خصخصة المجلس الوطني ..!!

من حقنا أن نسأل ومن واجب السلطة التنفيذية أو التشريعية أو القضائية إن وجدت سلطات بهذه المسميات أن تجيب على أي سؤال نسأله ، فهذا هو عملها ، وليس تعدياً منا على واجباتها ، فمن حقنا أن نسأل ، ماذا يقدم أو يؤخر ذلك المبنى القابع في أجمل بقعة في العاصمة القومية ؟ ، مبني المجلس الوطني ، الذي يقع غرب مقرن النيلين ، وفي مدخل أمدرمان العاصمة الوطنية للسودان ، وعلى شاطئ النيل العظيم بعد أن يتمزج فيه النيلين الأزرق والأبيض ، تخيلوا مبني بهذا الجمال وهذا الموقع الإستراتيجي ماذا نحن كشعب نستفيد منه ؟ ، وماذا قدم ؟، وماهي إنجازاته ؟..

في تقديري أن هذا المجلس الوطني والمسمى مجازاً بالبرلمان هو وجه من أوجه الصرف الغير رشيد والغير مثمر والغير مفيد ( ومن الواجب خصخصته ) ولا أدري كيف غفلت عنه عيون المخصخصين، فتحت هذا المبني الجميل يقبع عشرات الأشخاص الذين يقولون أنهم نواب الشعب ، ويقولون أن الشعب هو الذي إختارهم لينوبوا عنه في حماية مصالحه ، نعم هذا هو المفروض ، ولكن مايحدث هناك هو العكس تماماً ، فمن تحت تلك القبة البرلمانية كل يوم يخرج لنا شيخ بتنظيرات غريبة وأحاديث مثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، فتارة هذا يقول أن لا فساد في الحكومة ولا تجاوزات ، في الوقت الذي تقول فيه تقارير المراجع العام بوجود هذا الفساد ووجود تجاوزات ، ثم يأتي شيخ آخر ليقول أن الأصل في زواج الرجل مثنى وثلاث ورباع ، ويشكك في رجولة من يكتفي بواحدة ، ثم يأتي ثالت دون أدنى إحترام للأديان وعلماء الطب والباحثين ليقول أن المرأة الغير مختونة ( معفنة ) ، أين ياترى إشتم هذا الشيخ هذه الرائحة ، وفي أي عالم يعيش وأي وسط يرتاد هذه الشيخ ، فالنظافة أو عدمها سلوك شخصي ولا علاقة لهذا الأمر بالختان ، أو عدمه ، تخيلوا بالله عليكم هؤلاء هم نواب الشعب الأماجد الذين من الفروض أن يرعوا ويحموا مصالحنا كشعب قمنا بإختيارهم كما يقولون ( مع علمنا تماماً أنهم لا يمثلون هذا الخيار ) ..

والمدهش أكثر هو قيام ذات النواب برفع مذكرات تلو المذكرات مطالبين برفع مخصصاتهم ومرتباتهم ونثرياتهم ( على ايه ماعارفين ) ، نعم مقابل ماذا سيتم إستقطاع المزيد من أموال الشعب الغلبان ليتمتعوا بها ، فماهو إنتاجهم الفعلي ،وماهو إنجازهم الذي سيأخذون مقابله الأجر ، فالبرلمان أصبح وظيفة من لاوظيفة له ، وهو الآن مؤسسة لا فائدة من إستمرارها سوى بعض الشكليات التي تضفي على نظامنا السياسي صفة ( الديمقراطية ) .. وطبعا ( نواب الغفلة ) يؤدون هذا الدور ببراعة يحسدوا عليها ..
ونحن بدورنا نطالب ، رئاسة الجمهورية ، والمحكمة الدستورية ، والهيئة القضائية ، بإغلاق المجلس الوطني ، وإستغلال المبنى كفندق سياحي ، على أن تعود الأرباح لدعم التعليم والصحة أو تحويله لمستشفي للأطفال ، وتسريح جميع النواب ليتفرغوا لإدارة مشاريعهم الخاصة ، فمنهم المفتي والفقيه ، وفيهم علماء الإجتماع ، والتجار وأصحاب الشركات ، فخير لهم وخير لنا ، أن يتم إنهاء هذه الأمر ، وفي أسرع فرصة ، فالمزيد من بقاء هذا البرلمان هو يعني المزيد من الصرف في الفاضي ، وزي ما خشينا بالمعروف نمرق بالمعروف ، فالشعب اليوم لا يحتاج لمن ينوب عنه لحماية مصالحه ، لعدم وجودها أساساً ، ( ومشكورين لحدي هنا ) ..

ولكم ودي ..

منصات حرة
نورالدين عثمان
[email][email protected][/email] الجريدة

تعليق واحد

  1. الاخ نور الدين تحيه لقد اصبت الحقيقه فى مقتل .. لكن هل من مجيب ؟؟؟؟ اضم صوتى لكم ولنجمع توقيعات لمن يود رعاية هذه الفكره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..