هل تعلم يا بروف/ مأمون حميدة …. أي الناس شر؟؟

حكي لي أحد الزملاء أنهم عندما كانوا طلاب بالمرحلة الإبتدائية (مرحلة الأساس) وهم صغار في السنوات الأولي كانوا يسيرون عبر طريق يصل بين قريتهم والمدرسة فيه عيب واحد .. أن في منطقة ما من هذا الطريق تنبعث رائحة كريهة جدا وعفنة وهي بصورة دائمة ولايوجد طريق أخر يستطيع أن يعبروه … كي يصلوا الي المدرسة كي يتفادوا هذه العفونة … فكان لزاما عليهم أن يشموها وهم ذاهبون الي المدرسة صباحا .. وهم عائدون مساءا … وقد تذمر التلاميذ من هذه الحالة مرارا وتكرارا … وكثير منهم تعلل بالمرض وبعضهم أثر أن يترك الدراسة بسبب هذه المشكلة والبعض الأخر حكي حكايات وأطلق ألقاب علي أطفال هذه القرية وكيف أن رأحتهم تكون دائما نتنة فأثر ذلك علي أبناء هذه القرية نفسيا … إدارة المدرسة حاولة جاهدة مع الدولة حل المشكلة خصوصا أنها أصبحت تؤرق الأهالي لأنها أصبحت سببا رئيسيا لكره أطفال تلك القرية للمدرسة وغيابهم المستمر عنها …. وتكللت مساعي المدرسة وإدارتها مع الدولة بالفشل … حتي أظهر أستاذ العلوم والأحياء فكرة تخرج الجميع من هذا المأزق …. فقام بجمع كل طلاب المدرسة وخطب فيهم خطبة عصماء … وأظهر لهم أن العصب المسؤول عن الشم هو العصب الوحيد المتصل بالدماغ مباشرة ومركز الشم في الدماغ قريب من مركز التفكير .. ولأن الأحاسيس داخل الدماغ تنتقل عبر إشارات عصبية فإشارات الروائح دائما تصل الي الدماغ مباشرة وهذه الإشارات قسم منها يذهب الي مركز التفكير لذلك دائما عندما نشم نفكر في الشيء الذي شممناه ونعرف أنه رائحة كذا … لذلك أثبتت أحدث الأبحاث أن الرائحة العفنة والكريهة هي من أقوي المنبهات وهي تزيد من نشاط وقوة التفكير وبالتالي تزيد من ذكاء الشخص … بقدر تعرضه لهذه العفونة …. لذلك أحمدوا ربكم علي هذه النعمة وإستفيدوا منها … وزيدوا من نسبة ذكائكم لكي تتفوقوا علي أقرانكم في المدرسة …. وقد صدق الطلاب هذا الكلام حتي أن طلاب القري الأخري أصبحوا يأتون إلي هذا الطريق ذو الرائحة الكريهة… وطلاب القرية أصبحوا يتثاقلون في المشي كي يستزيدوا من هذه العفونة كي تنبه عقولهم … ويزدادوا ذكاء .
فعندما يحاول العالم مثل بروف/ مأمون حميدة أن يوهمنا بحسب علمه أنه يحاول أن يحول المستشفيات الكبيرة بالعاصمة الي مستشفيات تخصصية ومرجعية … وذلك عن طريق تجفيفها وتكسيرها وهدمها وتفكيك التخصصات التي بها … ونقلها الي الأطراف حتي تقدم الخدمة الي محتاجيها في مناطقهم … وأن ينظم خارطة العمل الصحي بالسودان بفتح مراكز الرعاية الأولية … التي تقدم فقط خدمات التحصين ومتابعة الحمل وعلاجات بسيطة .. فهذا كلام في ظاهره صحيح لكن في باطنه خبث وتدمير للصحة … إن نظرنا مثلا إلي الخدمة التي يقدمها مستشفي الشعب عبر قسم جراحة المخ والأعصاب … فالإختصاصين الأجلاء ومايرافقهم من أطباء يقومون بمجهود جبار وفي بعض الأحيان يصل إلي درجة لاتصدق غير أننا نقول سبحان الله … كيف بهذه الإمكانيات تنجز هذه المهام … والضغط عليهم كبير جدا .. (هل تصدقون أن لهم حالات يتم علاجها في مستشفي الشعب ويتم نشرها في المجلات العلمية العالمية الأمريكية والأروبية .. لعظم ماينجزون ) إنهم يعملون في صمت … لايريدون إلا دعواتكم لهم أن يمدهم الله بالصحة والعافية …. لكن يأتي بروف مأمون حميدة ويقرر أن ينقل هذا القسم الي إبراهيم مالك … وهو غير مكتمل التجهيزات … كان الأولي أن يلاحظ لهذا الضغط الكثيف من المرضي في جراحة المخ والأعصاب التي في بعض الأحيان تكون الجراحة فيها طارئة ولاتحتمل المكوث حتي لساعات فالفرق ضئيل بين المعافة الكاملة والشلل الكامل للبقية العمر … فكان الحل أن يفتتح في كل مستشفي بشائر و إبراهيم مالك والأكاديمية …… قسم متخصص بجراحة المخ والأعصاب ويطور القسم الموجود بمستشفي الشعب كان هذا أجدي وأنفع .. من ماتريد أن تقنعنا به … وكذلك نفس الأمر بالنسبة لمستشفي جعفر أبنعوف … وبذلك تحقق ماتتحدث عنه من مرجعية وتطوير للصحة .. إن كانت هذه المستشفيات ملك للشعب .. فإن الأطباء الممتنعون اليوم عن تنفيذ قرار النقل يحتاجون الي وقفة كل الشعب معهم .. وإلا سوف يضيع الشعب أملاكه .. ( بالأمس القريب تصدي الأطباء لهذه القرارات وأضربوا عن العمل قبل سنوات … لكن توقف الشعب ينظر إليهم في شارع الحوادث وهم يضربون ) … وبعدها حزن مستشفي الخرطوم فتهدم قسم النساء والتوليد وسوف ينهدم ماتبقي لأن أحبته غادروا … إن لم يدرك … وأعلم يابروف/ مأمون حميدة أن رسول الله صلى الله عليه قال: “ويل لاُمتي من علماء السوء، يتخذون هذا العلم تجارة يبيعونها من اُمراء زمانهم ربحاً لأنفسهم، لا أربح الله تجارتهم”……. فالعالم الصادق مستقل عن القيادات السياسية، ولا يتبع أهواءهم ، ولا يسترضيهم بمواقفه وآرائه، ولا يطمع بما في أيديهم من حطام الدنيا …… أما الذي يتاجر بما أوتي من العلم ويشتري به مصالحه الذاتية فليس جديراً بالإتباع من قبل أبناء المجتمع. …. قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس شر؟ قال: “العلماء إذا فسدوا”. والرسول الكريم صلى الله عليه يحدد لنا مقياس هذه الحقيقة ، حيث يقول: “من ازداد علماً ولم يزدد هدىً، لم يزدد من الله إلا بُعداً )…
وبعدها أيها الشعب في القريب يضيع أهلكم وأحبابكم … لأنكم لن تجدوا ولا حتي جزء يسير من الرعاية … التي فقدتموها اليوم .
أجدد شكري لكل الأطباء القابضين علي الجمر .. وهم يفضلون أن يعالجون ويدربون أبناء هذا الوطن رغم كل هذه العراقيل .. ونحن نعلم وهم يعلمون أنهم بتخصصاتهم النادرة …. تستطيع دول مجاورة أن تدفع لهم الألاف بل الملايين … لأجل علمهم وخدماتهم … فهل يستوي هذان العالمان ؟؟
وأعلم يابروف/ مأمون حميدة أن مأنت فيه الان هو فتنة … فأحذر وإن إختلط عليك الأمر فاستقل ..وأترك هذه الأمانة وأنت تعلم ثقلها … ففي سورة الأنفال …. قال تعالي: ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ( 27 ) واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ( 28 ) )

ملاحظات :
 فكما أوهم اأستاذ العلوم والأحياء طلابه بنظريته الخاطئة لكن غلفها بنبل مقصده …. تريد أنت يابروف مأمون أن توهمنا بصحة نظريتك وهي تحوي خبث مقصدك !!
 والقصة أعلاه حقيقية …. وزميلنا أصبح طبيب يشار له بالبنان .

متعناالله وإياكم بالصحة والعافية

د/ الفضل فضل الله
[email][email protected][/email]