الصراع الشيعي السلفي لماذا ؟

عندما قام الإمام موسى الصدر بزيارة الجماهيرية الليبية في العام 1978 م بغرض التشاور مع العقيد القذافي ، وعندما إختلف الصدر مع القذافي في مسائل السلاح وإشعال الحرب في لبنان ، وتعاركا حينها بالأيدي ، وقام الأخير بقتل الصدر ورفاقه لحظياً ، وقامت الدنيا حينها ولم تقعد ، وحُمل القذافي حينها سبب إختفاء الصدر ورفاقه في ظروف غامضة داخل الأراضي الليبية وإنتهت القضية بغبن تاريخي مستمر إلى هذه اللحظة ، والقذافي حينما فعل فعلته تلك لم يكن يمثل ( المسلمين السنة ) ..
وحينما يقوم حزب الله ، بضرب إسرائيل في جنوب لبنان ، ويلقن المحتل الإسرائيلي دروس في ساحة المعركة ، يهتف الجميع علانية ، لحزب الله ، ولكن بعضنهم يتمتم سراً ويقول ، ( لعنهم الله ) ..

عندما يتعلق الأمر بمصالح سياسية ، تقوم الدولة بتوطيد علاقتها مع إيران ، وتفتح لها الأراضي بحراً وبراً ، لدرجة أن تصبح منصة للدفاع عن الثورة الإرانية ، ومقراً لجماعات وظيفتها ، إصطياد وإغتيال قادة المعارضة الإيرانية في كل العالم ، ويهتف الكثيرون إعجاباً بالثورة الإيرانية ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمذهب الديني الذي تعتمده الثورة الإيرانية ، نسمع سراً ( لعنهم الله ) ..
عندما يتعلق الأمر بالطائفة ( الشيعية ) وعلاقتها بالطائفة ( الختمية ) في السودان ، وباقي الطوائف الصوفية ، يغض الكثيرون الطرف عمداً ، على الرغم من وضوح وجه الشبه ، أدباً ، وفكراً ، ومعتقداً ، وأسلوباً ، وحتى ملبساً ، فتجدهم يرتدون ذات الملابس وبذات الكيفية ، ويدعون الإرتباط بآل البيت ، ويقولون أن نسبهم مرتبط بأئمة الشيعة الاثني عشرية ، ويستحقون الإمامة ، الخ .. ولكن عندما يصبح للأمر علاقة بالطائفة الشيعية ، يصبح الأمر عدواناً وإستهدافاً على الرغم من قدوم الجميع من خلف الحدود ..!!

وعلى الرغم من الصراع الواضح والمعلن بين ( السلفية ) و ( الشيعة ) ، بقيادة السعودية و إيران ، والتسابق المحموم بين الطائفتين على غزو العالم والدول بفكرهم ، يصر البعض ، تصوير الصراع على أنه بين ( السنة ) و ( الشيعة ) .. على الرغم من أن السنة ليست طائفة أو جماعة ، وإنما هي سنة الرسول ( ص ) ، ولافرق هنا بين السلفية والشيعة وباقي الطوائف فجميعهم يؤمن بسنة الرسول ( ص ) ، ولكنه الصراع السياسي الذي جعل السلفية تستبق وتتجرأ على الدين الإسلامي والمسلمين وتقول أنهم سنة وما سواهم ليسوا بسنة لدرجة أنهم أسموا أنفسهم في السودان ب ( أنصار السنة ) .. !!

مايجب أن يوضح ، هو أن الصراع الذي تحاول أن تفتعله جماعة أنصار السنة السلفية ، ضد الطائفة الشيعية في السودان ، لا أساس فكري له ، ولاسند تاريخي له ، وهو صراع خفي وإمتداد طبيعي لصراعها ضد الطرق الصوفية في السودان ، والجميع يعرف العداوة التاريخية بين السلفية والصوفية ، فكلاهما يكفر الآخر وكلاهما هنا لا يمثل السودانيين أصالة أو نيابة .. !!

فلا القذافي كان يمثل الإسلام السني عندما قتل الإمام موسى الصدر ، ولا حزب الله يمثل الإسلام السني عندما يحارب إسرائيل ، ولا جماعة أنصار السنة تمثل الإسلام السني ، عندما تتصارع مع الطائفة الشيعية ، فالإسلام هو ( القرآن والسنة ) وجميع المسلمين في العالم يؤمنون بالقرآن ككتاب وسنة محمد (ص ) ، أما بواقي صراعات الجهادية والرافضة وغيرها من الأفكار لا تمثل الإسلام من بعيد أو قريب ، ولا يتعدى كونه صراع طائفي على إمتداد تاريخ الإسلام السياسي ، والخطورة تكمن في تدخل الدولة لحسم الصراع لصالح طائفة معينة ، فهنا سيتعدى الأمر الصراع الطائفي إلى صراع سياسي بين الدول السلفية والدول الشيعية ، ودونكم ماحدث لنظام الخرطوم عندما رست بعض السفن الإيرانية على الشواطىء السودانية ، وهنا يكمن خطر الإسلام السياسي بكل أشكاله ..

ولكم ودي ..

الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الذي يتصدى للكلام في مثل هذا الموضوع يجب أن يكون ملماً بتاريخ الطوائف منذ الفنتة الكبرى التي قتل فيها عثمان رضي الله عنه ومن ثم يستطيع أن تكتب كلاماً يستفيد منه الناس ، ولكن اختزال الأمر كله في مقتل موسى الصدر وحزب الله ينم عن جهل مطبق بهذا التاريخ ، وأرجو من بعض الكتاب انصاف المتعلمين حفظ أقلامهم من الخوض في شئون أكبر من علمهم وعقلهم فتوزيع الاتهامات يميناً ويساراً من أسهل الأمور ، ومن لا يعرف لا يهرف .

  2. لقد أخطأ الكاتب فى قوله “لافرق هنا بين السلفية والشيعة وباقي الطوائف فجميعهم يؤمن بسنة الرسول ( ص )” هناك فرق شاسع جدا و عليه أن يطلع على الفكر الشيعى من مصادره ليعرف الفرق الكبير بينهم و بين السلفية.

  3. استاذى الكريم .. نحترم وجهة النظر ولكن ليس الامر بهذا التبسيط .. اولا القذافي خارج نطاق المقارنة فهو معول هدام . وقبل أن يغتال الصدر .اعتقل فاروق عثمان حمدالله وبابكر النور سوار الدهب ليقتلهم فى فظاعة جعفر نميرى .. وقف مع ايران وقدم السلاح لايران الشيعية ضد صدام حسين

    . الآن يصرخ دكتور عصام احمد البشير باعلى صوته من الغزو الايرانى ويطالب بقفل الحسينات بعد ظهرات الاورام . سبحان الله كنت قد كتبت مقالا فى الراكوبة استصرخ د.عصام المستشار من الخطر الايراني وقلت:
    اذا كانت لى نصيحه للبشير.. أقدمها له وخدمه للسودان الآن وفى المستقبل .. أن يبتعد عن الدولة الشوفونية ايران .. التعامل مع ايران ليس تعاملا مثل كل الدول حتى الدول العظمى .. فيه الكثير من المحاذير .. ايران دولة منتقمه من كل دول المنطقة بمن فيهم العراق ذو الاغلبية الشيعية .. تظهر خلاف ما تبطن .. بالاضافه الى الادوار المزدوجة التى تلعبها مع الدول العظمى واسرائيل .. ايران قامت بدور المعول الهدام فى العراق وافقانستان .. وجدت أمريكا سلاحا فتاكا وسريعا يمكن استخدامه لتفتيت الامه العربية والاسلامية .. اذا كان لحسنى مبارك حسنه .. أنه لم يعط لايران فرصه للتغلغل فى المجتمع المصرى وتخريب كيان الازهر .. يكفى كتاب شيخ الازهر الاسبق دكتورعبد المنعم النمر عن الدولة الايرانية . ايران تجيد زراعه الفتن . سحقت عرب الاحواز .. ووجهت ضربات موجعه للاكراد .. قدمت اسلحه متطوره لفئة صغيره فى اليمن عانت الدولة بكاملها من هذا التصرف .. لها أقداما كاذبه فى جنوب لبنان .. ولم نسمع بعمليه واحده ضد اسرائيل لا فى الجولان أو فى فلسطين ..

    الأزمة الأقتصادية أرجو أن لا تكون سبيلا للتعامل مع ايران .. وسوف نشهد تشجيعا أمريكيا لهذة الخطوه .. ولكن سوف تتبرم دول الخليج .. السعودية والامارات أرسلت قواتها كى لا تنهش ايران البحرين .. نشهد الان تدفق تأشيرات العمل للسودان وفتح وظائف للشباب السوداني من سائر دول الخليج .. كذلك الاستثمار ..

    التعامل مع ايران فى غياب الترابي الذى يجيد اللعب بالبيضة والحجر فيه خطوره على السودان .. على ايران أن تعرف أن مهدى السودان .. ليس كما يراه شيعتهم .. وهذا ما أورده محمد أحمد محجوب فى كتابه .. الصادق المهدى هو الوحيد الذى استطاع مقابله الخمينى فى باريس .. حتى النيل أبو قرون بعيد كل البعد عن فكر ايران

    اين مستشار التأصيل ..وعصام أحمد البشير ..أين التناغم فى السياسات .. الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها الانقاذ .. الحل ليس عن طريق ركوب المخاطر وتوريط الاجيال القادمه فى أزمات نفسيه وهناك الكثير من الشواهد
    هذا المقال كان قبل اكثر من عام ..هناك بعض الثوابت لا يمكن تجاوزها والمواقف الصريحة مطلوبة …أنصار السنة موقفهم واضح وصريح .. كذلك الترابى وقف مع النصرة السورية وثورتهم واعتقد لو اراد حل المشكلة الاقتصادية لوقف مع امريكا فى الحرب ضد العراق ولكن على حساب المستقبل العقائدى . كذلك الميرغنية وانصار المهدى ضد ايران .. صدام حسين قدم السلاح للميرغنى
    ايران تحاول الدخول من حب آل البيت دغدغة مشاعر السودانيين .. السودان يفوق كل دول العالم فى مدح الرسول .. واذا تسربت الي قناة ساهور على الدنيا السلام .. ايران دولة محترفة فى استخدام التقية .. لها استراتيجية ..تقول أيران انها محبة للرسول الكريم .. تمنع عرب الاحواز من النطق بالعربية وهى على بعد سنتمرات من حدود العرب ..
    أرجومن تشيع أو يريد التشيع أو من يريد التعامل مع ايران سياسيا أن يأخذ الحيطة والحذر سواء الحكومة أو الافراد . مجرد نصيحة والرجوع الى الكتب والمراجع ..

    (

  4. الكتب المحترم…فقط انظر الي كتاب الكافي وهو عمدة الفكر الشيعي لتعرف الفرق بين الاسلام والشيعة…اللهم ألعن الشيعة لأنهم يكفرون بالقران العظيم ويسبون أفضل اصحاب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ويسبون امنا السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها اللهم ألعن الشيعة وصب عليهم العذاب صباً

  5. الاستاذ/ نور الدين عثمان ، قبل ان تكتب في موضوع ايران والشيعة ياريتك عملت مراجعة شوية لكتب القوم وتصريحات علماءهم ، اقتباس (فالإسلام هو ( القرآن والسنة ) وجميع المسلمين في العالم يؤمنون بالقرآن ككتاب وسنة محمد (ص ) ) لا ياسيدي الكريم اهل السنة ليسوا طائفة وانما امة والطائفة هي الشيعة وماشابهها ، اما بخصوص موضوع القرآن والسنة ، فلا شئ على الاطلاق يجمع الشيعة مع اي مكون من السنة ، فمن ضروريات دين الشيعة ان تؤمن وتعتقد بالتالي :
    1- ان القرآن الكريم محرف _بإجماع علماءهم المتقدمين والمتأخرين ويسمونها تواترا، 2- الطعن في امهات المؤمنين زوجات النبي الكريم عليهم رضوان الله لاسيما عائشة وحفصة ، 3- الاعتقاد بكفر جميع صحابة رسول الله (عدا ثلاثة ابوذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر رضي الله عنهم) .
    والنقاط اعلاه موجودة في امهات كتب الشيعة الثمانية التي قام عليها دينهم ، ولا يكذب احد ويقول انها مشاكل تاريخية لا سيدي انه دينهم هكذا .
    اما بالنسبة للعقائد والعبادات فأركان الاسلام عندنا خمسة ، وهم بدلوا الشهادة الى الامامة ، وللصلاة يؤذن عند الشيعة ثلاث مرات فقط (الصبح ، الظهر والعصر مع بعض والمغرب والعشاء مع بعض) وبالنسبة للحج فزيارة قبر الحسين رضي الله عنه في يوم عرفة (تحديدا) تعدل الف حجة وعمرة مع نبي مرسل ، وفي روايات الف الف حجة وعمرة (مليون)، تعطيل للجهاد فلا يجوز الجهاد الا مع ظهور المهدي ، وكذلك لصلاة الجمعة ففي دينهم حرام صلاة الجمعة الا مع ظهور المهدي، كذلك تعطيل تطبيق الشريعة فهي كذلك لا تجوز الا بعد ظهور المهدي ، اما بالنسبة للوضوء للصلاة فالشيعة لا يغسلون ارجلهم اطلاقا وعندنا (بطلان الوضوء يبطل الصلاة ) …الخ
    والشيعة يا استاذ نور الدين ليس لديهم دعوة للدين فدعوتهم عكسية بمعنى انهم لا يدعون مسيحيا ولا يهوديا فالدعوة عندهم للمسلم السني فقط ليتشيع ، وليس لديهم اي عدو في التاريخ غير اثنين العربي عموما والسني بصفة خاصة ، وفي عقيدة الشيعة ان كل من ليس شيعيا فهو كافر مخلد .
    والغريبة ان شيوخ الصوفية يعرفون كل هذه الحقائق ومع ذلك فإن اكثر حلفاء الشيعة هم الصوفية والاخوان المسلمين .
    ملاحظة اخيرة للاخ الكاتب لا تنخدع بقول الشيعي في اي زمان ومكان فالتقية دينهم ، ولا ولاء لهم ، وعليه نرجو من الكاتب وزملاءه المساهمة في درء هذا الفكر الضال المضل من ارض بلادي ، بلوة تشيلهم هم والكيزان الذين دمروا البلد ويسعون لتدمير دينها ولكم التحي

  6. ده من نوع الكتاب اللي بوجعوا القلب
    ده لسة بكتب بالنوايا الحسنة
    محتاج يدخل سنة أولى روضة في علم تاريخ المذاهب والعقائد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..