ماذا قبضت حكومة الخرطوم مقابل شمال كردفان

لا اعتقد البته ان الحكومة تجهل نتائج تصرفاتها بل هي تخطط وفق رؤي مسبقه وتنفذ بدقه ,هكذا هي طبيعة العمل الجماعي وسط الجماعات العقدية الذي تستقل فيه طبائع الافراد , حيث يعد من هم يجيدون التخطيط ومن هم يجيدون التنفيذ وفي هذه المجالات قدراتهم نوعيه ومتطوره يدعمها التدريب والممارسة التي تهيأت لهم علي مدي عشرين عام . اماوقد تعددت جبهات قتالهم والاعتراض عليهم , وكل هذه الواجهات ليس لها اهداف وطنيه يمكن ان توحدها بل المطلب الاساسي هو السلطة المطلقة او الارضاء بجزء منها وهو نوع من بلايا الفهم العام في السودان بإمتهان السلطة لاجل المكاسب للفرد والقبيلة والجهه, ولانعدام الوازع الديني والوطني , يسهل الارتهان للاجنبي صاحب الاجنده الصارمة والتي لا تعرف انصاف الحلول. وللملاحاة الحادة التي اعقبت انفصال الجنوب والتي انفجر عندها غبن الحرب المتطاولة منذ الاستقلال بين الشمال والجنوب ,ادت هذه الملاحاة بين الطرفين الي تصرفات غير عقلانيه وغير منطقيه بل انفعاليه في حق الدولتين , وكانت النتائج اضافة اخري لمعضلات الوضع بالنسبة للحكومة. ثم تحرك الوضع الداخلي ووصل التحرك الي داخل الاطار واضيأت كثير من جوانب الممارسات السالبة كالفساد, التي يقوم بها بعض افراد النظام وهي الاكثر ايلاما ووخزا لنفس نظام جاء تحت شعار ديني ومن اجل منظومة اخلاقيه بالضروره–لم تكن دفوعات النظام لدرأ عملية الافساد مقنعه ووضح جليا ان اللوبي الذي يدعمة من القوة بمكان في السلطة . ثم كانت الممارسات الاخلاقية الصرفة ل, لشباب تدنت بشكل مريع حيث بسطت سياسات بنك السودان الاقراض للاستثمار العقاري فتطاولت الابراج والعمارات وفرشت الشقق مع وفرة من المال لدي قطاع غير قليل من الشباب المستهلك الطابع مزاجي الهوا ونجحت الدولة في تحقيق اهدافها وسط هذه الشريحة وقد ذكرنا مسبقا ان لا شي عشوائيا البته لكن ارادة الله التي لا تدعم الباطل ولن تنصر الظالم اظهرت بعض الظواهر السلبية لهذا التوجه وهو في الاصل لا يحتاج الي اظهار بنات واولاد في الشوارع والساحات التي اعدت باتقان من اجلهم , تدني مريع في مستويات التحصيل لتعليم ذو طابع شكلي وهنا كما قال الاعرابي تكالبت الظباء علي خراش —– وما يدري خراش ما يصيد—-الممارسة السياسية الصرفة اورثت الحكومة قدرا من المكر والدهاء والاستعداد لاي عمل غير مبرر اخلاقيا —اشياء كثيره ولكن يهمنا الان المباشر الذي نتج عنه بيع شمال كردفان بثمن بخس , ليس لي ادله ولكن هي عملية قراءة _( زوم باك) كان لا بد ان يجري بترول الجنوب والذي كان يصر الجنوبيون في المطاولة بايقافه بقية ان ينهار الوضع الاقتصادي للحكومة ويسبب ذلك سقوطها والحكومة كانت تري من جانبها الاشتراطات الامنية والتي جمعت حولها حكومة الجنوب كل الحركات المتمردة وسعت ان توحدها مع المعترضين التعبانين في الداخل في جبهة واحده. لظروف حكومة الجنوب والوضع الانساني للناس هناك ولحسابات خارجيه من الجهات التي كانت تدعم في اتجاه فصل الجنوب لخمسين سنه مضت ,ضغط علي الجنوب ان يتخلي عن دعم الحركات المسلحة ومن اجل ذلك كان لا بد لحكومة السودان ان ترخي الرسن وتجلس معهم لمصفوفة من التنازلات السياسية واللوجستيه (جاهزه) , ولا اعتقد ان امن السودان هو شان عسكري اكثر منه سياسي وان وزير الدفاع هو وزير سياسي اكثر منه عسكري ولذلك من السهل تجاوزه , هذا اذا لم يكن هو نفسه جزء من واضعي سياسة تجاوز الجيش وقبول المصفوفة الجديدةوعل هذا الاساس كان لا بد من وجود اطار مكاني تتحرك فيه هذه القوات المنسحبة من الجنوب وفي عمق السودان , اماكن يمكن ان تستطيع ان تمارس فيهاسياسة السلب والنهب لتمويل نفسها وعلي الحكومة ان تقض الطرف , وفي جانب المناورات السياسية احسب ان المصفوفة جاهزة وما علي الوفد الا ان يناور من اجل المطاولة لتبييض الوجه لا ادري معطيات تلك المصفوفة الثابتة قد تكون جبال النوبة والنيل الازرق واكتفت الحكومة بشريحة بسيطه هي ولاية غرب كردفان والتي ستصبح جزء من السودان الشمالي علي الاقل في اختيار واليها والتصرف في مداخيلها وانتاجها وربما اصبحت مخرج لعاريب تلك المناطق في المستقبل,وفي هذا السياق لا يستبعد ان يكون للمتمردين اذنا بدخول الابيض اذا لم توفي ام روابة والرهد حاجتهم من الوقود والمؤن ويمكن تفسير كلام الوالي انهم ومنذ خمسة ايام يعلمون والمركز يعلم بان المتمردين سيدخلون ام روابة , والناس ديل كما اقرينا مسبقا لا يتحركون بصورة عشوائية اما بعض الصيحات التي خرجت هنا وهناك وحرق دار المؤتمر الوطني او المناداة بذهاب الاخ الوالي خالي الصلاحيات او استلام نائبه الجنرال محمد بشير الذي حينما سئل قبل ايامعن مسببات عدم انشاء طريق ام درمان جبرا بارا ذكر انه لاسباب امنيه , مما يوحي ان الرجل مسطح وان خارطة المهددات الامنية لولايته لا يدريها , عموما كل هذه الاشياء التي ذكرة ليست من معطيات السلطة في كردفان وكردفان امرها في الاساس يتجاوز حكامها ومجالسها من الاشباح والامور في هذه المواقع تحتاج كسر عضم لا يستطيعه الا قليل من الولاه ولذلك كل شي اصبح واردا في كردفان كان يجتاح المتمردون الابيض او يقطعون طريق الامداد الاوحد من الخرطوم وذلك فالاهم الان هو الاحتفال بدخول بترول الجنوب حدود الشمال وحل الضائقة المالية لانسان الخرطوم المترف واستيراد متطلبات مشاريع التنمية في مواقع الحظوة من السودان والغرب مطلقا عرضه للمساومه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام صاح … وازيدك من الشعر بيتا: الخرطوم كانت تعلم ولكن ارادت ان تكسب بدماء اهل ام روابه تعاطف المجتمع الدولي وما مهم يموت انسان كردفان المغلوب علي أمره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..