“خبز” و”سعوط” وعرق

أدعوكم اليوم لنبدأ معاً حملة مراقبة جماعية لحال (الأفران) التي نشتري منها خبزنا بشكل راتب!.. هذا الخبز الذي نطلقه على الهدف الأساسي وراء سعينا اليومي الدؤوب في هذه الدنيا الغرورة!
هلا توقفتم لتتمعنوا في (لقمة العيش) الغالية المغموسة في العرق والعناء والرهق والمكابدة؟ هذه (الرغيفة) الظريفة التي نعتمد عليها في سد جوعنا وصلب أعوادنا ثم يحدث أن ندفع ثمنها من ذات الأعواد مرضاً ينخر الأجساد ويسلمنا للموت أو العجز الدائم!!
توقف عند أول مخبز يصادفك.. اطلب بعض الرغيفات.. وأشرئب بعنقك لتتلصص على الداخل من خلف بائع الخبز.. سيصدمك غالباً منظر المخبز من الداخل.. هيئة الخبازين الرثة وثيابهم المتسخة وعرقهم المنهمر، وهو يتناثر على العجين، وهم لا يكترثون لأمره، ولا يلتزمون بالزي الصحي، ولا يستخدمون أغطية الرأس البلاستيكية المفروضة، ولا يفكر أحدهم في ارتداء قفازات يوما ما!!
والقضية الأساسية أن معظمنا سيرى في حديثي هذا ضرباً من البرجوازية و(عدم الموضوع) على اعتبار أن هناك قضايا أكبر وأعظم تهم المواطن!! فأي قضية أعظم من صحتك وعافية أبنائك والاستهانة بإنسانيتك؟ وأي خطر أكبر من ذلك المحدق بحياتك مباشرةً وعن طريق الفم؟! بل وأنت الذي تجليه طائعاً مختاراً.. وتشتريه من حر مالك.. وكل تلك المشاهد تعبر يومك وأنت صامت على اعتبارها قضية ثانوية لا تستحق!!!
بعض العجانين والخبازين يعمدون (لزبط) مزاجهم أثناء العمل، فتجد أحدهم يكور (سفة مدنكلة) ويقفز بها إلى قاع شفته في ذلك المشهد المقزز، ثم يعاود العجن أو الخبز بذات اليد الملوثة القذرة!! ناهيك عن بقايا اللعاب والمخاط العالقة بالأصابع!!
أما حديث (البوتاسيوم بروميد) الممجوج.. فقد ذهب إلى مزبلة التاريخ.. وها هي الأرغفة المحشوة به تستكين على الموائد، ونحن نكتفي بإطلاق التعليقات القصيرة، بينما نزدرد اللقيمات الخطيرة!! ونتجادل قليلاً حول خلوها من المذكور أعلاه، بينما تؤكد مؤشرات الشكل والحجم وطبيعة الخبز وجوده المكثف!!
أحجام مختلفة.. أوزان غير ثابتة.. بقايا مخلفات من الحصي والخيش.. ونحن لا نزال نأكل بذات النهم ودون اكتراث!!
أحاديث عن رقابة حكومية.. وضباط صحة ولائية.. ودروس توعية للعمال.. وقانون للمخابز.. وزيارات تفقدية.. وعقوبات لا أظنها رادعة.. والحال هو الحال.. وزمرة من التجار تتحكم في لقمة عيشنا وتلهو بها حسب مزاجها ما بين أزمة القمح وانفراجها ونوع القمح المستورد والعمولات الدولارية المهولة التي يحصل عليها المستوردون بينما مشروع الجزيرة مسجى على فراش الاحتضار والأراضي الزراعية الممتده تكابد الهجر والبوار!!
إننا لا نطالب سوى بلقمة العيش الحلال الطيبة.. بخبز (الفنادك) المتواضع النظيف.. لا تتطاول أحلامنا البسيطة نحو خبز (الفنادق).. ولا نعرف من أنواع الخبز التي بلغت المئات سوى ذلك (البلدي الغلبان) و(الأفرنجي المغرور).. أحدهما للسواد الأعظم والآخر لفئة معينة لا يعنيها أمر البوتاسيم بقدر ما يعنيها اسم المخبز وفئته.. لتظل مأساة بلادي الحقيقية في إنسانها.. ذلك الصامت عن حقه حيناً.. أو المهووس بالبوبار حيناً آخر.. وفي كل الأحوال.. سألجأ في كثير من الأحايين (للقراصة) حتى أنتهي من بحثي الدؤوب عن مخبز يتقي أهله الله فينا.
تلويح
بالخبز وحده يحيا الإنسان.. والماء عصب الحياة.. والحب يقتله السرطان
اليوم التالي
امهاتنا زمان بيخبزوا في البيت سواء كسرة أو عيش قراصة أو خلافه
من جيلكم وطالع بقن شغالات وعاوزين الجاهز وعاوزين راحة انفسهن ناهيك عن بنات الجامعات الان بنات الهمبرغر والهوت دوغ الحل ارجعن لعواستكن وحتى الافران في البيت موجودة لصناعة الخبز وكثير من الدول تخبز نساءها داخل المنزل .. وقرن في بيوتكن ..
لضمان سلامة تربية ابناؤكن التي هي مسئولية وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
كونك تخرجي بره البيت وتشتغلي فهذا وضع مقلوب لن ينتج عنه خير لأنه مخالف للمهام التي وزعها الله بين الانثى والذكر
والله الموفق
يا أستاذة داليا لك التحية والاحترام… دا موضوع مهم جدا وليس ترفا أو موضوعا زائدا عن الحاجة، لأن الصحة يراها المرضى تاج على رؤوس الأصحاء حمانا الله وإياكم من المرض …على السلطات الصحية المحلية اخذ هذه الملاحظات الهامة مأخذ الجد وعليها أن تدرك بأن المشروع الحضاري ليس عمارات وعربات ومثنى وثلات وفساد وكروش وهي لله، فالحضارة والمدنية تتجسد فيما قلتيه أنتي… ونظافة المخابز نموذجا يمكن القياس عليه في كل ما يهم معاش الناس ….بس عصرتي علينا شوية في موضوع الصعوط دا يا أستاذة ولا انتي قاصدة الخبازين بس؟.
صحيح ما سطره قلمك … واعتقد معظمنا يعلم ذلك ودائما ما نقول “انسى” وهذه المصيبة .. اللجوء الى القراصة او حتى عمل الخبز بالمنزل هو الحل رغم انعدام الغاز والفحم ولكن ان تشتري صحتك بثمن الخبز افضل من ان تنفق زيادة عليه العلاج غير المتوفر ان الداء نتيجة الخبز الملوث سهل علاجه في ظل عدم وجود ا لرقابة … والانسان طبيب نفسه…
لك التحية على طرح الموضوع الهام فهل نستجيب للقراصة
لك التحية أستاذة/ دالياعلى هذا الموضوع المهم.كما أضيف إليه أن بعض الحبز تجد به مسامير أو خيوط مما يدل على عدم الإهتمام وانعدام الرقابة.
لك الود والتحية على هذه القضية الحساسة .. ولكن هل من يسمع ويتعظ بدءا من كبار المسئولين .. وإلى هاؤلاء الخبازين وأصحاب المخباز .
تسلم ي المختصر المفيد وضعت السكر علي الجرح
موضوع حيوى ومهم وفعلا الناس فى غفلة والحكومة فى سبات عميق
موضوع حيوى ومهم وفعلا الناس فى غفلة والحكومة فى سبات عميق
صفقة—-
وحتي فى الصيدليات تلقي الصيدلية بسف وبنفس اليد والاصابع يشتت ليك الحبوب في الطاولة ويلقط الحبوب فى الكيس حبة حبة بعد ختمها ببقايا التمباك
موضوع أكيد حساس ويحتاج لمتابعة هذا الحال ينطبق على كل المخابز في الريف والمدينة وأزيد إنى في أثناء مرورى جوار أحد المخابز بمدين كادقلى رأيت أحد العمال يحرق عوادم ركشات بغرض الصيانة .
حسبي الله ونعم الوكيل ليس بثانوية الموضوع بل فجعة كل الموضوع التي تطرح من سيادتكم الكرام ويظل حال البلد واقف وقعت المحنه
تبارك الله أسلوب رائع في الكتابة و التعبير .