زيارة البشير لجوبا….وجع الزكريات

قاى ….وقع بشيلو منو….بشيلو انا……..اهزوجة لعب لنا من زمن الطفولة ونحن بالمدرسة الابتدئية اللاماب بحر ابيض بالسنة الثانية حيث لانعلم للعنصرية شى من جماليات الطفولة وقاى هذا زميل لنا من الدينكا ويسكن معنا بغرفة قام ابى بايجارها لاسرتهم ..وقاى ضمن عدد كبير من الجنوبين درسوا معنا بسبب اكتظاظ اللاماب بهم بذالك الزمان منتصف السبعينات وحتى نهاية الثمانينات قبل مجى الانقاذ.
وقاى هذا مسالم للحد البعيد وذو دم خفيف عكس اكيج الذى يسبقنا بسنة دراسية وهو من المتنمرين بالمدرسة واحد رؤس الشر فيها ولكنا سلمنا منه مرات بحماية قاى واخرى بخفتنا وسرعتنا بالجرى هروبا منه ومن شره واذكر ايضا مبيور وقد كان مهندما نظيفا للحد الملاحظ من تلاميذ تلك السنوات اذ الغالبية من الطلاب لايهتمون بهذه المسائل الا مخافة التفتيش بطابور السبت والاثنين وما بينهما ملابس بائسة متسخة على اجساد تبتذ ادران ملابسهم منافسة وارجل حافية اغلب الاوقات ومبيور هذا بالاضافة الى نظافنه وهندامه المكوى طوال الاسبوع هادئا” ومسالما للحد البعيد رغم قامته الممشوطة وجسمه القوى ويملك القدرة على التحمل بالجرى مسافات طويلة وقد سبق الجميع بمارثون اعد لتاهيل فريق المدرسة للمنافسات بالدورة المدرسية وقد سبق الجميع بمسافة تعددت الكلمتر وزمان تعدى الربع ساعة وهنالك باولو ايضا وهو من الاستوائيين وقد كان مسالما نظيفا منطويا ذو قوام ممشوق وقوى ولست ادرى انطباعنا حينها ان الاستوائئين اقل سودانية وقربا لنا من بقية الدينكا والنوير ربما لانزوائهم اكثر
ومن اشهر ابناء الحى انجلو منقو لويس موهوب بصيد السمك والقمارى بمواسم غسل الفول السودانى على شاطى النيل الابيض بالحى وصانع موهوب لسيارت الطفال زمانها وكانت تصنع من معادن علب الحليب المجفف وعجلاتها من هالك اسفنجات الاحذية ولاعب كرة ممتاز ولكنه لم يواصل بها وسرعان ما التحق كبناء مع احد اهم مقاولى البناء بالحي محمد يحيى وعبداللحماد الله يرحمه وقد عمل ابيه الاكثر سلاما لاهل الحى بالمساحة مايقارب الاربعين عاما بالاضافه الى فتحه دكانا لممارسة الغسيل والكوى على مدى سنوات وعقود امتدت كثيرا وبمواضع مختلفة وله من الابناء والبنات ماتعدا التسع وقد زامل افراد اسرته مختلف الاجيال وتجد هناك محافظة وانطوائية لحد ما بالتداخل الاجتماعى مردها الخصوصية الثقافية وليست التمييز بعدم سودانيتهم وانتمائهم للوطن بافئدة الجميع .
وبالمرحلة الثانوية يذكر الجميع اللور عاشق شندى او كما يقول هو شندى الحبيبة وجارنا بالحى صمويل الشلكاوى وقد قدم واسرته باواخر الثمانينات وهو موظف بوزارة المالية وخريج جامعى وقد شاب راسه بالوظيفة وزوجته ماريا متعلمة ايضا وذات نشاط سياسى ومن مؤيدى الحركة الشعبية من خلال ادمانها سماع نشرة الربعة عصرا زمانها ونسمعها مشاركين رغم الجدار الفاصل….وبمناسباتهم الاجتماعية دوما تجدها تجادل كبار قومهم الزائرين ولهما من الابناء اثنان وقد بعثوا للدراسة بالهند واربع بنات اكبرهم لوشية درست طب اسنان بجامعة الخرطوم ولكن رديفتها امالا لم تهوى الدراسة وكانت ضخمة القوام وذات دم خفيف رغم تهكم اخوتها عليها واصغرهم سندا حبيبة الجميع الانيقة وكثيرة التواجد بدارنا مع اختها الطبيبة وقد توفت والدتهم لمرض عضال لم يمهلها كثيرا .
وازكر حين احضر جثمانها من المستشفى بلورى وعند انزالها وقد تعاونا بتناولها من زوجها باعلى اللورى وعندما فرغنا من انزالها بسلام للارض قفز زوجها صمويل من اعلى الباب الخلفى مثنيا رجليه كعادة القافزين ولم يسطتع القبام لحزنه وفقده لها فعلا صوته ببكاء مر شديد وصوته الافريقى الاجش ابكى جميع الحاضرين لعميق فقده وقد اضاف ابعادا تحس ولايمكن وصف اعماقها ….. واستمر بعدها ابا واما سنوات اثار اعجاب امهاتنا لوفائه وجده مع بناته وابنائه
والزكريات تتداعى وزيارة البشير بالامس الى جوبا وشى من حزن دفين ماج بالدواخل لانشطار امة وتقسيم جغرافيا وموارد حتما وحدتها كانت افضل الخيارات بعالم لايحترم الا الشعوب القوية والدول الكبرى بانتاجها ومساحاتها المعمورة تنمية ووعدا وتمنى.