استثمار جديد

– انها ضربة قاضية بل كارثة في هذا الوطن الذي اصبحت أرضه مكبا للنفايات التي لم تجد لها مكانا افضل من ارضنا «جمل الشيل» التي تحمل ساحاتها وباحاتها وتفاصيلها ماينوء به باطنها الذي انطلقت قبل هذا التاريخ بعض الاراء تؤكد انها تحمل في احشائها ماسمح به الرئيس الاسبق نميري لبعضهم بدفن نفاياته في شمال السودان سراً !
– ابواب وطني مفتوحة علي مصراعيها تغمض عنها أعين الحراسة وتنام ملء جفونها فتمر بانسياب الحبوب المخدرة والحشيش الذي استقر مؤخرا في تجاويف اخشاب قطعت المسافات لتبلغ صاحبها قبل ان تهوى الي «حفرة»، اربك الحدث المعروف حسابات مطار الخرطوم ومسؤوليه بذات القدر الذي اربك المجتمع السوداني وافراده داخل السودان وخارجه فاصدر«الزول» تعميما لكل افراد جاليته المنتشرة في بقاع الدنيا واصقاعها ، موضحا انه وحمل الوصايا سيصبح كما يردد الفنان «فارق لاتلم».
– تمتد الاحداث والوطن يترنح تحت ضغوط اقتصادية مرة خلقت طرقا ل«اللف والدوران» داخليا وخارجيا فاجتهد الباحث عن الثراء السريع مداخل «محرمة» ليجاري من سبقه في قائمة الاثرياء وليحجز لنفسه مقعدا وثيرا .. لم يتردد لحظة هذا المشئوم في كسب غير مشروع ولو علي جسد المواطن النحيل العليل الذي لم تبق الانقاذ الا علي هيكله العظمي بعد ان فقد طريق الوصول ل«لحم وشحم ولبن» !
– جسد المواطن اتخذته « عصابة » عرفت من اين يؤكل الكتف، فالمواطن متعب ومنهك ومهمل لا تاج يعلو رأسه يعلن عن عافية ودائما مايسعى بين المشافي والصيدليات يطلب دواء يتوافق ووضعه المالي البائس، فانتشرت ثقافة التداوي بنصف الدواء او ربعه او مايعرف بـ «شريط به عدد من الحبوب يكفي ليوم او يومين».
– تفتق ذهن العصابة عن توفير الدواء في ظل الصراع المعلن والخفي عن الأدوية في السودان والذي لم يجد براً آمنا يرسو عليه حتى كتابة هذه السطور فظل قائما يتمدد فوجدها « قوم» فرصة طيبة لامتطاء الحدث والدخول من البوابات المشرعة ب«ممنوع» يدر ربحا ويسد ثغرة عجزت جهات الاختصاص عن سدها فتركتها مفتوحة ويالها من فرصة طيبة يحلو معها التواصل!!!!!!
– حدث معيب ومخجل غشي منازل التعافي والتداوي في بلدي سيظل وصمة في جبين الرقابة الذاتية لهولاء التجار الذين تفننوا في تقليد العلامة الاصلية فتنصلوا بذلك عن وطنية لاتباع ولاتشترى ولاتقبل بين صفوفها ب«مزور» لهث وراء جمع ثروة من جثث الغلابة تحت بند استثمار جديد!!!!! سوء التدبير او الحظ جعل هؤلاء القوم في فوهة المدفع وعلي لسان البعض الذي تبرع بالمعلومة للشركة الاصلية للدواء «المقّلد » . توالت الاحداث وبلغت نيابة حماية المستهلك التي كنت اتمنى لو انها استبقت المعلومة التي وردت للشركة وكشفت عصابة التجار وسوءاتهم وحدها واهدت الشركة نصرا غير مسبوق في دفاتر المستهلك !!!
– الابواب المشرعة وانعدام الدواء ومعركته الاخيرة في الايام الفائتة هي من دفع هؤلاء للدخول في هذه التجارة المحرمة وقطف ثمرها عاجلا. فجهات كثيرة صحية وتنفيذية اصبحت تدفع بتجار الأدوية المغشوشة للدخول الي الوطن لتصبح حياة المواطن رخيصة تتساوى مع الفعل الرخيص الذي اجتهدت فيه العصابة التي اتخذت من ثغرات وطني جوازا للمرور الي مساماته فجلبت الدواء المغشوش مثلما تخصصت غيرها في جلب حبوب «الهلوسة وابو هلالين » وكريمات التبييض والحقن والي اخر ذلك من الممنوعات التي تهدي المجتمع فتيات «مسخاً مقززاً».
– خيوط كثيرة منثورة لم تستطع حماية المستهلك كنيابة طيها أو شدها نحوها للوصول بها لمجتمع خالٍ من الممنوعات ، والدليل علي ذلك مايفد كل يوم الي داخل الوطن من حبوب ذات اشكال والوان والتي جلبت معها هذه المرة أدوية مغشوشة …. اّهـ ياوطني الجريح .
– همسة
عند الفجر غادرت قافلته صوب المدينة….
واتكأت على حوافها الحادة…..
لم تجد وجه الجمال القديم…..
فاختارت الرجوع ……
رغم المسافة والسفر….

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..