الحلفاء هكذا وإلا فلا.. …

في سوريا القتل للأبرياء والأطفال والنساء العزل وتدمير مقومات الحياة وإهلاك ممتلكات الغير يدخل عامه الثالث ومازالت شهية الأسد مفتوحة للإستمرار في الحكم ويخرج علي قومه بكل وقاحة وإستكبار قائلا سنعفو عن المنشقين وحاملي السلاح بشروط وقنوات التلفذة تنقل هذه الاخبار دون إستحياء. والاخضر الابراهيمي المكلف بالملف السوري من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس الامن الدولي يهيم في الدنيا من أقصاها لأقصاها ملتقيا بصناع القرار فيها ثم يخرج علينا بتصريحات محبطة تكشف عن صورة قاتمة للأوضاع في سوريا التي تجاوز عدد القتلي فيها ال70.000 . قائلا أننا اتفقنا علي إستبعاد التدخل العسكري هذا واضح ويكرر في هذه العبارة ليصيبنا بالاشمئزاز والذهول. شكرا سيدي فالترينا بكرامتك أو بكرامة من ستجبر الثوار الشرفاء للجلوس مع هؤلاء القتلة ؟ بل و كيف تقنعهم بالحوار مع جلادهم؟ وهل تعتقد مثل بشار يتنازل عن الحكم برقبته طواعية ؟ إن ما يجري في سوريا اليوم جريمة ترتكب ضد الانسانية جريمة بحق ينفطر لها القلب وتدمي الاعين وتنفضح القوي العظمي بأنها تتحرك بدوافع المصالح والحسابات الضيقة ولا تتحرك بدافع انقاذ الأمن والسلم العالميين. والتاريخ يوما ما عندما نعيد قراءته سيقول لنا إن حضارة الرجل الأبيض حضارة الغرب قد سقطت مع أول نقطة دم اريقت في ثورة سوريا.
ولعل شكل التحالفات في المنطقة واضح بزعامة الدب الروسي فروسيا التي سكّنت سلاحها في سوريا لأكثر من خمسة عقود مضين لا يمكنها التفريض في بشار آخر حلفائها في المنطقة وأكبر أسواق سلاحها كما أن سوريا علاة علي ذلك تعتبر الحليف الرئيسي لإيران وحزب الله . ولذا نقول إن إستمرار بشار في قتل الابراء والاطفال والعزل وهدم وتدمير المنازل والمرافق العامة وتخريب حياة الناس ما كان له أن يستمر حتي الآن لولا هذه التحالفات . ولي بن علي هاربا في غاية السرعة لأنه لا يستند علي شئ ودعمت الثورة ضد الغزافي عسكريا ولوجستيا لان حلفاءه أرادوا ذلك وكذلك ذهب مبارك وحدثت التسوية في اليمن لقطع الطريق علي الحوثيين في حال نشوب قتال ربما يطول أمده. والأن يريدون لذات التسوية أن تحدث في سوريا لتبقي التوازنات علي ما هي عليه لحين شعار آخر ولكننا نري أن نزول القوات الدولية للمشاركة في دعم وإسناد الثورة أصبح وشيكا خصوصا بعد تواجد القوات الامريكية بالأردن وأن مستقبل بشار إما هالكا بنيران الثورة او بنيران قوات صديقة أو هاربا دون ان يترك وراءه أثرا لان فرصة أن يعيش حياة طبيعية كلاجئ سياسي قد ذهب أوانها بعد هذه البرك من الدم المسفوك والعرض المنهوك . وسيظل العرب متفرجون كالعادة لا تثور عندهم غير حرمات الأعراض ولا الدماء ولا لاموال والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع يعزرنا من انتهاك حرمة الدماء قائلا إن دماءكم حرام عليكم حرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلغت؟ فيجيبونه بلي يارسول الله فيقول اللهم فأشهد.

أحمد بطران
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..