فائض زكاة..!

ورد في الأخبار أن البرلمان اعترض على مساهمة ديوان الزكاة في صندوق للتمويل الأصغر بمبلغ 50 مليون جنيه، (بالجديد) بمعنى أن المبلغ يساوي خمسين مليار بالحسبة القديمة التي لا يزال البعض يتمسك بها، ولا يفهم الحقائق الاقتصادية إلا بها.
حجة نواب البرلمان في إبطال مساهمة الديوان بأموال الزكاة في هذه الصفقة أن بها شبهات، وقد عز على النواب أن تقترن أموال الزكاة بالشبهات، وفي نفس الوقت أجاز البرلمان أن يدخل الديوان بأموال الزكاة في مضاربات سوق الأوراق المالية، وأنعم بهم من نواب.
توقف النواب، الحريصون على البعد عن الشبهات، عن مدى مشروعية مساهمة ديوان الزكاة، من فائض اموال الزكاة، في بعض المشاريع التي قد يرون بها شبهات شرعية، ولم يتوقف أحد ليندهش ويسأل: وهل توفر للديوان فائض من أموال الزكاة؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فلم لا تقام الاحتفالات وتنصب السرادق وبتم دعوة الدول الكبرى وصناديق التمويل الدولية من لدن البنك الدولي وصندوق النقد وغيرها، ليشهدوا على المعجزة التي تحققت ببلادنا. كيف لا نفرح ونحن نعيد عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز.
يفهم من سياق الخبر أن للديوان فائض من أموال الزكاة، بعد أن أنفق على مصارفها كلها، وأوفى لكل فقير ومحتاج وابن سبيل ويتيم ، واعتنى عناية خاصة بـ”القائمين عليها”، ثم تلفت حوله ولم يعرف أين يذهب ببقية الأموال، فدخل بها، بعون الله، في المضاربات والمساهمات التمويلية.
تعهد الدول الكبرى للخبراء والمختصين بوضع سياسات محاربة الفقر وتوفير الدعم الاجتماعي للفقراء والمحتاجين والعاطلين على العمل والمشردين، وتتنوع سياسات ومظاهر دولة الرفاهية، وتاخذ من خبرات بعضها البعض، فلماذا نضن عليها بخبرتنا وتجربتنا ، وقد قام الديوان بواجبه تماما، حتى توفر له فائض، و هو بالتاكيد أكبر من المبلغ الذي يساهم ويضارب به.
مظاهر الفقر والمسغبة في بلادنا لا تخفى على أحد، ولم تعد تحتاج لتذهب إلى أماكن معينة لتبحث عنها، هي تلاقيك في أي ركن وزاوية من بلادنا، وفي كل الأحياء والقرى والدساكر. أعداد وأنواع المتسولين من كل الملل والنحل والأنواع والأعمار تسد عين الشمس، يطلبون أي شئ وكل شئ. أعمام وخالات في سن يجب أن يركنوا فيها للراحة والدعة في منازلهم يجوبون الشوارع يسألون عن تكملة ميزانية روشتة، أو ثمن بخاخ الأزمة.
شارع المستشفى يحمل في كل ركن وزاوية حكايات “تقطع القلب” عن المرضى المحتاجين الذي لفظتهم السياسات الصحية للدولة وألقت بهم في الشارع يواجهون سياسة جديدة “العلاج مقابل الفلوس”، وإن لم تكن لك قدرة تذهب بالروشتة لديوان الزكاة، وتجد نفسك أمام مطاولات وعمليات إذلال قد تنتهي بدفع ما قيمته عشرة بالمائة من الروشتة.
المشردون في الشوارع بلا عدد، النازحون واللاجئون تمتلئ بهم المعسكرات داخل وخارج البلاد، الطلاب والطالبات الذين يعجزون عن دفع رسوم الدراسة تلقي بهم المدارس والجامعات للشارع المجهول بكل ما يحمله من مخاطر و(مخاطر). طلاب مدارس الأساس يقضون سحابة يومهم بلا إفطار حتى يهب المحسنون والمبادرون من الشباب لسد حاجتهم. وبعد كل هذا يملك ديوان الزكاة فائضا من الأموال يضارب بها في سوق الله واكبر، وهي في النهاية أموال عامة دفعها الأفراد من الشعب السوداني ولم تدفعها الحكومة ولا ولاة الأمر في بلادنا.
هل من معنى للفضيحة والمصيبة والكارثة وعدم المعقولية أكثر من هذا؟.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شئ عجييييييييييييييب وكيف يكون هنالك فائضا للزكاة واغلبية الشعب السودانى فقير . هنالك مطاعم تبيع الكرتة للشعب وهنالك من ياكل وجبة فى اليوم وكم وكم من لا يجد ثمن الدواء وكم عاجز عن دفع رسوم دراسته وكم وكم تلميذا لا يتناولون وجبة الافطار . وبعد هذا كله يقولون هنالك فائض للزكاة ويريدون استثماره. اين نحن من الاسلام وتعاليمه وقد حدد الاسلام بنود صرف الزكاة فى القرآن الكريم .كان الاجدر بالنواب المطالبة باقالة مدير الزكاة ومحاكمته فورا ولكن للاسف لم يحدث هذا .ختاما الموضوع عااااااااادى ما دام هنالك فساد فى الحج والعمرة .

  2. اخي الاستاذ المحترم فيصل محمد صالح نزيد علما علي علم بان ديوان زكاة المؤتمر الوطني عندما يتحدث عن فائض في الزكاة فانه يعني بذلك ان الامين العام للديوان المركز والامناء في الولايات شبعوا من سرقة اموال المسلمين وكذلك جعلوا من العاملين اثرياء صغار أو اشباه اثرياء.. كما ان الفائض يمكن ان يكون تحقق عقب تسخير اموال الزكاة في توزيع الرشي السياسية علي الادارات الاهلية والمؤلفة قلوبهم.. ومن هنا نهديك والقراء اغنية عقد الجلاد:
    لاتحلموا بعالم سعيد
    فخلف كل قيصر يفوت
    قيصر جديد
    وبعد كل ثائر يموت
    احزان بلا جدوي
    ودمعة سدي

  3. الله سبحان وتغالى حدد مصارف الزكاة ولا حاجة لنا بإجتهادات مع وجود النصوص يا علماء هذا الزمان الذين يفتون كما يريد الديوان لا كما امر الله

  4. برلمان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! كل واحد منهم يهنق في إتجاه ولا يجمعهم تحقيق الأهداف التي من أجلها جيئ بهم (مطالب وحفظ حقوق الشعب).

  5. لأن هذه الحكومة رسالية وذات مشروع حضارى
    فأن كل عملها صواب ولا يأتيه الباطل من أى ناحية ( هسع من القال هو الباطل نفسه ؟! )
    لذلك على الاخوة المعلقين أن لا يحرقوا جزهم ساكت
    ديل بدريين ورساليين وعارفين كل شى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..