هل أخفق أبناء القرية في إدارة دولة المدينة؟

لو إستعرضنا تجربة الحكم الوطنى منذ الإستقلال وحتى اليوم (57) عاماً، بما فى ذلك التجربة الديقراطية علي قصرها (11)عاماً ، وتجربة الحكم الشمولى (عبود ? نميري ? البشير ) التى بلغت في مجملها (46)عاماً . نلاحظ بعض الملاحظات ذات الدلالات الهامة . يمكن رصد هذه الملاحظات ، على مستوى النخب التى مارست الحكم خلال هذه الفترة ،ثم مستوي أداء هذه النخب كماً وكيفاً. هل كانت هذه النخب طاهرة اليد واللسان ، بمعنى أنه لم تمتد أياديهم الى المال العام ، ولم يتعدوا علي ممتلكات الشعب ، وهل إستباحوا مقدرات الوط
ن وبددوا ثرواته ، بل هل فرطوا في جزء من الوطن وأضاعوه . ثم نستعرض فى عجالة لإنجازات الحكم خلال هذه الفترات سلباً وإيجاباً .
حتى نتمكن من الإجابة بموضوعية على هذا السؤال بقدر مافيه من إلتباس وجدلية ،بما تسمح به هذه المساحة المحدودة . فإن الأمر يتطلب منا إستعراض أسماء بعض هذه النخب على سبيل المثال لاالحصر . نبدأ ببعض أسماء النخب التى تصدت لتجربة الحكم الوطنى في أعقاب الإسقلال علي قصرها ( عامان ) نبدأ بالزعيم الأزهري ، الذى بنى له تجار حزبه بيته الحالى .عندما أراد أن يبنى الطابق الثالث ، قامت الدنيا ولم تقعد ! ثم مبارك زروق الذي كان يسكن في بيت الأسرة وهو بيت من جالوص ، أما عبد الله خليل كان يسكن في ذات البيت الحالي وهو بيت من الطين اللبن ! أما حسن عوض الله ويحى الفضلى لم يملك أياً منهما بيتاً من الأساس ! أما خضر حمد فكان يسكن في بيت الأسرة المتواضع كما هو حالياً . هكذا كان عبد الله عبد الرحمن نقد الله وأمين التوم والمرضى …الخ . نذكر أن الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو عندما تعرض للمساءلة أمام المحاكم لآنه بنى بيتاً في العمارات بما يعادل ( 18 ) الف جنيهاً آنذاك وعندما سألته المحكمة عن مصدر دخله ، كان رده بليغاً وفاحماً ، حيث قال للقاضى : انا أعمل في المحاماة ثلاثين عاماً أعجز عن بناء بيت بهذا المبلغ !
إذا إستعرضنا تجربة هذه النخب خلال فترة الحكم الوطنى في اعقاب الإستقلال ، من حيث الإنجاز . فقد حققوا الجلاء والسودنة وبناء أساسيات الحكم الوطنى ، بحكم ما كان لديهم من خبرة سياسية ناضجة ومعرفة واسعة في فنون الحكم ، كما أنهم كانوا سياسيين محترفين .صحيح أن الفترة على قصرها ما كانت تسمح لهم بطرح مشروع وطنى يعالج مشاكل الوطن التى لم تكن قد برزت الي السطح آنذاك بهذه الفداحة والخطورة التي أدت الي ضياع الجنوب لمجرد إشهار سلاح الشريعة في وجه أشقائنا في الجنوب ، حتى ذهب جنوبهم وذهبوا معه . أما كونهم كانوا على درجة عالية من النزاهة والعفة والزهد في المال العام ، فلم تفتنهم السلطة ولم يسيل لعابهم للمال العام، لأنهم ببساطة ، جاءوا من بيوت ذات عراقة أى لم يكونوا ” مستجدي النعمة ” كما يقول أهلنا فى السودان . بل كانت ” عينهم مليانة “! فلم يدخلوا العاصمة” تحملهم أمهاتهم على ظهورهن” كما قال دكتور منصور خالد متعه الله بالصحة والعافية . جاءوا من أعرق الأسر التى خبرت السياسة . بل كانوا من ناحية مادية ميسورى الحال . هكذا عصمتهم تربيتهم الأسرية و ويسر حالهم المادي من أن تمتد أيديهم الي المال الحرام ، بينما المال الحلال كان يجرى بين أيديهم . أى لم يكونوا ممحرومين ومعدمين ، حتى ينقضوا علي المال العام نهباً وتبديداً ، ملكوا المزارع والقصور والشركات .كل هذا حدث ومايزال يحدث في العهد الراهن . حتى وصفهم رجل بسيط من أمدرمان المدينة الوطن وصفاً بليغاً حين ما قال لى :” يادكتور هؤلاء الناس جونا من الريف والقري والخلاء مثل الجراد قضوا علي الأخضر واليابس ولسع ما شبعوا ، نحن منتظرهم يشبعوا عشان يرجعوا الي قراهم، عندما يرجعوا الى قراهم ، نحن قادرين نعيد بناء الوطن الدمروه من جديد ، يا استاذ هل تعلم إن هؤلاء غيروا زوجاتهم بنات الريف وتزوجوا من بنات العاصمة، ديل دحين فيهم خير “. هكذا في بساطة بليغة قد أجاب هذا الأمدرمانى الساخط علي سؤالى عنوان المقال ” هل أخفق أبناء الريف فى إدارة دولة المدينة ” إجابة شافية .
أما على مستوى تجربة الحكم الشمولى الأولى فى السودان ، نبدأ بالفريق عبود الذي كان نزيها وأمينا والدليل على نزاهته وعفته ، بيته المتواضع الكائن حتى اليوم في ” العمارات “.نلاحظ أن رفاق الفريق عبود لم يكونوا أقل نزاهة أو أمانة منه .منهم مجذوب البحاري وأحمد عبد الوهاب والمقبول ومحمد أحمد عروة وطلعت فريد ثم الأستاذ أحمد خير هذا على سبيل المثال لا الحصر .لقد تميزت فترة حكم عبود بنوع من الإستقرار السياسى ، فضلاً عن إنجاز بعض مشاريع التنمية بفضل العون الأمريكى ، الذي لم يكن لمجرد سواد عيون السودان ! بقدر ما كان يندرج ضمن صراع القوتين الأعظم في إطار ما يسمى بالحرب الباردة آنذاك والإستقطاب الحاد لدول العالم الثالث وموجة الإنقلابات العسكرية التي كانت على أشدها فى تلك الفترة .الصحيح أيضا فإن إنقلاب عبود الغى الدستور وحل النقابات وقيد الحريات العامة ، مثله مثل كل الأنظمة الشمولية.كما أنه إرتكب جريمة التفريط في ” حلايب” وباعها لمصر بسعر بخس (15 مليون دولار فقط ).أخيراً أسقطته ثورة أكتوبر الخالدة في الحادي والعشرين من اكتوبر عام 1964. نكتفى بهذا القدر حتى نكمل في الجزء التالى ، حيث نغطى فترة مايو ثم نفرد جزءاً خاصاً بالإنقاذ .
جعفر عبد المطلب
[email][email protected][/email]
هو الضيع البلد دي غير أولاد منو؟ ومنو الجاب لينا الكيزان ومسكهم البلد ؟ مش نميري؟!! ياخ ما تخلينا نحت الشرا..
بصراحه المقال جيد رغم اننى من مواليد وسكان امدرمان ابا عن جد و هذا مانقوله عن هؤلاء الذين حكموا السودان في غفلة من الزمان لقد فرطوا و دمروا حتى الريف موطنهم الذى اتوا منه و لكن ليس كل اهل الريف والاقاليم مثلهم انهم عبدة المال والشيطان انهم تجار الدين والزيف والخداع و الكذب واهلنا فى الريف بريئون منهم انهم يحقدون حتى على ابائهم و امهاتهم و اكيد انهم ذوى نشأة شائهه ملأتهم عقدا و حقدا ازاحهم الله عنا
ا
سرد لتاريخ مألوف للناس ما دفاعا عن الحرامية لكن سؤالي ليك من هم أولاد العاصمة أو كما قلت أولاد أمدرمان النبتوا من باطن اﻷرض بفضل المولى عز وجل من أب وأم ولم يأت اليه نسبة لتحسن حياته المادية أو أتى باحثا للرزق وإستقر به المقام؟! من هم اللذين قاموا بتحرير أمدرمان من قبضة المستعمر إليس من هم تكالبوا من جميع الريف السوداني ؟ العارف عزه مستريح والفي بطنه هرقص برقص.شنو يعني لو بقيت من اولاد اوبنات امدرمان وبعدين السرقه من عندها علاقة بالريف ولا الحضر بل اولاد اﻷمصار هم ناس المروة .
مقالك ممتاز يا أستاذ جعفر لكن الإشارة بالخطأ لحلايب بدل حلفا أضعف المضمون قليلاً , وعلى العموم هناك نكتة تناسب المقال تنسب لخفيف الظل الهادى الضلالى فى بداية عهد الإنقاذ تقول .. اها خموا وصروا فى زمن نميرى تحصل ليك اى مشكلة تختف رجلك للهاشماب ولا ود نوباوى ولا الموردة تقضى قرضك وتشتت ,أسع دا لما تلم فى أهل عمر وحسن وأحمدوالبشير يكونوا أعدموك ذاتو .
الاستاذ جعفر عبدالمطلب مع التحية في ظني أن تقصد حلفا القديمة لإن حلايب كانت حسمت في عصر عبدالله خليل ولله أنا غمران
أولا أوافق كاتب المقال فى قصر الفترة المسماه ديمقراطيه فهى غير كافية لتجعل الساسه يمارسونها وأفراد الشعب يتحسسونها ويعرفونها..فالأحزاب مظلومه ومحرومه ولايمكن حساب فتراتها مقارنة بالأنظمة العسكريه!!ثانيا النزاهه..أمر مفروغ منه ومسجل لتلك الشخصيات التى ذكرها كاتب المقال ولكن يجب أن لانعمم فمنهم وحسب سرد الكاتب من كان مقيما فى بيت من الطين الأخضر ..ولم يسرق..ولكن تقسيم السودان لريف وحضر وإتهام الريف بالسرقه فهذه إهانه وليقم كاتب المقال بعملية إحصاء ليعلم أن الريف المعنى يشمل كل السودان عدا (الخرطوم وبحرى وأمدرمان)فإن كان لزاما علينا تحكيم هذا المثلث فأقول له ولأبناء الذوات الذين يزكيهم بهذا الأسلوب أنكم لاتستطيعون حماية الخرطوم كعاصمة ناهيك عن السوادان (الفضل).ونستطيع القول أن الأنظمه القمعيه التى مرت لم تكن كلها من ناهبى المال العام ..فعبود وزمرته لم تمتد أيديهم لمال الشعب وإن شابت شائبه بعض رموز نظام مايو فقياسا مع مايدور نظن رجال مايو بمثابة ملائكه مقارنه بما نقرأ ونسمع ونشاهد..إذا كان المقال يراد به توضيح مدى عفة اليد بين الأنظمه فالمعيار بالنظام وإن كان بالممارسه السياسيه فبذات الطريقه أما أن يكون الريف والحضر فتلك فرية..وجرثومه أتت عبر بوابة هذا النظام عندما سمعنا بالحزام الأسود من عراب إنقاذى يتحدث عن البسطاء الذين يسكنون حول العاصمه وجلهم من الجنوب الذى ذهب لحاله ولكن الحزام ظل وسيظل مادامت الرؤى والأفكار تسير على نهج تحكيم أبناء القرى والذوات ولايوجد شخص فى السودان ليس له جذور فى قرية !!ومثل هذا لايعد سودانى وأعتقد حتى غازى صلاح الدين له جذور فى القرى !!وهذا التصنيف غير معمول به عالميا إلا فى هذا البلد المنكوب بمثقفيه أولا وأخيرا…
آسف للتكرار ولكن هنالك معلومه( يجب) أن تصحح من قبل صاحب المقال فهذا المنتدى أو الموقع للتوثيق وتاريخنا ملئ بالمغالطات والتشويه والدسائس ..فعبود لا ولم ولن يكون سببا فى حلايب فى يوم من الأيام.عبود وافق على قيام السد العالى لتخزين المياه لمصر!!! أما حلايب فقد وقف عبد الله خليل بتلك القوه الصغيره البسيطه عده وعتادا فى وجه النظام المصرى ولم يفرط فيها ولكن الذين فرطوا اليوم قد يكون لهم من يدافع عنهم اليوم وغدا ..
عبود لم يبع حلائب بل حلفا ولم يكن بيعا وانما تهجير للسكان بسبب بناء السد العالي وتم تعويضهم بارض واسعة وخصبة ومنازل جاهزة للسكن وما حدث يعتبر نقلة كبيرة وفائدة اقتصادية مضاعفة لسكان حلفا
جهوية جديدة ابناء المدن ضد ابناء الريف. السودان كلو ريف يا عايشين في الوهم.كل واحد يبحث لنفسة عن صفة يتعالي بها علي الاخرين .
عقول بائسة