أسمح لي أشوفك يا أجمل حلم

إن شئت أخذ الجانب الإيجابي للمسألة، فيمكنك القول إن من أقوى مظاهر التعاضد والترابط الاجتماعي في القرية، هو سرعة الاستجابة لطارئ الخير أو الشر، الذي يخرج باحد أفراد القرية من حضنها .. ولادة متعثرة استدعت حمل الحامل لأقرب مستشفى يصلح لاستقبال مواليد البني آدميين، حالة صحية متدهورة استدعت مباشرتها في مستشفيات البنادر، خبر بكا، سيرة عرس، ومناسبات زواج الاقربين الذين يقيمون خارج نطاق القرية .. كل تلك المناسبات الاجتماعية خيرها وشرها تستوجب سرعة (اللحاق) بصاحبها للمساندة والمؤازرة أو للمؤآجرة .. فـ (لحقوني) و(لحقناهم) و( ما لحقتني ما بلحقا) أفعال مجاملة قروية كاملة الدسم.
أما من ينظر لتلك المجاملات بغير عين الرضا، فلا يرى فيها سوى (محقة) و(فراغ نسوان) و(قلة شغلة) وذلك لأن النساء هن أكثر من يهم ويهتم بتوخي الحرص والالتزام بمنهج (اللحوق) في فقة معاملاتهن .. وبعيدا عن نظرة التحيز ضد حركات النسوان، فان أوقات الفراغ العريض وعدم الموضوع الذي يجثم على صدر الحراك الاجتماعي في القرية، يترك الجميع .. رجال ونساء في حالة من التوق لحركة تغير ومناسبة تنعش الجو و(يتعمل بيها موضوع) ..
– كان (ابراهيم) من أكثر الحاملين لتلك النظرة السالبة ضد مجاملات (اللحوق)، وأشد الرافضين لـ (مقيل) النساوين تحت ظلال النيم، وجلسات الشاي والجبنة وعواميد الأكل الدائرة تحت ظلال الزيزفون، كلما (رقد) لناس الحلة (عيان) في مستشفى المنطقة الاقليمي، لذلك أصدر فرمانا صارما يقضي بمنع نساء أسرته الصغيرة والممتدة من محاولة اللحاق بـ أي مريض يغادر القرية مستشفيا في مستشفى المنطقة أو مستشفيات البنادر، حتى يعود بالسلامة أو يعود جثمانه محمولا على الأعناق ..
تقابل نساء أسرة (ابراهيم) ذلك الفرمان بالسخط في الظاهر لمنعهن من مجاملة الناس أسوة ببقية الحريم، ولكن (تحت تحت) فقد ارتاحن من تعب الجري وشلهتة عواميد المستشفيات بعد أن شال (ابراهيم) عنهن وش القباحة فصار عذرهن الجاهز عند كل تقصير:
والله ابراهيم حالف علينا من زيارة الاسبتالية .. جايب لينا اللوم ومخلي وشنا قدر السمسمة مع الناس .. لكن نسوي شنو عاد ؟ ان نضمنا اتقلمنا وان سكتنا السكات غلب علينا !!
إلى أن (دخل الكلام الحوش) وسقط الرجل مريضا بعلة في القلب مما استدعى حجزه بـ قسم العناية المكثفة في مستشفى المدينة .. لم تجرؤ واحدة من حريم الحلة ناهيك عن نساء أسرته، على كسر الحظر والذهاب للمستشفى لمعاودة (ابراهيم) رغم خطورة حالته، بينما جلست زوجته (المسكينة) وقد أثقل قلبها القلق عليه تبكي وتوصف لرفيقاتها:
يا أخواتي الكلام ده ما أعوج .. يعني الراجل يموت بلا ما ألاقيهو وأعافيهو ؟!
بعد مشاورات وفتاوي واستعانة بفقة الضرورات، قرر رجال الأسرة السماح لزوجة (ابراهيم) بالذهاب معهم للمستشفى لزوم المعافاة والذي منّو، وهناك جلست في مسكنة تحت ظل النيمة الرامية بجوار عنبر العناية انتظارا لأخذ الاذن لها بالدخول عليه بعد سماح الاطباء لهم برؤيته، بينما دخل شقيقه عليه وبعد (حق الله بق الله) و(اشوفك كيفن اصبحتا) .. نقل لـ (ابراهيم) خبر وجود زوجته بالخارج ورغبتها في الاطمئنان عليه ..
انتفض (ابراهيم) جالسا وكأنه لا يشكو من الحبّة وطارت عروقه عرق .. عرق وتشحطت عصيباته وقال في هيجان شديد:
الجابا شنو ؟ علي الطلاق بالتلاتة .. تجي داخلة هنا إلا أمرق أفوت ليها المستشفى دي كلو كلو !!
منى سلمان
[email][email protected][/email]
ياحليل الزمن الجميل الواحدة تنفذ كل شي بطيب خاطرواحترام وادب واخلاق عالية رجعتينا لي زمن احلى من العسل والذ من بصلكم الحالي وكل شى الان لالون ولاطعم ولارائحة
هن بنيات تلاتة
والكلمات حلاته
والافكار وحاته
سافني وسقني
من الضي ملني
وبالقول عطرني
شاقني وشجني
بت سلمان صفاته
بالناس الغلابة
بتقدم كتابه
للفقره التعابة
للحلة وصحابة
بت ابزيد عوالم
ذي انغام حوالم
بالوطن المعافي
لاجوع لامظالم
بت فتاح بريده
الكلمات قصيدة
الحالم سبانا
بافكاره الجديدة
وهن منيات تلاتة
عنوان لي زمانا
تلقي المراة ذاتة
يا حليل زمن المستشفيات البقيلو فيها.كان الزمن سخي والناس قلوبا عمرانا بالمحبة والدواء رااااقد وعمدان تمشي وعمدان تجي والاب براهو بيجيب قفة الملاح. بس الان حتى المجاملات الناس بقت تزوق منها.لك التحية استاذة منى
ذلك الزمن انعدم زمن التكافل بين الأهل والجيران والان اصبح الكل فى هموم المعيشه فضاعت صلة الرحم وانعدم المعروف والواجب والله يستر من الجاى
منوره الشاشه يابت سلمان والله لاحرمنا من إبداعاتك ومزيدا من الإداع وشكراً
عفارم عليك، نِعم الرجال…
فعلا قلة شغلة حريم…
ودليل واضح على التخلف…
أما بخصوص ستات الشاي، إنه فلا منظر مقرف ومقزز وطريقة بيع غير حضارية…
ولا أدري كيف تسكت السلطات ويستمرئ الناس هكذا مناظر مشوهة وقبيحة…
من تريد أن تبيع الشاي عليها أن تفتح مقهى رسمي وفق
اشتراطاته وأحجامه المعروفة والمعمول بها في كل دول العالم المتحضرة.
رحمة بالمنظر العام ومراعاةً للجوانب الصحية
وعدم اهانة هؤلاء النسوة بهذا الشكل وحماية لهن من تقلبات الطقس الخ…
والمقهى يمكن أن يكون عبارة عن كشك صغير يراعى فيه روعة التصميم ليضفي جماليات للمدينة
وتباع فيه المكيفات والعصائر
من القهوة العادية إلى الكابتشينو والمياه المعبأة وقطع الكيك والبسكويت والتصبيرات (اسناك) الخ.
ويمكن أن تشرف على كل هذه الأنواع الصغيرة من المقاهي شركة واحدة.
وممكن أن يكون مقهىً كبيراً يجلس فيه الزبائن كما هو معروف…
وإلا فلا، فليذهب الشاي والمكيفات ومن يبيعونها ويتعاطونها إلى الجحيم…
وإذا كان لا بد من عمل هؤلاء النسوة فيمكن توفير فرص عمل شريفة كثيرة في مجالات أخرى عديدة والبلد قابلة لإنشاء الكثير من المصانع المبنية على الإنتاج الزراعي والحيواني كفيلة باستقطاب عشرات الآلاف من النساء.
ويتم ذلك بالتفكير وتشغيل الدماغ لتفي بمتطلباتهن المادية وذل السؤال وتفيد اقتصاد البلد بشكل فعال.
يا أمة متخلفة تضحك من جهلها وتخلفها الأمم…