بعد إطلاق العسكر الإسلاموي : هل جاء زمان الفوضى ؟

بعد إطلاق سراح صغار المحاولة الإنقلابية مكللين بورود الغمز واللمز و ( الشماتة ) إنكشف لنا أن الإنقاذ لا تستطيع سوى أن تسخر وأن ( تتشفى ) كعادة الضعفاء .. فهي لا تستطيع أن تعدم أحدا الآن من المسلحين مهما كانت جريمته , فأياديها ومخالبها ملوثة بالدماء بما فيه ا لكفاية , وبالقتلى الذين يطالب أهلهم بدمائهم وأيام حياتهم , ومازالت جرائمها التي لم يبت فيها قيد النظر والبحث والإنتظار في المحاكم , لأن المتهمين الواحد وخمسين يشكلون غيابا مستمرا وإنكارا ملحاحا لما إقترفته أيديهم , وفي الحقيقة هم ينتظرون قيام القيامة التي لن تقوم , لتخلصهم من أعباء المطاردة والمطالب التي لن ينساها المجتمع الدولي ولو بعد ألف عام .
بإطلاق سراح ( العسكر ) الإسلاموي الذي سيزيد ويطمع القوى من ورائهم تؤكد الإنقاذ أنها وصلت إلى الدرك الأسفل من التنازلات وأن الأفظاظ الغلاظ إنفضوا من حولها غير آسفين وأن عوائق الإنقلابات التي أحبطت وأرجعت الكثيرين , من سرعة البت , وتشديد العقوبة , قد ولى زمانها , وأن الإعدامات تحت المقاصل قد صارت من حكايات التاريخ القديم .
بعض المحسوبين على الإنقاذ ممن يسمون بخبراء يزعمون أن إطلاق الإنقلابيين خطوة إيجابية وليست خطوة (خطرة ) ذات نتائج كارثية مدمرة في القريب العاجل , وأنها تخطت مرحلة ( الحوار) إلى نتائج الحوار , وليس في الحديث معهم ( لا حوار ولا نتائج ) , وهم أصلا ليسوا طرفا من أطراف المعارضة من بعيد أو قريب , سواء أكانت مدنية أو مسلحة , بل ينتمون لجماعة جهادية غامضة لا يعرف أصلها من ( فصلها ) وليس لهم حراك وطني عام , ولا برنامج معروف ومدروس ومعلن , بل هم متهمون ( بجناية ) يعاقب عليها أي قانون يحترم نفسه بما فيه قانون القوات المسلحة أو أي دولة تتوجس من الإنفلات الأمني وإراقة الدماء في ا لشوارع , وليس في إطلاق سراحهم (مصالحة) أو ( مسامحة ) لأن الذي يصالح لا ( يرفد ) ولا يطرد وإنما يعوض ويشارك , ولأن الذي يسامح لابد أولا أن يكون في مركز قوة و (تصرف ) وأن يذهب بالمحاكمة إلى نهاياتها وإلى وقت ظهور الأحكام وبعذ ذلك ( فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها .. ) .
على المؤتمر الوطني الذي صار أمره فرطا , وعلى حكومة الإنقاذ التي تترجل الآن من هودجها الوثير بتفريطها الصارخ في أمن الوطن والمواطنين بإطلاق سراح مدانين أكثر من متهمين بجريمة ( الإنقلاب) والترويع والشروع في القتل أن تتحمل وزر أعمالها ( كاملة ) أمام التاريخ والوطن بتشجيع الإنقلابات والإنقلابيين وتحريك الدبابات والطوابير التي ستريق دماء كثيرة بريئة بتلكوئها وترددها في محاكمة المحاولين بعد أن قطعت شوطا كبيرا في التحقيقات وشوطا كبيرا في الحصول على المعلومات , وهي الآن بعد أن أطلقت سراحهم بلا عقوبة تذكر غير التخذيل وضحكات المندهشين , مرتكبة جريمة أخرى , لا تقل بشاعة ودناءة عن جريمة منسوبيها المخدوعين من أصحاب الغل , عليها لتلافي الفوضى التي تبدو نذرها في ضعف وهلع الدولة التي تشك في ظلها , ولتلافي إراقة الدماء قبل أن تسيل , والوطن قبل أن يحترب ويتمزق بفعل ( السائحون ) والقاعدة والدفاع الشعبي وقوات الأطراف والإنقلابيين الذين لا يحاسبهم أحد , أن تتجه بنية خالصة لا تردد فيها ولا توان لمصالحة شاملة بلا إستثناء ولحوار حقيقي يؤمن بالحل الشامل والنهائي لكل القضايا المعلقة منذ الإستقلال .

خالد بابكر أبوعاقلة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..