ولكن هذه أكبر من الجزرة الأمريكية !ا

تراســـيم..
ولكن هذه أكبر من الجزرة الأمريكية !!
عبد الباقي الظافر
وكيل ثالث الوزارة وفي رواية أكثر دقة مساعد ثاني الوكيل.. كان غارقاً في ملفات وزارته الملتهبة.. لم يهتم للهاتف الداخلي الذي أكثر من الرنين.. تغيّرت معالم وجهه، والمتصل يتحوّل إلى الهاتف الجوال.. سكرتيرة الوكيل تبلغه بمهمة طارئة.. على الرجل أن ينوب عن رئيسه في اجتماع لفض العطاءات في مؤسسة ذات صلة.. الرجل وضع سماعة الهاتف ببعض الضجر.. كأنّه يحتج على سوء التوقيت، ولكن مساعد الوكيل مجبور على الاجتماع. الاجتماع يا سادة له طقوس.. هنا كل شيء على حساب المهرجان.. المياه الغازية أنواع وأشكال.. الشاي يعقب القهوة وقد يسبقها.. قائمة الطعام تحوي ما تشتهي الأنفس.. انتهت المهمة الطارئة في نحو ساعتين.. رئيس الاجتماع رمق أحدهم بنظرة تحمل معاني السؤال عن الغنيمة.. ورجل من أقصى القاعة جاء يسعى.. مُهمّته توزيع مظاريف الاجتماع. الوكيل الغلبان استغرب من ثقل الظرف المحمول.. خشي من نظرات زملائه التي قد تتهمه بالشفقة.. ولكن من داخل جيب بدلته (السفاري) حاول أن يتحسس حجم الأوراق المالية.. نفسه الأمّارة بسوء الظن اتهمت المحاسبين بأنّهم ربما دسوا له أوراقاً من الجنيهات عديمة القيمة.. ما أن ولج الرجل إلى جوف دابته الرطب حتى مزّق الظرف شر ممزق.. السائق كان يسأل المسئول عن وجهته .. والمسئول في عدّه مشغول . حفاظاً على انتظام دقات قلبكم لن أخبركم عن المبلغ المقبوض.. وكذلك هنالك سبب آخر.. أخشى أن تسيء الحكومة بي الظن وتتهمني بنشر أسرار عسكرية.. أو يرميني القراء بالمبالغة.. ما قبضه الأفندي المحظوظ في ساعتين يساوي راتب أفندي آخر أقل حظاً وحظوة في عام كامل. صديقنا الأستاذ الجامعي والمتخصص في الاقتصاد دعته وزارة اقتصادية للمشاركة في اعمال لجنة ما.. الرجل لم يكن منتظماً في الاجتماعات.. هاتفته إحدى حسان الوزارة للحضور لاستلام حافزه.. استثقل الرجل المشوار.. ولمّا خفّ جيبه راجع الدفاتر القديمة.. كاد أن يغمى على الأستاذ وهو يقبض بين يديه (حتة واحدة) أربعة ملايين جنيه سوداني . حسناً.. رُبما لم تسمعوا بمجالس الإدارات.. الحكومة عندما يثبت لها فشل وزير في أداء مهامه.. لا ترميه في الشارع.. تبحث له بقلبها الحنون عن خانة أقرب .. مكان مناسب يغطي نفقات حامل اللقب السامي.. بعد طول بحث وتنقيب وجدت الحكومة ضالتها في منصب رئيس مجلس إدارة.. هل تجدوني في حاجة لذكر الوزراء الذين أصبحوا رؤساء في بلدي الحبيب. السيّد رئيس الجمهورية أصدر مرسوماً سامياً منع الجمع بين الوزارة ورئاسة مجلس الإدارة.. القرار الكريم عالج نصف المشكلة.. أعضاء مجلس الإدارة لهم مخصصات محترمة.. مخصصات تجبر بعض شاغلي المناصب الكبيرة على ألا يغادروا العاصمة في اليوم المضروب لمثل هذه الاجتماعات. لائحة قديمة تمنع رجل الدولة من شغل وظيفتين في الحكومة.. اللائحة هذه مطبقة على الصغار ذوي الدخل المحدود.. في يوم الناس هذا تجد الرجل منّا وزيراً في مجلس الوزراء.. نائباً في البرلمان.. عضواً في مجلس إدارة مميز.. وأشياء أخرى.. من كل مؤسسة يقبض راتباً محترماً يجعله يتطاول في البنيان. الآن أدركت لماذا لا تهتم حكومتنا بالحوافز الأمريكية.
التيار
لماذا الحقد و الحسد. هذا رزق ساقته دولة الايمان و الاسلام لموظفيها الزاهدين. الم تسمع اناشيد التقاة الحفاة حفظة القرآن يرددون ( ما لدنيا قد عملنا), الدنيا جاءت اليهم مرغمة و هم يانفون ان ينالوها فلولا الخوف من مخالفة امير المؤمنين عمر احمد البشير لرفض الزهاد هذه الاموال التي تجري بين أيديهم غدفا, الم تسمع حكمة رجال الانقاذ الاتقياء بان ( الحلال ما حل بيدك و الحرام ما حرمت منه).
نعم نعم يا أخ الاسلام هؤلاء الاتقياء الانقياء الاخفياء الذين ياخذون اقل مما يستحقون هؤلاء الصحابة الذين جاءوا خطأً في زماننا هذا يصومون النهار ويقومون الليل… تقبل الله منهم