هدهدة السياحة.. أم هي تسييحة الهد!

المهندس محمد عبد الكريم الهد ..وزير السياحة في حكومة ..
(القاعد ة العريضة )
كما سميت ، يبدو أن جماعته السلفية قد انتشت للمسمى مما حفّزها أكثر للمشاركة بقلب قوي ملحومين مع من شاركوا تكملة لشاسيه العربة الصديء ، المؤلفة الأجزاء من عدة طرازات مختلفة وقطع غيار متنافرة ، ما عدا الماكينة التي ظلت انقاذية الزيت والمصفى و الوقود !
الا أن الرجل وعلى غير المتوقع من عقلية عضو سلفي حيال مبدأ السياحة في أغلب تفاصيلها ، وقد تولى وزارتها ، يبدو أنه ما أن دلف الى بحر الواقع العملي حتى بدأ يسبح تماماعكس ما يشتهي تيار جماعته وفقا لما عرف عن قطاعات كثيرة منهم ، الا ما ندر..مع تقديرنا لهم جميعا أيا كانت مسافة موقعنا من قناعاتهم !
فهو يحضر حفلات الغناء بالموسيقى مثلما شاهدناه في افتتاح مهرجان كسلا السياحي وقد ( كتل ) الربة التي أحياها ترباس والتاج مكي وفهيمة وآخرون !
بالأمس افتتح سيادته منشأة سياحية جديدة لم تتوقف عند أناقة مبناها ومعناها بل تعدته الى ملاحة بناتها المحجبات منهن والسافرات ، بيد أننا والكذب خيبة لم نشاهده يصافح حرمة أبدا ، فظل قابضا يديه قريبا من ربطة عنقه الأفرنجية !
ومن ثم جلس يستمع الى مديح الشيخ عبد الله الحبر ، حيث تقافز غرقا في ساحة الطار ، الصوفيون حتى كادت عمائمهم أن تلامس الأرض !
الرجل صرح في أكثر من محفل ، انه ليس ضد الاثار وان التماثيل المنصوبة في ساحات المتاحف وداخل صالاتها أو الاهرامات والقبور التاريخية هي من صميم المعطى الجاذب للسياح ، رغم أنه قد اشترط في تأجير الشقق المفروشة حتى للأجانب منهم أن يبرز الرجل ان كانت معه أنثى ، ما يثبت أنها زوجته ، وهو قيد لا أعتقد أن الخواجات من غير المسلمين سيرضون تطبيقه عليهم اذ أن علاقاتهم بالنصف الآخر غالبا ما تبدأ بنظام ..
( الدقندي )
كما يطلق أهلنا المزارعون على صيغة استثمار وفلاحة الأرض من طرف من لا يملكها .
الأخوة في مصر وبعد الثورة ، وفي هيجة وانفلات بحر الاعلام دون كوابح أو حواجز وبعد اعتلاء جماعة الأخوان منصة الحكم ، كالوا من عبارات السخرية و المصطلحات المستحدثة ما نعجز نحن عن الاتيان بنقطة من بحره الجارف والخطير، مهما بلغت حرية الاعلام بكل اشكاله واتسعت مساحته عندنا !
فوقفوا سدا في وجه محاولات هيمنة الجماعة أو ما سمي أخونة المجتمع المصري !

اذ سمعنا تهكمات عدة ، مثل أخونة الأزهر و الكنيسة وحتى طالت المسألة ما قيل عن السعي الى اخونة الكبريها ت..الخ .. تلك القفشات التي تتفاوت بين مايلامس الواقع أو الظريف الساخر أوالسخف الذي فيه تجاوزلحدود التعاطي في ساحات الخلاف السياسي ولا نعفي طبعا الطرف الآخر ومشايعوه الذين ألبسوا خصومهم من ثياب النعوت التي بلغت حد التكفير!
نحن هنا لا نسخر من توجهات وزيرنا السلفي ولا نتهكم من سياسته ان كان يمارسها تطبيقا بقناعة منه وليس من منطلقات ذرائعية يفرضها المنصب الرسمي ليس الا ..أو تماشيا مع ملوك الحكم الذين أشركوه وهو يعلم سلفا أن شيمتهم الرقص وعلى كل الحبال!
فقد صرح با لأمس أن وزار ته رفدت الميزانية العامة للدولة خلال عام2012 بمبلغ ستماية مليون ، ولكن ليس معروفا بأية عملة ؟ فان هي بالمحلية فالأمر عادي ومعقول ، أما ان كانت بالعملة الصعبة ولو في صعوبة وضع الليرة السورية أثناء الحرب الحالية، فان الأمر سيبشر بخير كثير مع استمرار الوزير الهد ، الذي يبدو أن ماكينته السلفية المتصلبة قد سيحت واستبدلت بأخرى مرنة ، فحق لنا أن نقول متفائلين
نحن في عهد (هدهدة السياحة) لتصحو من نومتها ولطالما هدها الاهمال زمانا !

ومن حقنا ان نعتاش على السياحة كغيرنا من الأمم..من خلال جيوب ضيوفنا
(السائحون )
العامرة ..
ومن يقال له سمين ، لابد أن يقول آمين يارب العالمين !
انه المستعان..
وهو من وراء القصد..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..