القاطرة ذات الرأسين.. الى أين؟!

في صحيفتين مختلفتين وربما أكثر ، صدر تصريحان متناقضان اليوم لقياديين اثنين من المؤتمر الوطني !
الدكتور نافع على نافع ، و بالفم المليان وهو يضرب بقبضته على ركبته كمن يكسر فحل بصل قال جازما ، سننتصر على الحركة الشعبية قطاع الشمال !
أما البروفيسور ابراهيم غندور ، ففي نعومة فم من يلوك حلاوة لكوم ، يقول ، نحن على استعداد للتفاوض مع قطاع الشمال !
وذلك مؤشر على أن قاطرة المؤتمر الوطني المتهالكة قد أصابها الصدأ ، فأصبحت ماكينتها منفمصة تجرها في اتجاهين متعاكسين ، ليس فيما يتصل بموضوع معاداة أو مصالحة الحركة فحسب ، بل في كثير من الشئؤن العامة بالبلاد والخاصة بالحزب ، فبعض أعضاء المؤتمر يتبرمون من تردي الحالة الأمنية في مناطق الصدام المزمن وينحون باللائمة على الجيش الذي وعلى لسان وزير الدفاع أو..
(حارس الحدود الفتة )
على رأي أهل الرياضة يتنصل أمام البرلمان من جبة النار محاولا الباسها لوزير الداخلية !
حتى حول قضية الدكتور غازي صلاح الدين ، تضاربت أقوال قيادات المؤتمر بين من يقول أنه أقيل ، ومن يؤكد أن الرجل استقال بمحض ارادته !
وغازي لا يفوّت فرصة التسلل بشماتة من هذه الفجوة
لينصح الرئيس بان يكسب دنياه مع شعب السودان باصلاح اعوجاج رقبة بعير النظام العجوز ، والتوءات عود شجرة الحزب العجفاء، ومن ثم التوبة عن الحكم كما وعد والاستغفار صادقا متبتلا لله عما ارتكبه من أثام في حق نفسه والاخرين ، عسى ان يكسب آخرته أيضا !
هي بالضبط مثل مشاهد أهل سوق الجمعة
( الفرّاشة )
حينما يبدأون قبل انفضاضة ساعة الغروب بتبادل اعابة وتبخيس بضائع بعضهم البائرة ..وكل يحاول تزيين ما تبقى له منها في الزمن الضائع !
فهل يجدي التلاوم .. والتهرب من مسئؤلية ربع قرن من الخراب والدمار ، وفرية التباهي بمنجزات لو أن من حكم السودان خلال تلك المدة.. كان..
( أبو الدنان .. ) ..
الذي يبني بيته من الطين باتقان على جدران المنازل ، لكان قد أتي باحسن منها شكلا ومضمونا سواء كانت جسورا أو أنفاقا أو غيرها!
وقد شهدنا في العصر الحالي حكاما من الأمانة والجدية والمسئؤلية ، أن بنوا في عشر سنوات اقتصادات نازعت الكبار وصناعات وزراعة انحنى لها من سبقوهم بقرون عديدة !
وجماعتنا بعد كل هذا الزمن المهدر في الحروب التي أشعلوها والعداءات التي جاءوا بها للبلاد من كل حدب وصوب ، استيقظوا الآن يركضون شرقا وغربا
لا ستقطاب الاستثمارات بذر رماد تعديل قوانينهم على العيون المفتوحة جيدا على مصالحها لو يعلمون، بعد ان شبعوا من مداخيل الفساد والعمولات ، ظنا منهم أن ذلك سيقنع الناس الذين وعدوهم بثلاثين مليار دولارفي مؤتمر الرياض كسابقاته ، باكمال المغامرة ما لم يتأكدوا بأن الشخوص ذاتها قد تبدلت على أرض الواقع في سودان ما بعد الانقاذ ، وليس الحروف على مساحات الورق !
وهذا المبلغ هو بالكاد في عالم المال الضخم اليوم لايساوي مجرد دخل بعض البلاد من الزهور والورود التي يتبادلها العاشقون في عيد الحب ويقدمها الأطفال للأمهات في أعيادهن!
فلماذا الفرح والنشوة والضوضاء الاعلامية لمجرد الوعود ؟
فكاد أهل الحكم عندنا أن يعلنوا انتهاء الأزمة الآقتصادية واكتمال عناصر الوفرة والاكتفاء الذاتي ، وهم كمن ينطبق عليها المثل الذي يقول كناية عن العجلة..
( قبال تحمل حضّرت الكمون وقبل ما تلد سمتو مامون )
لن يصلح عطار التدارك في آخر اللعبة ما أفسده دهر التلاعب بالشعارات الفضفاضة التي عجز أهلها عن تطبيقها على أنفسهم ويريدون تجريبها في شعب بحاله !
ولن تسير قاطرة الحزب ونظامه التي بدأت على وهن ماكينتها وانفصامها و بعرباتها الشائخة ، تمضي خارج الخط وفي وجهات متعاكسة ، الا الى قاع الهاوية ، وباصرار دون أن تسقط وحدها وانما معها وطن مهشم ، كان كبيرا ، اسمه السودان !
له ولشعبة نسأل اللطف من العزيز الرحمن .
انه المستعان..
وهو من وراء القصد .
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
كل واحد يصرح علي كيفو وماعارفين نحن ماشين علي وين وقبل فترة في نفرين منهم اتشاكلوا كل واحد قال هو المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم والليلة والي الجزيرة قال ان جماهير الجزيرة تريد البشير حاكما مدي الحياة ماعارف عمل الاستفتاء دا متين
وتقول آخر الأخبار ايضا ، ان تلك القاطرة يا استاذ..قد زادت حمولتها بعدد مايقارب الأربعين من الدستوريين والوظائف الكبيرة ، بعد اتفاقية الدوحة الأخيرة .. ان شاء الله يارب تكبهم كلهم في مزبلة التاريخ..