عفواً شعب دارفور فنار ثورتكم تُطفئها النفوس الضعيفة

ما أشبه الليلة بالبارحة: صدقت مقولة ان التاريخ يعيد نفسه ، كلنا شاهد علي تطورات الاحداث بدارفورنا الحبيبة والتي تلت توقيع السيد مني مناوي علي اتفاقية ابوجا والتي عارضها كثير من ثوار حركة تحرير السودان، بل ونتيجة للاتفاقية الهزيلة (كما نعتها مني أخيراً وخرج هو ومن معه عليها بعد حين) فتكونت جبهة الخلاص والتي بدورها قادت حرباً علي قوات مني مناوي بإعتبارها رضيت بالوقوف في خندق مجرمي الخرطوم. بدأت جبهة الخلاص ضرباتها علي قوات مناوي بمنطقة بير مزّة وإختتمتها بإخراج آخر جندي لمناوي من مهاجرية. نتيجة هذه الاحداث فقدت ثورة دارفور عدداً من شرفاء المقاومة.
بعد توقيع د. السيسي علي اتفاقية الدوحة لم تكن هناك احداث بدارفور بسبب ان السيسي لا يملك أي قطعة سلاح ولا جندي له بدارفور.
الإتفاق الاخير بين قوات محمد بشر وحكومة الخرطوم إنضم إليه أعداد مقدرة من شرفاء الثورة بدارفور، وبالرغم من ذلك حدثت المواجهات بين (الموقعين وغير الموقعين) كما كان متوقّعاً، بدأت بمناوشات صغيرة عبارة عن كمين لعربة واحدة وتطّورت الي فقد الثورة (من الطرفين) لقادة وجنود بواسل كان لهم دور مشهود في تثبيت أركان الثورة وتحفيذ الجنود في ميادين الفداء ضد عصابة الخرطوم.
النتائج التي وصلت إليها الثورة تقول أن الفعل والمحرك الأساسي في إجبار حكومة الخرطوم للرضوخ والجلوس إلي طاولات مفاوضات السلام هو ما تجده حكومة الخرطوم من هزائم لجنودها في ميادين القتال بسبب شجاعة وثبات جنود الثورة وتضحيتهم من أجل إنزال أهداف الثورة لأرض الواقع. وعلي العكس فإن من يقود مفاوضات بإسم الثوار تحرك غالبيتهم رغبات وأمنيات خاصة يغلفونها ويُجملونها بأحاديث إفك للتغرير بشرفاء المقاومة الذين بطبيعة فطرتهم الصادقة يصدقون هؤلاء الطفيليين أصحاب الاجندات الخاصة.
في إتفاقية مني كان أصحاب المصالح هُم مَن صوروا للسيد مناوي أنه يجب الاسراع بالتوقيع قبل الاطراف الاخري لكسب المنصب الرفيع (كبير المساعدين). ونفس هؤلاء الاشخاص هُم من كانوا سببا في إنقسام الحركة الكبير في حسكنيتة وتحجيم شعلة الثورة في القبيلة، وبالتالي دعم حكومة المركز بصورة غير مباشرة. وطامتهم الكبري إنحياز بعضهم للبشير ومازالوايحتفظون بمواقع في حكومة الخرطوم حتي يومنا هذا.
الاتفاقية الاخير بالدوحة بين فصيل محمد بشر وحكومة الخرطوم رفضتها أغلب الحركات الثورية وانحاز إليها بعض أشرف قادة المقاومة وبمبررات ربما يعقلها البعض ويعزرها ، ولكن طامتها الكبري ان الفاعل والمحرك الاساسي فيها هم بعض العناصر التي ضربت حركة تحرير السودان الأولي من الداخل وانحازت لمناوي ومن ثَم خانت مناوي إبان توليه منصب كبير المساعدين وقادت المؤامرات وإجتهدت في عزل مناوي بتكليف من جهاز امن النظام، كما ان بعض ممن يقودون مفاوضات الدوحة تدور حولهم شبهات فساد مالي وإداري وإرتباط وثيق بجهاز الامن السوداني، ومنهم من كان هو الفاعل الاساسي في تسميم القائد الشهيد د. خليل، وبالرغم من وجود عناصر لها بصمتها في ميادين القتال وانفس يملؤها الصدق ، إلا أن الخط العام للمعارضة (المسلحة والمدنية) لا تجد العزر لدواعي عدم صدق نظام الخرطوم في تنفيذ الاتفاقيات الجزئية والتوقيت غير المناسب إضافة إلي الرعاية والضمانات الدولية . والشئ الذي ربما تتفق عليه المقاومة هو عدم حيادية قطر التي تربطها علاقات لا تخدم السلام والاستقرار في دارفور.. وتسري إشاعة عن نية حكومة الخرطوم بإرسال صلاح قوش سفيراً لها بالدوحة ، كما تحوم بعض الشبهات عن الدور الغزر لها في قتل الشهيد د. خليل الذي لم تؤكدة أو تنفيه هي.
كل شواهد التاريخ وتحركات الحاضر تؤكد علي ان الضربات الداخلية للمقاومة أشد بأساً من ضربات الحكومة بكل ما عندها من طائرات وجانجويد وآليات ومساعدات بعض الدول.
كما نخلص الي ان تحقيق اهداف الثورة لا يمكن ان تتم إلا بتوحيد المقاومة وهذا أمر أيسر منه إدخال الجمل في ثقب الإبرة بسبب التمايز الجهوي والعرقي وتقديم الخاص علي العام وضعف الارادة لي أطراف المقاومة . فهل تتوحد المقاومة؟؟. إلي ذلك الحين فالتمرح حكومة المؤتمر الوطني وتستريح فأهل دارفور يحملون عنك إعباء قتل بعضهم البعض . اللهم أرحم كل من قُتل بيد إخوانه منذ بداية المقاومة وحتي الآن ..

صلاح جاموس
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بصراحة دارفور تنقصها التنمية ومطالب الحركات كانت مقدور عليها لولا تعنت الحكومة في ذلك الزمان والحرب إشتعلت بدارفور لكن الحقيقة المرة الحركات لاتقاتل من أجل تنميتها وإﻷ لماذا عدم التوحد ؟

  2. حقاً صدقت الاخ صلاح . فالتمرح المؤتمر الوطني طالما ان ابناء يقومون بدورها في تصفية بعضهم بعضاً

  3. للاسف الشديد هذه الحركات تمارس القبلية داخل هياكلها ومؤسساتها وعدمالمؤسسية والشورى لذالك نسمع كل انشقاق مجموعة جديدةمنذ ان قام عبدالواحد بالثورة بالتالى لايمكن للثوره ان تنجح مادام هنالك اصحاب الاجندة الخاصه والمهرولين الى كراسى السلطة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..