مرحباً بانطلاقة فضائية ” أنغام ” ..

لماذا نقف في خانة المتلقي للثقافات الأخرى و نحن غير مؤثرين على الآخر ؟
هل السبب ضعف اعلامنا أم ضعف ثقافتنا و هشاشتها أم ضعف الوجدان السوداني ؟ أم العكس هو الصحيح .. باعتبار أن السوداني يبحث عن الابداع الجميل اينما كان ؟
و ما الذي أوصلنا الى هذا الحد البعيد من درجة النجاح المثلى في التلقي مع عدم التأثير خارجياً ؟
أسئلة كثيرة حائرة و تحتاج لإجابات …
على مستوى القراءات و التعليم و المناهج فان مناهجنا ساهمت في ذلك بالطبع …
و على مستوى ثقافتنا كذلك ، فاننا تثقفنا على المسلسلات و الأفلام المصرية ” منذ الأبيض و الأسود ” و كتب الألغاز كالمغامرين الخمسة و الشياطين الـــ 13 و رجل المستحيل و مؤلفات نجيب محفوظ و احسان عبدالقدوس و يوسف السباعي بيار روفائيل و محمد عبد الحليم و غيرهم فحفظنا حارات مصر و شوارع بيروت .
نحن نعرف أم كلثوم و فيروز و صباح و محمد عبده بينما هم لم يسمعوا بالكاشف ولا ابراهيم عوض أو احمد المصطفى ..
نحن نعرف أجيالهم الفنية من ملحم بركات و نانسي عجرم و حتى جاد شويري بينما لا يعرفون هم محمد وردي و مصطفى سيداحمد و ابوعركي .
صحيح أن انتاجنا الثقافي المكتوب كروايات و قصص سودانية كان قاصراً جدا و لم يكن طوال الفترة الماضية بما يوازي نهم القارئ السوداني الذي وجد ضالته في الكتابات العربية و الروايات المترجمة ، و يقف في هذا المجال الروائي السوداني الطيب صالح وحيداً كحالة شاذة بعد استطاعته أن ينفذ لقلوب و أفئدة كل العالم و ليس الوطن العربي و السودان فقط ..
و في الدراما الفارق هائل و ليس هناك مجال للمقارنة ، لكن الشعر بصفة عامة كان موجوداً و لا زال يشبع نهم السودانيين و هو جدير بالاطلاع ..
أما الانتاج الغنائي فقد كان كبيراً و ضخماً و استطاع ان يشبع النهم السوداني من فترة الحقيبة و حتى فترة الثمانينيات ، لكنه وجد تنافساً قوياً بعد ذلك بعد غزو الأغاني العربية و الأجنبية التي وجدت فرصتها عبر الـ ” دجتال ” و الأقمار الصناعية ..
أجدني متفائلاً جدا بدخول قناة ” أنغام ” الفضائية الجديدة التي بدأت بثها التجريبي على القمر “نايلسات” و عزفها على هذا الوتر الحساس ، نشر الأغنية السودانية .
في تقديري أن الذي أوقف نشر ثقافتنا و أعمالنا الأدبية و الغنائية طوال العصور و العهود السابقة هو القصور الاعلامي الذي تعاني منه مؤسساتنا الاعلامية ، و بالرغم من أننا أول من أسس أجهزة اعلامية في الوطن العربي و ساهمنا في تأسيس تلك الاجهزة بمعظم دول الخليج العربي إلا أننا الان و في واقع الحال أصبحنا نتلقى منهم الرسائل الاعلامية و نستجيب لها بينما لا نرسل أي ” شفرات ثقافية سودانية ” للآخرين ..
و في راي أيضاً ان الاعلام الناجح و الهادف هو السبب الأساسي أو قد يكون من أهم الأسباب التي تسهم في تطور الدول و الامم و لا عجب اذا عرفنا أن فضاء الإعلام العربي حالياً تمتلكه مصر و لبنان و دول الخليج التي تمتلك المئات من القنوات الفضائية .
و بالرغم من تخوفاتنا ، و تحفظنا على نقد التجربة و قدرتها على الاستمرار لاعتبارات أخرى تتعلق بتجارب مماثلة فاشلة توقفت بعد فترات بسيطة كقنوات زول ، هارموني ، و قناة الأمل الفضائية إلا أننا سعدنا جداً بتلك الإطلالة و هذا الظهور حتى و إن جاء متأخراً جداً ..
و لكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي أبداً ..
فمرحباً بفضائية أنغام السودانية ..
كلمات و حروف :
وكت أطراك بعيد عني
يرن وتر الحزن جواي
وتطول السكة لي عينيك
يراقصني الشقا المرسوم
نِغيم أحساسو فوق ايديك
يلاويني الضياع وأكتب
حروفك غُنية وارحل بيك
وأشابي عليك و أشتاق ليك
واحلف بي وحاتك تب..
بريدك وتاني اشتاق ليك
وطن جواي متمدد ..
شجن بينادي متمكن
أشيل من روحي
من أفراحي وأوهب ليك
عشانك عشت متغرب
عشانك ما عشان غيرك
ومهما اتعمقت أشجان
بعودلك في النهاية وأجيك
أشيل من قلبك الأحزان ..
بدور أمسح دموع عينيك

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله انت فايق الناس في شنو وانت في شنو ؟ الناس معيشتها في تلتلة وانت عايز توصل للعالم ثقافة الجوع والحرمان وتضييق الحريات داير توصل ليهم ندي القلعة وحسين الصادق وحمادة بت وأنغام البطون الخاوية واذا عملت بنظرية الحرمان يولد الإبداع فهذه في غير مكانها لان الغنايين ديل مرتاحين ومؤجرين شقق في الصافية وبها شيشة وملابس نسائية وحفرة دخان

  2. وماذا قدمت الفضائيات التي سبقت “انغام”؟

    في زمن الاحباط والانحطاط يكثر الكلام وتقل الفائدة فلا تجد من يستمع اليك ولو اتيت بما لم يأت به الاول. ماذا لدى السودان الآن ليقدمه للإنسانية؟ وهل تجاربة تقنع ذي عقل وبال؟

    انصرفنا نحن السودانيون عن مشاهدة كل القنوات السودانية لأنها اصبحت لا تبيع إلا الوهم ولا تقدم إلا كل غث وزميم ويطلع ليها إلا الرجرجة والتافهين وذوي العقول الزنخة النتنة فلا يستمع إليهم ولا يشاهدهم إلا امثالهم. “انغام” ستكون ببغاء من ضمن السرب وحشفة في سؤ الكيل……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..