبل الآخرين
    أتمني موضوعك اليوم ينشر في اكثر عدد من الصحف عسي ولعلي ان يكون له صدي عن من غاب عنة الضمير….
    الف شكر ……. عبير

  4. السلام عليكم ورحمة الله :- الضمير شئ معنوي وليس موجود بشكل محسوس لهذا يعتبر من الاشياء الخاصة جدا بالانسان ومنها تنطلق تعاملاته مع المجتمع لهذا فأن وجوده بسلوك الشخص يعتبر من المبادئ التي تربي عليها الشخص فهذا الضمير لا يوجد ولا يزكر الا في حالات اخري كالغناء مثلا في الغزل بالمرأة فالمرأة ذات الضمير تعتبر في قمة الجمال بالنسبة للرجل ,,,,,,,,,, في هذه الحالة قد يكون الضمير صناعي ,,,,,,,,,,, باستخدام بعض الادوية ,,,,,,,,,,,,,,,,,

    وشكرا يا استاذة الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..