الاغتراب والخطوط الحمراء…!!

ايها المتعب من لظى التغرب ايها المرهون اجبارا لسلطان الاحتياج لك التحية ايها المرهق الغارق الى اذنيك فى عرق المهجر وانت تشكى من جمر الاذى …اقبل جبينك مــرتين وانت تبكى على الاوطــــان تارة وتبكى منها تارات كثيرة… ايها المجروح من ويـــــلات التنــــقل واخفاقات السياسة التى استمرأ اهلها الانتفاع الشخصى فامتلات جيوب كروشهم حتى مـــا فوق الشبع… وتركوك قائما …..على مصلب الحيرة ….والخـــوف ….. والترقب.
اقولها لك صراحة لا تغضب لقد استهجنوا عمدا وجودك بينهم فتركوك هنا…. او هنـــاك فى مهب الريح تلعق جراحك …او تهرول نحو اوطان السراب والخطوط كلها حمراء لا توجد بينها وسطية الانتماء… فانت هناك بين تلك الخطوط فى هـــــاوية الخطر وانت هنا والاحمر يحاصرك فكيف تتنفس الصعداء .. فى حياة كلها حمراء…. ومتى كان الهوان يغنى من جوع
فبيننا من غلبه الاعياء يحاول ان يتماسك …وقد ظهرت تجاعيد الالم على صفحة وجهه فقد اوهنه الحمل … الثقيل المستمر وهو يئن من هول…. ما يقض مضجعه…. ويهد ظهره من مسؤليات تلك البيوت … التى تنتظر بفارغ الصبر نقوده …المرسلة اليهم والمبلولة بعرق الخوف والتعب…. لا يمكنه العودة منذ سنوات فالخطوط الحمراء تقف حائل بينه وبين لقاء الاحباب فى …الوطن المنكوب….
اما حال المستجد فى الاغتراب اليوم فحظه كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه…… اوهى …. اقرب الى ابيات قصيدة نزار قبانى…
الموج (الاحمر) في عينيك يناديني نحو الأعمق
وأنا ماعندي تجربة في (الغربة)
ولاعندي زورق
وبين الواقع….الواضح المافاضح فى الاغتراب …فان الرؤيا واضحة المعالم…. من جانب للاتجاه الواحد للعودة الجبرية… وبين الاتجاه الاخر فى وطـــــــن ارضه نخرها الســـوس وسكنتها الافـــاعى… وتسلط عليها قطاع الارزاق …واستشرى فيها الفساد.. فاصبح لسان حالها لايبشر بخير… نسال الله العافية…..فالخط الاحمر هنا واحد وواضـــح …ولكن هناك مليون خط احمر اخر تنتظر…. عودة ….المغترب….
سلمت أخي العزيز وسلم فاك من كل شر وحفظك لقد لمست جرحاً بتلك الكلمات التي تستحق أن تغنى شعراً من أول وهلة قرأتها ظننت أني أقرأ شعراً لحميد او أحد شعراء الغلابة ولكني أفاجأ بأنك لست مغترباً فلك كل الشكر على هذه الكلمات الرائعة وذات يوم سنسمعها تغنى حافظ على حقوقك فيكفينا فخراً أن هناك من يسأل علينا نحن فئة المغتربين ويحس بأوجاعنا ومآسينا ولكن نسأل الله أن يجعل لنا فرجاً ولكل مغترب ونحن لا نسأل الحكومة ولكن نسأل من هو أكرم من حكومة السجم والرماد والفساد .
الله هو ولينا ……. وعليه الاتكال …… اللهم فرج كربة كل مغترب وأكرمه ولا تذله ….
الصادق أبو روان – السعودية – الصحافة مربع 16 .
فعلاً الرجوع اصبح الهاجس الوحيد للمغترب فى الحال المايل والبلد المنهار وولاة امنا الفاسدين لكن
كما قال ابو روان …. الله هو ولينا ……. وعليه الاتكال
الله يتقبل دعاءك يا ابوروان … لست مغتربا كحال كاتب المقال ولكني اعتبر كل سوداني في المهجر هو اخي وتؤلمني جراحه بالرغم من عدم تاثري المباشر باغتراب احد من اسرتي الا ان ما يقوم به المغتربون في ستر احوال اسرهم في اوقات الشدة والمحن يدخل السرور علي نفسي فبفضل المغتربين حافظت تلك الاسر علي كيانها ووقف دعمهم لها حائلا دون ان تجرفها غوائل الاحتياج …ولكن لان الغريب عن وطنو مهما طال بعادو مصيرو يرجع تاني لي اهلو وصحابو فقد اثار شجوني مقال الكاتب الذي صور حيرة هؤلاء الاخوة وتوهانهم بين تلك الخطوط الحمراء ولست املك غير التضرع لله ان يفرج كربة كل مغترب بالخارج كما فرجو هم كرب من بالداخل ….