د.غازى السؤال الأصح: كيف يُحكم السودان؟!(1)

مقال الدكتور غازى صلاح الدين تحت عنوان من يحكم السودان لم يخرج عن رؤية الرجل التى اعلنها وكان من نتائجها إقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطنى بالبرلمان ..بيد ان التفصيلى فيه والذى يحتاج للتوقف عنده قوله(ان إختيار قيادة الأمة هو عملية تجديدية حيوية تتوفر من خلالها شروط المدافعة التى وصفها القران بالضرورية لبقاء الحياة [ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ]انه تكليف لايستقيم ان يعامل بخفة واستهانة ، بل يجب ان ينظر اليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح الى الإنعتاق والنهضة .. انه جهد تنويرى عظيم تتدافع فى سياقه الآراء والمواقف والبرامج إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها، وتشخص الأمة مشكلاتها ، وتتداول الرأي حول معالجتها ، انه جهد تتفجر من خلال تفاعلاته طاقات القيادة وتتجلى ملكاتها .انه بإختصار اهم عملية تعبئة سياسية اجتماعية تاتى بصورة دورية راتبة لتمكن الأمة من تجديد النظر فى ذاتها وتاكيد وحدتها ،وتنمية وعيها ، وتعزيز رسالتها .)انتهى
على اية حال ان ياتى هذا الفهم من د. غازى متأخراً ربع قرن خير من ان لاياتى ..ومانراه خير الان لن يعفى من التساؤل اين كان هذا الفكر التجديدى طيلة ربع القرن الماضى عند الدكتور الفاضل ؟ وماهو الموقف المناهض الذى قام به سيادته تجاه القمع والتشريد والإقصاء الذى مارسه النظام ؟ فهل كان الدكتور بمعزل عن مايجرى ؟ الشاهد انه لم يكن معزولاً من الأحداث ، فلماذا تعامل بخفة واستهانة مع مايرى انه تكليف قرآنى ؟! ويقول بقوة متفردة ( بل يجب ان ينظر اليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح الى الإنعتاق والنهضة) فلماذا رضي لشعبنا طيلة ربع قرن عدم الإنعتاق والنهضة ؟! اما الجهد التربوى والتنويرى فهو حديث لايخلو من مزايدة ولايجد مايسنده من واقع تجربتنا مع منظومة المؤتمر الوطنى فلم نعهد منك( اي تدافع فى سياقه الاراء والمواقف والبرامج ازاء كل قضايا الحياة السياسية..) فمثل هذا القول عندما ياتى من د. غازى يكون قولاً مجروحاً .. وفى نفس الوقت لانصادر حق الرجل فى ان يطرح نفسه او يسوقها او يتقدم ليحكمنا .. كل هذا يدخل فى دائرة الحق المشروع .. اماغير المشروع هو ان الإنحياز للشعب كردة فعل ، يجِّبُ ماقبله.. هو فهم لايخلو ن إستغفال للذاكرة الشعبية.. فالتعبئة السياسية والإجتماعية التى تاتى بصورة دورية لتمكن الأمة من تجديد النظر فى ذاتها وتاكيد وحدتها وتنمية وعيها وتعزيز رسالتها ، كنا نامل ان يكون الدكتور غازى قد وصل الى قناعة مفادها ان جماعة الاسلام السياسى آخر من يتحدث عن هذا المستوى لأنها قد اتيحت لها الفرصة الكافية من التجريب ولم تنشغل لابوعيها ولا بالوعي الشعبى ، وتعزيز الرسالة التى تحدث عنها لم يتوقف فى مقاله ليعتذر عن الفشل الذى انحدرنا اليه .. وعن القعود السياسي الذى زاد الحركة السياسية وهناً على وهن .. ولاعن تطبيق الشريعة المنقوص الذى عمل على تشويه الشريعة ..ولاعن الخلل الإقتصادى الذى جرّ خلفه جحافل الظواهر الإجتماعية التى ماعرفها شعبنا عبر تاريخه.. يغفل سيادته كل هذا او يتغافل عنه .. ويمارس التنظير العقيم ( تجديد النظر فى ذاتها وتاكيد وحدتها) لو ان هذا القول صدر من غير د. غازى لما احتفلنا به واعتبرناه تنظير منظراتية ينتهى بانتهاء جفاف المداد.. ولكنه اتى منه فى وقت لانتمكن من قراءته فيه الا من زاوية ان الرجل يتنكب طريقه لإيجاد دور ما .. ولاضير فى ذلك ..لكن هل يملك مقومات الدور القادم ؟! مايطرحه يدفعنا للقول : لا يملك هذه المقومات ..لأن بداية انشغاله بمن يحكم السودان ؟ والسودانيون حاجتهم اليوم لاجابة محددة كيف يحكم السودان؟!
وسلام ياااااااوطن
حيدر احمد خيرالله
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..