لماذا أرسل نميري قواته إلى العراق ولماذا سحبها لاحقا ؟؟

يطرح هذا المقال تساؤلا عن حدث هام وقع في فترة حكم جعفر نميري ألا وهو إرسال قوات سودانية إلى العراق للمشاركة في القتال ضد إيران في حقبة الثمانينات ، حدث ربما لم يسلط عليه الضوء بما يكفي وبما يمكّن الناس من معرفة الحقيقة المجردة وأسباب ذلك . سأتوقف هنا لتسليط الضوء على بعض المحطات القصيرة في العلاقة بين السودان والعراق منذ الاستقلال وحتى تاريخ الحدث موضع التساؤل كمقدمة ضرورية لهذا المقال.

تراوحت العلاقة بين السودان والعراق منذ الاستقلال بين الطبيعية ، شبه الطبيعية أحيانا والمتوترة أحيانا أخرى .
محطة أولى : في عام 1957 زار عبد الله خليل العراق في زيارة رسمية وقابل نوري السعيد الذي كان يومها رئيس الوزراء وتناولا العلاقات بين البلدبن . أعجب نوري السعيد بشخصية عبد الله خليل كسياسي لها مباديء ومواقف حازمة وتعاهدا على تطوير العلاقات بين البلدين .

محطة ثانية : في عهد الفريق ابراهيم عبود وبالتحديد في عام 1961 طالب العراق بضم الكويت اليه بعد إستقلالها في 19 يونيو 1961 ،وهو الأمر الذي حدا بالجامعة العربية لأن ترسل قوات عربية لمواجهة أي طاريء ، يومها إنحاز السودان إلى جانب الكويت فكانت القوات السودانية في طليعة تلك القوات . أجبرالكريم قاسم تحت الضغط الدولي والعربي على صرف النظر عن مسألة ضم الكويت خاصة بعد تدخل بريطانيا وإرسالها قوات إلى هناك .

محطة ثالثة : إستمرت العلاقات طبيعية بين البلدين في فترة الديمقراطية الثانية إلى أن جاء إنقلاب هاشم العطا عام 1971 وكان الشيوعيون يومها متحالفون مع البعثيين في الحكم بالعراق فأرسل العراقيون طائرة فيها رفاق من الحزب لدعم انقلاب هاشم العطا ، غير أن الطائرة التي تضم ايضا بعض السودانيين من بينهم حفيد الخليفة علد الله التعايشي سقطت بعد وقت قصير من اقلاعها من مطار جده حيث هبطت للتزود بالوقود ولا يعرف حتى اليوم إن كان الحادث قضاء وقدر أم تصفية حسابات ؟

محطة رابعة : بالطبع ساءت العلاقة بعد ذلك لكنها أخذت في التحسن قليلا قليلا ، لكن في مطلع عام 1980 حصلت حادثة أثّرت كثيرا على العلاقات حينما كانت هناك ناقلة محمّلة بالنفط العراقي مدفوعة الثمن متجهه إلى ميناء بورتسودان ، حينما أمر صدام بتحويل وجهة الناقلة وهي في عرض البحر من الســودان ، فيما يبدو أنه عقاب للسودان على إنحياز نميري إلى جانب السادات بعد زيارته الشهيرة إلى القدس عام 1977 ، أمر أحدث أحتجاجات واسعة النطاق في البلاد استمرت لمدة ثلاثة ايام اشتبك فيها المتظاهرون مع رجال الأمن وأظهروا سخطهم على النظام . غضب نميري غضبا شديدا واعتبرها خطوة عدائية من صدام ، غير أنه كظم غيظه .

محطة خامسة : بعد عدة أشهر بعث صدام حسين رئيس وزرائه ووزير خارجيته سعدون حمادي برسالة إلى نميري في محاولة يبدو إنها لاصلاح ذات البين . كان نميري لا يزال غاضبا فأبى أن يقابل حمادي وأوكل الأمر إلى الرشيد الطاهر بكر الذي إستلم الرسالة ويبدو أن الأمور قد جرى تداركها بعد ذلك .
نحطة سادسة : بعدها بعامين أرسل نميري نائبه عمر الطيب إلى العراق في زيارة مفاجئة قابل فيها الرئيس صدام ويبدو أنه نقل إليه رسالة شفهية من نميري . يومها سمّت (الشرق الاوسط) الزيارة بهجمة الحب بإعتبار أن العلاقة بين البلدين لم تكن قد وصلت إلى درجة الحميمية.

محطة سابعة : والحرب العراقية ألإيرانية في أتونها أرسل نميري قوات سودانية إلى العراق للمشاركة في القتال ضد إيران ولم تعرف يومها الدوافع التي جعلت نميري يتخذ مثل هذه الخطوة .كان السودان هو الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت (جهـــرا) قتالها مع العراق ، بينما كانت هناك دولتان عربيتان تقاتلان (ســـرا) وهما الأردن واليمن . المهم شاركت القوات السودانية في القتال ضد إيران في القطاعات التي حددت لها العراقيون وصدر بيان يومها من القيادة العراقية على لسان عدنان خير الله من أن القوات السودانية شاركت في القتال وأبلت بلاء حســنا ، غير أنه وبعد وقت قصير سحبت القوات السودانية من العراق ولم تكن هناك اسباب واضحة لذلك الإجراء.

محطة سابعة : بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية كرّمت القيادة العراقية القوات الأردنية واليمنية اللتين قاتلتا في القاطع الأوسط والشمالي ومنحتهما الأنواط والأوسمة وبالطبع لم يشر من قريب أو بعيد إلى القوات السودانية ويبدو أن الخلاف الذي بينهما كان عميقا .

هذه هي بعض المحطات التي أوردتها بقصد تسليط الضوء على خلفية العلاقات بين البلدين كضرورة لكي أصل إلى لب الموضوع وهو لماذا سحب السودان قواته من العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية وما هي الأسباب ؟؟وماهي الداوفع التي جعلت نميري يفعل ذلك أصـــلا ؟؟ . أتمنى أن أجد الإجابة عند من يعلمون.

محمــد الســـيد علي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التهديد الايرانى للرئيس جعفر نميرى . ولم تنسى ايران مساعدة الجيش السودانى للعراق
    حتى كتابة هذه الاسطر . وماالبوارج والسفن والحسينيات والتشيع الحاصل ودخول ايرانى وخروج
    ايرانى ومصنع اليرموك المدمر اسرائيليا . وستظل ايران تفعل الافاعيل انتقاما وتصفية
    حساب لمشاركة السودان فى حربها العراقيه .. والله اعلم

  2. ربما أشار حسن الترابي ( مستشار النميري في ذلك الوقت ) والذي كان معجبا بالخميني
    وثورته المزعومة والمسماة الثورة الاسلامية .. ربما اشار هذا الترابي للنميري بسحب
    القوات السودانية من العراق وبالطبع لا يخفى على الجميع كيف يتلاعب الترابي بالعبارات
    ويذوق الألفاظ فاقتنع النميري بمشورة الداهية وسحب القوات السودانية من العراق ..
    كما أقنع هذا الترابي بعد ذلك النميري بتطبيق الحدود على الشعب السوداني وزين له
    بأنه امام المسلمين …..

  3. دي دايره ليها سوال ………….
    الجيش السوداني كان في الخطوط الاماميه قدام العراقين
    يعني الحرب كانت بتاعت الجيش السوداني ما الجيش العراقي
    ولانو نميري كان راجل اصلي ما رضا العسكري السوداني يخش في دواس ما حقو
    لا بالجد اسال اي عسكري شارك في الحرب دي ح يقول ليك
    كانو سريع جدا يتم ارسالهم الي الخطوط الاماميه
    بعدين لو كان شغلته مخك ده شوية كان عرفت السبب و ما كان تتعبني معاك .
    اسي انا مكلف نفسي كمبوتر و نت و ,,,,, عشان مقالك الناقص ده
    ياخي خليني انا ناس الركوبه ديل مكلفين نفسهم شي و شويات .
    ياخي خلي ناس الركوبة ناس قوقل ديل مكلفين نفسهم معاهد ابحاث و دنيا و عالمين
    عشان تنزل ليك داتا(data ) ناقصه بالطريقه دي . عيب عيببببببب
    عاين لنفسك من جوه من بطنك و معدتك
    خليك انسان عميق

  4. كنت اتمنى لو انك قد اجريت مقابلة صحفية مع الرجل العملاق – المحترم عبد الماجد حامد خليل فهو ادرى بمثل هذة الامور –ت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..