المقالات والآراء

ليتني .. بنت وزير!!

لم تكن تعجبني حياة الوزراء… ولم تغرني يوما تلك الفخامة والقصور التي يسكنون فيها.. ولم أمني النفس أن أعيش حياة مبرمجة… دخولي و(مرقتي) كلّه بحساب ودقة لا أريد أن يحرس بوابتنا حرس متجهم يشبه الدمية… يجلس على مقعد واحد طوال ساعات اليوم… ولا أريد إن ذهبت إلى السوق يرافقني السائق الخاص ينتظرني ويحسب لي الدقائق والساعات… لا أرى في حياة أسر الوزراء تميّز أبواب مغلقة.. وعمارات شاهقة.. يشتهي فيها الشخص زيارة الجيران دون سابق إنذار أو ترتيب موعد للزيارة.
وكثيرا ما أسأل نفسي كيف لبنات الوزراء التعامل مع صديقاتهنّ وهل شرط أن تكون صديقة بنت الوزير.. بنت وزير أم أن لها الحرية في أن تختار صديقتها فإن كانت تسكن المنشية أو كافوري أو قاردن سيتي يمكن أن تكون صديقتها تسكن أم بدة الردمية… أو الحاج يوسف المايقوما.. وبنت الوزير هل كلّ حياتها لا بد أن يوصلها السائق في كل زياراتها للأصدقاء والأهل والأقارب… ألا تشتهي أن تقف لدقائق بميدان جاكسون تنتظر المواصلات وكم ذهب بي الخيال بعيدا هل حدث لبنت وزير أن سرق هاتفها الجوال في زحمة الأسواق.
أرى أن هؤلاء البنات محرومات من متعة هذه المعاناة ولهذا كله لم أتمنى يوما أن أكون بنت وزير… ولكن أمس تمنيت أن أكون فمنذ زمن طويل وحتى يومنا هذا عاشت بنات الوزراء في نعم كثيرة.. تمتعن بحياتهنّ أكلن الطيبات ودرسنَ في أفضل الجامعات وارتدين أجمل الأزياء.. من أكبر بيوت الموضة في العالم وقضين إجازتهنّ في عاصمة الضباب أو ما شابهها في المدن الساحرة… ولا شيء أقلقهنّ في هذه الحياة.
ولكن كان قد ألمح المراجع العام إلى أن هنالك فسادا تتورط فيه مجموعة من القيادات أو الأسماء الكبيرة من الوزراء وغيرهم… ولكن لم يدم هذا الحديث المزعج طويلا لهذه الأسر حتى يؤرق منامها… إلى أن جاء البرلمان بخبر وقع على كل الوزراء بردا وسلاما… عندما برأ رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان مولانا الفاضل حاج سليمان كلّ الوزراء بلا استثناء من تهم الفساد وأكد عدم ثبات أية تهمة أو بينة تشكل جريمة فساد ضد أي وزير… مؤكدا أن الاتهامات التي تحدثت عن فساد البعض من غير بينات باعتبار أنهم يشغلون مناصب عامة.. كما كشف عن ضبط مخالفات وقضايا بخلاف التي أوردها المراجع العام.
وهذا يعني أنه طوال هذه السنوات أن هذه الآلاف من المقاعد في مختلف الوزارات الاتحادية والولائية لم يجلس عليها شخص سولت له نفسه أن يعتدي على المال العام… أو يستغل وظيفته ونفوذه وهذا يعني أننا نعيش حالة استثنائية نادرة لا يوجد مثيل لها في العالم… وأن السودان ضرب أنموذجا فريدا في النزاهة وأصبح حالة يصعب القياس عليها… وهذا ما جعلني أن أتمنى أن أكون بنت وزير عاش كل سنواته في رفاهية مطلقة.. وأتاه البرلمان بهدية البراءة… (في سعادة أكتر من كده)؟؟!

طيف أخير
في زمن الظروف البرمائية… لكم اختار رمضاء اليابسة!!.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اصابع اليد ليست بواحدة ولكن السلاميين الآن نشك في اسلامهم دعينا من انهم حركو اسلامية والله المستعان

  2. الاستاذ الفاضل حاح سليمان حفظك الله إخي الكريم تقرير المراجع العام للدولة صرح إكثر من مرة نسبة الاختلاس في المال العام بلغت 75 % إي ثلاثة إرباع وتاتي اليوم وتبرء كل المسئولين في الدولةوهل تقرير المراجع العام كاذب ام عدلك فاسد وكاذب إتقي الله

  3. الأخت صباح تحية طيبة
    ولكن اعتقد كلامك فية نوع من المثالية
    يعني كلام جريد وليس الا ..
    للاننا اصبحنا وللأسف الشديد مثل الحيونات في الغابة
    القوي يأكل الضعيف

  4. شر البلية ما يضحك ، فإن كنتي أو كنا جميعا نرجو خيرا من برلمان الإنقاذ هذا فالخير كل الخير لنا أن نحاول الصعود إلى السماء دون سلطان أي تتم المحاولة بالقفز العادي والمشابا والنطيط ، وإن لم تأتي التبرأة لهؤلاء الوزراء على لسان مولاكم الفاضل حاج سليمان ـ رئيس لجنة التشريع والعدل ـ فمن من ستكون حتى تكون المعادلة متساوية الأطراف !! وبالمناسبة التشريع والعدل في عهد الإنقاذ هو تقنين السرقة ومعاقرة الحرام بكل أنواعه تحت دعوى الأيدي الطاهرة المتوضئة فهم خلفاء الله في ارض السودان وبإسم الدين والإسلام يتنازعون المناصب وتقسم الغنائم ففي عرفهم أن كل مال السودان وأهله غنيمة لهم وفئ أفاء الله به على عباده (هم) الصالحون . حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى .

  5. صدقتى حكت لى واحده اعرفها ان قريبها تبع الحكومه مع انو ما من الوزراء اللامعين اهله يعيشون فى بحبوحه عجيبه ولديه بنتين يلبسون العارى ويدرسون بماليزيا وعادى ياتون فى عطلة نهاية الاسبوع السودان ويرجعوا وعادى الاكل يصلهم من بره السودان بالطائرات واول مره يزرن قرية مسقط راس امهن لن يستطعن ان يتكيفن مع البيئه خصوصا فى المراحيض البلديه اكرمكم الله فبنى والدهن عماره جميله فى القريه وبها مراحيض افرنجيه واشياء عجيبه تخيلوا لينسابتوا عشان خاطر بناتوا سبحان الله وما خفلى اعظم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..