لماذا تعاني الساحة الغنائية؟

*رامي محكر:
**لماذا نطالب بفن معافى من الشوائب..؟ لماذا نطالب الشباب أن يقدموا أعمالاً فنية لا تقل عما قدمه الكبار أو حتى تكون في مستوى ما قدموه..؟ لماذا اختار الفنانون الشباب أن يسلكوا هذا النوع الرخيص من الغناء ألا يحلمون بتقديم أعمال تخلد أسماءهم في عالم الغناء مثلما خلدت أعمال المطربين الكبار أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الغناء السوداني..؟ ما الذي تغير حتى نسمع ما نسمعه الآن من أعمال لا ترتقي إلى أغنيات عاشت لأعوام لم تهتز ولم تغير حلاوتها تطاول السنين.
**أسئلة عديدة تخطر بالبال عند متابعة حال الساحة الفنية وما تعانيه من اهتزاز في مستوى الأعمال الجديدة وكذا مظهر وسلوك مجموعة من الفنانين الشباب.. حاول العديد من أهل الوسط الفني والنقاد مناقشة وتشخيص لتوقف قطار الأغنية السودانية عند محطة أغنيات الحقيبة وأغاني الفنانين الذين جاءوا بعد الحقيبة.. عندما أطلت الألفية الثالثة توقف القطار محافظاً على الإرث القديم رافضاً السير في إضافة جديد لا يدوم.
**هنالك شيء ما مفقود أدى إلى تدهور غريب يفسره البعض بتأثير التكنولوجيا الحديثة والانفتاح على العالم في ثقافة الشباب وآخرون يفسرون ما يحدث بالأحوال الاقتصادية للبلاد في حين أن حالة الفنان المادية خاصة الفنانين الشباب لم يحظَ بها الذين سبقوهم وهنالك تفسير بأن هنالك عدم تواصل بين الأجيال من حيث النصح والإرشاد.. آراء وتفسيرات كثيرة تم تداولها ولكن في نهاية الأمر ما زال الحال هو الحال لم يتغير شيء.
**في كل فترة تظهر في السطح أغنيات جديدة لا مضمون و لا شكل مميز بها ولايزال الناس يتحدثون ويحاولون.. وليت تلك المحاولات تأتي بفائدة فهي غالبا ما تؤدي إلى خلافات وتصريحات في الصحف لا تضيف شيئاً سوى مزيد من السوء..
**إذا أردنا إعادة الماضي هو قد ولى وهذه معلومة ليست بالجديدة ولكنها للتذكير وإذا أردنا تصحيح مسار الحاضر يجب أن إيجاد طرق لتواصل الأجيال بعيداً عن أجواء الصراع ومحاولة ضبط الساحة الغنائية من خلال تفعيل القوانين وقبل كل ذلك يجب العودة إلى الثقافة السودانية من خلال التعليم وعلى أجهزة الإعلام أن تسعى لتقديم رسالة هادفة وغيرها من الوسائل الأخرى.. فالحالة الفنية تحتاج إلى وقفة ودراسة علمية لماذا تعاني الساحة الغنائية..؟
الاحداث