خذوا الحكمة..من كرزاي

أفق بعيد

شاهدت بالصدفة حوارا أجراه أحمد منصور على شاشة قناة الجزيرة الإنجليزية مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، شدني هدوء الرجل وموضوعيته الشديدة، في مواجهة عجرفة أحمد منصور، الذي يتجاوز الحدود كثيرا مع بعض الضيوف الذين لا يعجبونه ولا يسايرونه آيدلوجيا، في حين يتحول إلى ملقن ومحرض مع ضيوف آخرين، يشاركهم الميل والهوى. وربما لا نحتاج للقول إننا لم نكن يوما من المعجبين بالرئيس الأفغاني الذي جاء للحكم على صهوة الدبابات الإمريكية، رغم إدراكنا تعقيد الوضع في أفغانستان، وصعوبة اتخاذ موقف واضح بين حكم طالبان القرونوسطي وبين تحالف كرزاي الأمريكي الدولي.
سأل أحمد منصور الرئيس كرزاي عن جماعة طالبان، وقال له : “إنكم تسمونه بالارهابيين”. ولدهشتي انتفض الرئيس الأفغاني وهو يجيب :” نحن لا نسميهم إرهابيين، أنا أسميهم إخوان”.

ويعيد أحمد منصور السؤال: طالبان ليسوا إرهابيين؟
فيجيب حامد كرزاي: لا، طالبان الذين هم أفغان ، الذين يريدون العودة إلى أفغانستان والذين يريدون مساعدة بلدهم لا نسميهم إرهابيين.
ويستمر الحوار، فيوضح كرزاي إنه يفرق بين الارهابيين الأجانب الذين اتخذوا من أفغانستان وكرا لهم في الجبال، وبين الأفغانيين الذين يختلفون معه ويحاربون حكومته. ويقول إنه لا يؤيد اللجوء للسلاح، ويريدهم أن يأتوا ويتحاوروا وينضموا للعملية السلمية، وعبر عن أسفه لأنهم مازالوا مصرين على حمل السلاح ، ثم يكرر:”ولكننا لا نعتبرهم إرهابيين”!
أعجبني منطق الرجل، وكيف أنه حرص على ألا يفقد هذا المنطق في كل الأحوال، يعرف أنه يحارب حركة طالبان وهي تحاربه، ويعرف أيضا أن الحوار هو الطريق النهائي الذي سيصل له الطرفان، ولذلك فإنه حريص، حتى في لحظات الحرب، ألا يطلق أحكام او مسميات يندم عليها فيما بعد، أو يتناقض معها في المستقبل. هذا درس لا يعيه كثير من السياسيين، فيظنون أن لحظة الخلافات هي اللحظة المناسبة لنصب منصة إطلاق التصريحات والاتهامات والشتائم التي لا تبقي ولا تذر، لا حدود للكلام ولا ضابط، فإذا أصبح الصبح عادوا عن كل ذلك وتغنوا بالحوار والمصالحة وكأن شيئا لم يكن.
ربما لم يأتي كرزاي بكل هذه الحكمة من اليوم الأول، وربما كان هو نفسه متهورا في الماضي، لكنه تعلم من فترة بقائه في الحكم لفترتين رئاسيتيين، توشك أن تنتهي تماما ليعود لمقاعد المتفرجين، حسب نصوص الدستور الأفغاني.
وحين يسأله أحمد منصور عن امكانية البحث في تعديل الدستور ليحظى بفترة ثالثة ، يجب:”لا اعتقد إنني أستطيع أن أعطي المزيد لبلدي، فعلت ما استطيع لبلدي، ومن الأفضل للبلد بأن يأتي أناس جدد بأفكار جديدة”.
لو وفى الرجل بعهده، وفعل ما وعد به، وعاش ببلاده رئيسا سابقا، فإنه يكون قد قدم خدمة كبيرة لبلاده وشعبه، ولبقية شعوب العالم الإسلامي ودول العالم الثالث كلها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مع انه منحدر من منطقة جبلية قاسية إلا انه تعلم من الايام ، لكن البدو امثال نافع ، يرى ان لا مثيل له في عالم السياسية ، يصرح بألفاظ تؤكد انه بدوي حتى النخاع. ونحن السودانيين ندفع الثمن.

  2. خذوا الحكمة..من كرزاي ** لمن مهداة لهؤلاء نجوم السماء اقرب لاعضاء الاحزاب هؤلاء من المهد الي اللحد لا فكاك من الرئاسة والزعامة حتي لو خرف فيهم الواحد والبركة في الورثة

  3. اياك أعنى و أسمعى يا جارة…..ولكنك لن تسمع الصمممممم بفتح الميم و تشديدها…انعدم الأحساس و الحسسان و التحسس و تعوضنا عنهم الحسوس الكبار و الحلاقيم الكبيرة… و التى تخرج منها العبارات التى لم يفكر اصحابها فى ما تحدثه من اثر سيىء على السوء الموجود اصلا…ملخص مقالك البليغ ان(خذو اللباقة و الحكمة من فاه كرزاى)…. و لكن واااا تخانة جلدى زى ما بقولو حبوباتنا….فهم يفوقون سوء الظن العريض .

  4. وعندنا هنا لما غازي أشار إلى أن الدستور الحالي لا يسمح للرئيس بإعادة ترشحه إلا بتعديله إو إقرار دستور جديد يتيح للرئيس الترشح قاموا عليه ثم أقالوه من رئاسة كتلة نوام الوطني……خذ الحكمة من أفواه الكرزانيات

  5. رئيسنا المفدى ضرب الرقم القياسي فى التصريحات الهوجاء التى نافس فيها مجنون ليبيا المقبور ومازال هو مرشحنا الاوحد فى الانتخابات القادمة

  6. بشير منو يا المحسى تحلم ولا شنو !!!!! اولا التمسليات القاعد يعمل فيها قبل فتره وضحت والدلاله على كده اقاله العتبانى لمن قال الحقيقه ثاني:(وعبر عن اسفه لانهم مازالو مصرين على حمل السلام)وعندنا الخونه المارقين المرتزقه هلم جرا ثالثا:(اعتقد انى لا استطيع ان اعطى المزيدلبلدى ومن الافضل ان ياتى اناس جدد بأفكار جديده) 24وبرضو هلم جرا !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..