أخبار السودان

السودان ضياع المالك والمستحق

د. حيدر إبراهيم علي

يستمر الوضع في السودان محيرا وعصيا على الفهم والتحليل، وكأنه بلد خرج من التاريخ. وهل السودان استثناء، أي لا تنطبق عليه قوانين ومنطق الاجتماع والسياسة؟

فالعالم العربي يعيش تحولات جذرية ستطال الجميع، حتى الأكثر أمنا ومن يظن أنه استثناء لغياب أسباب الانتفاضة الشعبية. وتستند هذه الفرضية على حقيقة ناصعة، وهي فقدان هذه الحكومات للشرعية الشعبية والدستورية. فهي مطالبة بعقد اجتماعي جديد مع شعوبها، سواء عن طريق الثورة السلمية أو المسلحة أو الإصلاح التوافقي. وفي كل الأحوال يستحيل استمرار النظام القديم الحاكم، فالتغيير أصبح ضرورة لا تقبل المماطلة والتهرب والمناورة.

وها هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يحاور ويناور منذ شهور، دون أن ينال من عنفوان وإصرار ثورة الشباب. ويبدو في السودان البروز الإعلامي لتيار يميل للحل الإصلاحي التوافقي أو الأجندة الوطنية أو اتفاقية القاهرة، ويقف على قمته الحزبان التقليديان الكبيران: حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي. وقد شهدت الفترة لقاءات مكوكية بين هذه الأحزاب والمؤتمر الوطني الحاكم، وصلت إلى درجة تعطيل إعلان التشكيل الوزاري حتى اليوم.

لفت انتباهي تعليق على البيان الذي أصدره حزبا الأمة القومي والمؤتمر الوطني، لإعلان توقف أو فشل المفاوضات في شأن مشاركة حزب الأمة في الحكومة القادمة. وظل هذا التعليق يتكرر عدة مرات وكأنه مطلب قومي، آخرها حديث صحافي مرموق قبل يومين في قناة الشروق. ويقول التعليق إن السودان في الفترة القادمة في حاجة إلى: حكومة رشيدة ومعارضة مسؤولة! فتساءلت في نفسي: هل كنا طوال هذا الوقت نتخبط بلا حكومة رشيدة ولا معارضة مسؤولة؟ فماذا تبقى لنا للنهوض والخروج من هذا الجب لإنقاذ البلاد؟

بالفعل يعيش السودان فراغا سياسيا مرعبا، وأخطر ما في الأمر عدم التعامل معه بجدية وصدق. ولا أدري كيف ساد هذا الوضع، هل للجهل وعدم إدراك الحقائق؟ أم بسبب سوء التقدير لخطورة الأمور؟ وفي الحالتين لن تكون البلاد في مأمن من الكارثة، ولن تصبح الاستثناء في عواصف المنطقة.

ومع أن مثل هذه الكلام صار بدهيا ومكررا لدرجة الضجر، فإن القوى السياسية السودانية على الضفتين، لا تحرك ساكنا في الاتجاه المطلوب والمنقذ. وقد رأينا كيف انتهى حوار من لا يملك مع من لا يستحق. فالمؤتمر الوطني ما زال صاحب شرعية مجروحة، مع أن المعارضة لم تستثمر هذا الخلل بكفاءة وعقلانية، وتدير معركة صحة وشرعية الانتخابات.

وهذا ما يستند اليه النظام في "الكنكشة" في السلطة، وفي العنجهية والبلطجة ضد المعارضة: "بيننا صندوق الانتخابات" كما يقول علي عبدالله صالح، مع انه يعلم – مثل المؤتمر الوطني – كيف كان صندوق الانتخابات! كما يعرض المؤتمر الوطني المشاركة في دولة فاشلة من ناحية السيادة الوطنية، لأنها لم تتمكن من الحفاظ على كل ترابها الوطني الذي ورثناه منذ الاستقلال، ولا تسيطر على أجزاء كبيرة من أراضيها، إذ تجاذبها قوى محلية مسلحة السيادة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقوى إقليمية (القوات الإثيوبية في منطقة أبيي).

ويوميا تذاع أنباء عن استرداد مدن وقرى في تلك المناطق التي وعدنا النظام قبل شهور بأنه سيسترجعها بعد أيام، وما زالت فيها معارك كر وفر، ولم يتوقف تدفق اللاجئين على الدول المجاورة.

أما الاقتصاد فتكاد المجاعة تحاصر الخرطوم، والنظام ما زال يغالط المنظمات الدولية في شأن خط الفقر، وبالتالي لا نعرف عدد الفقراء في السودان، وهو يمارس نفس هواية التدليس والمغالطات في وصف الأزمة الاقتصادية والمجاعة. والنظام يتلاعب باللغة: الفجوة أو الثغرة الغذائية، أو شح العملات الأجنبية، عوضا عن انعدامها لتغطية بعض الضروريات. ووزير الزراعة عبدالحليم المتعافي يبشرنا بموسم زراعي "أرقط" – حسب لغته – لعدم هطول أمطار.

أما من لا يستحق فهو المعارضة التقليدية، التي يتصدرها – ولا أقول يقودها – الحزبان الكبيران: الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي. وهذه يمكن أن تسمى المعارضة بالمشاركة، مثل تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال 2005 إلى 2011.

فقد تعلم المؤتمر الوطني درس: كيف يشاركك آخرون دون أن يحكموا فعليا؟ أي مشاركة بلا سلطة، أو كما يقول المصريون: لابس مزيكة! دون أن يعزف مع الفرقة! وحتى هذه اللعبة لم يمارسها المؤتمر الوطني مع الحزبين، لأنه أولا لا يحترمهما، وثانيا لأن المشاركة مع الحركة جاءت بعد حروب ضارية، ولم تأت منحة أو هدية عيد ميلاد.

والدليل الناصع على عدم الاحترام، هو أن الحزبين كانا يتفاوضان داخل غرفة مع مصطفى عثمان إسماعيل، وفي الخارج كان نافع علي نافع ومندور المهدي يسبان الأحزاب بأقبح الألفاظ ويستخفان بها.

ظللت أكرر أن السياسة صراع قوى وليست حبا رومانسيا، وفيها تؤخذ الدنيا غلابا. وقد أدرك السيدان هذه الحقيقة، بالذات السيد الميرغني في تعامله مع هذا النظام، حين رفع شعار "سلم تسلم". وعلى ضوئها غنى الفنان سيف الجامعة: سلم مفاتيح البلد. وقد تم شحن الجماهير، خاصة حين ارتفع الحديث عن "الاقتلاع من الجذور". فهل يمكن أن تصدق الجماهير السودانية أن صاحب هذا الشعار وحزبه يفاوضون الآن في شأن عدد المقاعد التي يمكن الحصول عليها من نفس النظام الذي طلب منه تسليم مفاتيح البلد؟ هل سيحترمه هذا النظام ويتعامل معه بجدية أم يعتبر الأمر مجرد هزل وتمضية وقت؟

لا أدري هل ما زال السيد الميرغني رئيس طيب الذكر "التجمع الديمقراطي"؟ فأنا لم أسمع بحله. وفي كل الأحوال، ألا يقتضي الأمر توضيحا ونقدا لهذه الانتقالة والتجربة؟ وإذا قلنا إن النظام لا يحترم شعبه ولا الأحزاب، أليس من باب الاحترام أن يخاطب الميرغني الملايين التي أيدت التجمع، ويخبرها عن ظروف توقف خط النضال المسلح، وأيضا يخبرها ماذا يفعل هذه الأيام بمستقبل الوطن؟

ومن الضفة الأخرى، صدر بيان للأحزاب المعارضة، تظن أنه صدر في يوليو 1989 وليس هذا الأسبوع، يتحدث عن: "نقلة نوعية لاستبدال النظام القائم تشمل المعارضين كافة". وقد كشف البيان عن مقترحات تقدم بها المهدي: "تنادي بضرورة الاتفاق على ميثاق وطني جامع، يتناول الحل الشامل لكافة أزمات السودان".

هل يعني هذا أن المعارضة طوال أكثر من اثنين وعشرين عاما، كانت تعمل بلا ميثاق؟ يبدو ذلك، لأن المهدي يقترح أيضا "إنشاء هيكل جديد لاتحاد القوى السياسية والمدنية"، أيضا لا يوجد هيكل! وقد اشتهر حزب الأمة أثناء وجوده بالقاهرة، بنرفزة التجمع بحديثه عن "الهيكلة"! فهل ظل كل هذا الوقت، وهو لم يهيكل شيئا حتى الآن؟ ويختم المقترحات بضرورة الاتفاق على الوسائل!

حقيقة استبشرت خيرا بأن معارضة النظام قد انطلقت، خاصة أن هذه المقترحات تأتي مباشرة بعد فشل مفاوضات المشاركة. هل يمكن لحزب عاقل أو غير عاقل، أن يشرك معارضة كهذه معه في السلطة؟

[email protected]

تعليق واحد

  1. الأستاذ الدكتور حيدر إن أبلغ عبارة وردت في هذا المقال هي ( ومع أن مثل هذه الكلام صار بدهيا ومكررا لدرجة الضجر ) و هذا لا ينفي أن كل المقال جاء بليغاً و معبراً عن واقع مرير .
    حقيقة إن كل من تصدى لأمر هذا البلد الطيب يستخف بأمره و أمر شعبه و أكبر المستخفين هي هذه الطغمه التي أفلحت في تصوير نفساً منقذاً إلتف حوله جزء من هذا السعب الغريق كما أفلحت في تصوير نفسها بعبعاً و قد نسوا أنهم أول المخدوعين كما نسوا أن عواقب الإنهيار هم أول من ستطالهم أثاره المدمرة و لكن سيظل الأمل ياقياً بوجود امثالك ممن أستطاع الخروج من دائرة السيدين و ثالثهما الذي ظل يتحور كل حين إلى أن تمكن في غفلة هذين السيدين من أن يتربع على ظهر السلطة و أخذ في كيل السياط على ظهر الشعب ، مرة بالقهر و البطش و أخرى بالعزف على وتر الدين الذي هو برئ منهم و هم الأبعد عنه ممارسة .
    سيظل الأمل باقياُ ما وجد مثلك و سيف الدولة حمدنا و الكرسني و الشرفاء أصحاب الضمير الحي ، إن الذين يعتبرون أنفسهم أذكي و أقوى ممن سبقوهم في الطغيان و العنجهية و آخرهم القذافي ، لعمري انهم أغبى من أولئك و ستكون نهايتهم أمر و أبشع ، فلا تضجر دكتور حيدر .

  2. ان الذي حدث في تونس ومصر جعلت الحكومات تحتاط اكثر .. ولكن كذلك يجب الاستفادة من تجارب هذه الثورات وان كانت التجارب لا تستنسخ . من هدايا هذه الثورات
    -1- الفتاوى التي كانت تكبل الرعيه بعدم الخروج على السلطان وان الخروج لا ياتي الا بمفسدة اكبر من التي نحن فيها .. راينا كيف تراجع العلماء وان جاءت مشاركتهم بعد ان تبين لهم زوال هذه الانظمة
    -2- في ندوة باحدى الفضائيات قبل 3 اعوام للاجابه على سؤال هل ننتظر التغيير لياتي من الخارج ( العراق ) ام نخوض التجارب الفاشلة ( حماة 1983 ) وكان نتيجة استفتاء الحضور بعد نقاش مستفيض بان لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وكان رد الربيع لهؤلاء كم من فئة قليلة باسلحتها واموالها غلبت فئة كثيرة بعتادها واستخباراتها وكل ذلك باذن اللة والله مع الصابرين
    -3- فشل البدء بمشاريع النضال المسلح ( التجمع الوطني والقاعدة انموذجا ) ولا بأس ان يأتي لاحقا بعد استكمال التعبئة الجيدة بوسائل اللاعنف وذلك لتقليل الخسائر
    والآن اتضحت الرؤية .. لا حوار مع الحكومة .. التعبئة بوسائل اللاعنف .. عدم الرهان على الخارج ,, عدم الجزع من هول التضحيات فالحرية افضل من الحياة .. لا بديل للنضال والحياة الكريمة افضل من حياة الذل والخنوع والانكسار والهموم لدنيئة
    0912923816

  3. أقررت من حيث لا تدري أن المعارضة حزبين أمة واتحادي !!

    واضح جدا على ماذا انت حانق ولماذا ولكن كان عليك أن تبين لنا ماهية المعارضة الغير تقليدية التي تستحق ؟

    طبيعي يكون هناك فراغا سياسيا ..لا جديد …كيف للعمل السياسي أن يزدهر في هكذا مناخ شمولي !!؟؟ ودونك ما حدث من تخبط في مصر بعد الثورة وما زال يحدث

    ما لا يمكن قبوله هو تجاهلك للتغيير البارز في صف المستحق …الحركات المسلحة المفاوض والممتنع !؟

    وأخيرا من لا يقرأون لأمثالكم ..الشعب الذي لا يملك من أمره شيئا

    هذا هو السودان يا سيد حيدر

  4. مايدفع هذه الطغمة الفاسدة التي فشلت في إدارة البلد للتسك بحكم البلاد هو فقط رغبتهم في الحفاظ على ممتلكاتهم التي نهبوها من العباد والحفاظ على مكتسباتهم المادية فأغلبهم لم يستطع تهريب أمواله للخارج وانما جعلها في شكل ممتلكات عقارية وشراكات وشراكات تحظى بالامتيازات.. قف: هم أكثر من يعلمون فشلهم وقيادتهم للشعب للتفرق على أسس طبقية فمن عندهم المال – بغض النظر عن طريقة الحصول عليه – هم يحظون بالتعليم والصحة وغيرهم ياكل الحصرم.. وبالله عليكم هل للظغمة الفاسدة انجاز غير رفعها يدها كل شئ من تعليم وصحة وخدمات واصلاء الظهور بالجبايات والرسوم .. هذا فضلاً عن تفتيتهم للبلد وزرعهم للنعرات وهم سيكونو أول من سيدفع ثمنها.. والله المستعان وشكراً يادكتور..

  5. دكتور حيدر :من خلال تحليلك إختزلت جل المعارضة فى الحزبين الكبيرين كما تعتقد ..لكن واقع الحال ..قزم ..هذان الحزبان وقد يتجاوزهما التاريخ قريبا..هناك حقيقة هى آن الشباب هم معول التغير ..الساحة السياسية تعج بهذة التنظيمات وهى التى قادت العديد من التظاهرات..هناك حركة قرفنا ..هناك شباب مؤتمر البجا ..كنموذج لحركات خارج مظلة الاسياد….وما تخشاة الانقاذ هى الحركات المسلحة التى ستكون نهايتها على يدها كما تبرهن هزائم جيش ومليشيات الانقاذ ..المؤتمر الواطى.. يعلم تماما أن نهايته أزفت ..لذلك يحاول جرجرة الاسياد..للموت معة.. عملا بمبدأ ( موت الجماعة عرس ).

  6. يقايض الميرغني نضاله الشريف والمشرف وشعاراته الثورية التي كانت من إبداعه وبنات أفكاره ( سلم تسلم والإقتلاع من الجذور ) يقايض كل ذلك ببضع حقائب وزارية لن تكون من بينها حقيبة سيادية واحدة ! ويطالبه الرئيس ان يحاسب الثائر الجسور الأستاذ علي محمود حسنين وصديقنا المناضل التوم هجو قبل أن تتم الصفقة ! يا سبحان الله ! الي متي تظل جماهير هذا الحزب الكبير تساق كما تساق السوائم ! والعالم العربي من حولنا يثور وينتفض من أجل الكرامة والحرية والكبرياء . وجماهير حزبنا ما تزال في بياتها الشتوي علي مدي عقدين ويزيد والسيد نافع يكيل لهم السباب صباحاً ومساءً ! شكرا أيها الكاتب العظيم الصديق حيدر وإن أحسب أنك تحرث في بحر ليس له قاع ولكن ربما يسمعك بعض أهل مالطة إن كان بها مسجد يرفع فيه الآذان !

  7. الأمة والاتحادي ليسا شيئاً واحداً:

    — لا خلاف حول عراقة الحزب الاتحادي ودوره المهم في ماضي وحاضر ومستقبل السودان , لكنه يعاني من ربكة كبيرة وضعف تنظيمي شديد وعدم حيوية ظاهر للعيان !!

    — ففي حين ربط حزب الأأمة المشاركة على أساس حقيبة فكرية-سياسية-عملية أسماها (الأجندة الوطنية) , فانك لا تعرف ماهي الأسس التي يتفاوض الحزب حولها مع النظام , غير مسألة المحاصصة الوزارية وما ان كانت تليق بمكانت الحزب أم لا ؟؟؟

  8. الأمة والاتحادي ليسا شيئاً واحداً:

    — لا خلاف حول عراقة الحزب الاتحادي ودوره المهم في ماضي وحاضر ومستقبل السودان , لكنه يعاني من ربكة كبيرة وضعف تنظيمي شديد وعدم حيوية ظاهر للعيان !!

    — ففي حين ربط حزب الأأمة المشاركة على أساس حقيبة فكرية-سياسية-عملية أسماها (الأجندة الوطنية) , فانك لا تعرف ماهي الأسس التي يتفاوض الحزب حولها مع النظام , غير مسألة المحاصصة الوزارية وما ان كانت تليق بمكانت الحزب أم لا ؟؟؟

    هل هذا كل ماقدرت عليه وقدر فهمك عليه

    فعلآ الاتحادي والامة ليس شي واحد

    لكن كل بلاوي السودان اتت عبر الحزب الاتحادي

    فكل المؤتمرجية القابضين على رقاب السودان هم اتحاديه

    كلهم

    اما حزب الامة الحزب الوحيد الذي لم يشارك هذا النظام

    انسيت ان الميرغني والتجمع الوطني شاركوا في حكومة العفن الوطني

    من الذي يلهث للمال والسلطة غير الميرغني من هو الميرغني

    ضابط مصري محتل كوفئ عندما اخمد ثورة الجهادية السود في كسلا

    لا تزورا التاريخ

    شعار السودان للسودانيين وفكرة استقلال السودان هو من حزب الامة وليس حزب الاتحادي ( الاتحاد والحكم تحت التاج المصري )

    لاتزوا التاريخ اكثر من ذلك

  9. لكل حادث حديث يا دكتور حيدر ولكنى أراك فى هذه الأيام لاهم لك اِلا مهاجمة الأحزاب الرئيسية هل هنالك اِن فى الموضوع ؟

  10. استاذنا الكبير عملاق افريقيا محمد وردي هو من تغنى بسلم مفاتيح البلد وليس سيف

    الجامعة … فقط للتنبيه .

    بدون أخخخخخخخخخخخخخ

  11. هذان الحزبان هم السبب الأول والآخير فى بقاء هذا النظام المتعفن كل هذه السنوات . واجهات لشركات تجارية ليس إلا وسيذهبون مع هؤلاء المجرمين شاركوهم أم لم . دعهم يا دكتور فهى معارضة لن يستفيد منها هذا النظام المجرم بأى شئ ولن ينفعوا أنفسهم فى شئ . القادم لا علاقة له البتة لا بالحكومة ولا المعارضة

  12. الأخ الحبيب حووصة :

    فهمتني غلط وذلك لأن الكلام كان ناقصاً حيث أني قلت أن حزب الأمة يتفاوض على أسس حقيبة غكرية-سياسةأسماها (الأجندة الوطنية) في حين يتفاوض الحزب الاتحادي على المحاصصة الحزب- وكانت كلمة الاتحادي ناقصة. لكن , مفتتح الجملة واضح لو ركزت كويس ..في أنيي كنت منتقداً للاتحادي ورافضاً مساواتهما في قضية التفاوض مع النظام ..

    أنا حبيب مثلك وقد قرأت جميع ما كتب السيد الصادق , منذ كتابه الأول (مسألة حنوب السودان) وحتى آخر كتاب له ,وأرى أنه من النقاط الجوهرية التي يتفوق بها الأمة على الاتحادي هو جانب الفكر – حيث يعاني الاتحادي من ركود فكري مؤسف ولا يوجد فيه أي تجديد على مستوى الفكر فيما يتعلق بمسألة الاسلام والدولة المدنية – الديمقراطية الحديثة( تكيا وحزب النهضة يتبنون الآن اجتهادات السيد الصادق من الستينات) , وهو يكاد يكون الحزب الوحيد الذي لم يعقد مؤتمراً فيما أعلم منذ – 1969 :
    لكن , أختلف معك في مسألة التقليل من الحزب الاتحادي وتاريخه الكبير .. لا نريد اقصاءا لأحد , فالاتحاديون شركاء رئيسون في هذا الوطن .. هل نستطيع أن نمسح السيد علي والأزهري ومبارك زروق من التاريخ مثلاُ … ونقول (توفي اسماعيل الأزهري – مدرس الرياضيات) كما قالت اذاعة نميري في نعيه !! تزوير التاريخ اسلوب الشموليات وليس ديدن الكيانات الكبيرة – مثل حزب الأمة!!

  13. عزيزنا دكتور حيدر المختص فى السياسه قال ان السودان مشكلته عصية على الفهم والتحليل .. نعم .. لان اسوأ الامراض تلك التى لا يتوصل فيها الاطباء للتشخيص السليم … فعلا انا شخصيا كنت ابحث عن هزه الاجابة زمنا طويلا .. واستغرب كيف يستمر السودان كدوله بسياسة رزق اليوم باليوم .. بلا خطه وبلا علم وبلا حكمه .. وبكره يحلها الشربكا .. هل هزه دوله ؟ هل هزه سلطه وحكومه ؟ دولة بلا موارد كيف تقود حربا شامله تسميها مقدسه ضد شعبها فى عدة جبهات فى وقت واحد ؟ فعلا .. قد تكون روايات صيف العبور صحيحه ان الملائكه تقاتل الى جانب امير المؤمنين مع القرود وطير الجنه … اين عقلى ؟

  14. الحزبان الكبيران اذا كانا كبيران فعلا لا قولا مفروض يفهموا حزب المؤتمر الوطنى ان لا اجتماع او مفاوضات او مشاركة ما لم يقبلوا بالحل الوطنى الذى لا يستثنى احد و ان افكار و سياسات الحركة الاسلامية لا تصلح فى بلد كالسودان لان لا تشابه بين هذه الافكار و وضع السودان!! زى الكانك بتزرع شجرة تفاح فى مناخ استوائى يصلح لزراعة الاناناس او الموز!! اى حكم غير الحكم الديمقراطى المدنى و عدم استغلال الدين فى الصراع السياسى لا يصلح لحكم السودان!!! الانقاذ (اسم الدلع للحركة الاسلامية) فشلت فشلا ذريعا فى الحفاظ على وطن الجدود موحدا لا حروب فيه و ينعم بالسلام و غير ناقص الاراضى و مزدهر اقتصاديا و اهله ينعمون بالصحة و العافية و التعليم الجيد كما و نوعا!! ادارة البلاد لو كانت بطريقة صحيحة و انقاذ فعلا افتكر 23 سنة اكثر من كافية لتحقيق التقدم و الوحدة و الازدهار و ليس تدهور حالة البلد الى هذه الحالة من التمزق و الحروب و الخراب الاقتصادى خاصة فى مجالى الزراعة و الثروة الحيوانية اللذان هما عماد الاقتصاد و مصدر الرزق لمعظم اهل السودان!!!

  15. السيد ..د.حيدر….هل تعتقد ان اتفاق اومشاركة الامة والاتحادى فى السلطة مؤثر..اتظن ..ان احزاب السودان القديم…سودان ما قبل الانفصال..تمثل صوت الشعب …..هل نسيت حديث الثورة الفرنسية…وكيف ان 3000 مقاتل غيروا مجرى التاريخ …..فليشارك من يشارك……وليعلم ..انما يشارك لنفسه..وزيرا كان اوسفيرا…لان الشعوب السودانية تقاتل لانتزاع حقوقها المشروعة..ولا تقاتل بالانابة..وستحصد ثمار نضالها ..كل حسب تضحياته…وليعارض من شاء ..باى طريقة شاء..غير انى اظن ….ان الاحزاب هى ضمان استقرار العاصمة ..والمدن الكبيرة..اذا حدث التغيير بغتة..صباح اومساء او فى منتصف الظهيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..