لماذا تحرم بورتسودان من نيل الحياة ؟؟

بداية لست من أبناء بورتسودان وإن كنت أتمنى أن أكون من أبنائها فقد زرتها من قبل مرتين فأسرتني بسحرها ، طيبة أهلها وأريحيتهم ، مناخها الرائع رغم قسوة بعض شهورها ، الالفة التي تحيط بمجتمعاتها في الأسواق ، المقاهى ، دور أنسها والطرفة التي تلازم أهلها في كل مكان . ساءني كثيرا أن أقرأ أن وزارة السدود والكهرباء قد صرفت النظر عن مشروع مد المدينة بمياه النيل ، ذلك المشروع الهام الذي بذلت فيه حكومة الولاية ما بذلت لدرجة بلغت توقيع العقد مع الشركة الصينية المنفذة مع دفع المقدم ولكم أن تعلموا متى تم ذلك ؟ لقد كان ذلك قبل أربعة أعوام بطولها وعرضها . لم أكن أعرف شيئا عن كواليس التماطل في هذا المشروع إلى أن قرأت مقالا رائعا وساخنا للأخ / عبد الغفار المهدي ، كشف فيه مالم أكن أعرفه وربما أخرين وهو أن وزير المالية الحالي كان يعمل من قبل في ذات الولاية وفي ذات المنصب وأنه كان دائم الخلاف والاختلاف مع الوالي الحالي ، مما أوغر صدره تجاه الوالي ولما عاد إلى المركز وعيّن وزيرا في المالية شخّصن القضية ورفض ان يقدم الضمان المالي للشركة الصينية ليتأخر العمل طيلة هذه السنوات ، لتجيء وزارة الكهرباء والسدود لتقضي على الجنين وهو في بطن أمه باعتبار أن المشروع غير استراتيجي وغير ذا جدوى اقتصادية ، متعللة بأنه يمكن مد المدينة بالمياه من خزان ستيت الذي ينتهى العمل فيه بعد أربعة أعوام .

لكم أن تتخيلوا حجم هذه المهزلة ؟ إن المرء ليحتار حقا في هذا البلد : هل يعمل هؤلاء لصالحه أم لتدميره ؟ ماذا تستفيد وزارة السدود والكهرباء ومن خلفها وزير المالية من هذا الإلغاء ؟ الكل يعلم أن حكومة الولاية بذلت جهدا كبيرا لتطوير الولاية وإنمائها ، لا سيما في مجال حل مشكلة المياه عبر إقامة محطات التحلية ورفع إيراد خور أربعات ، بجانب أنها كانت تدفع دم قلبها من أجل صيانة هذه المحطات رغم التكلفة العالية لأنها كانت تدرك تماما ما يعانيه المواطن من معاناة لا حدود لها . إن ما يملؤ القلب حسـرة ويضاعف الأحزان أن نقرأ اليوم أن الجار الشمالي لا يكتفي بحصته من مياه النيل فقط بل يستأثر بحصة من نصيبنا تصل إلى 6.5 مليار مكعب وهي كمية هائلة تمضي للأخرين دون أن نستفيد منها . إلم يكن من الأولى الإستفادة من هذا الهدر من المياه في مشاريعنا ، الا تستحق بورتسودان أن يرفع عنها هذا العبء الثقيل وأن تنعم بمياه هي من صميم حقها ، لينطبق عليها بيت الشعر المعروف : تموت العيس في البيداء عطشى وعلى ظهرها الماء محمول .. إن مسألة المياة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعوب وهي عصب الحياة فإذا لم تهتم الحكومات بما يكفي في هذا الشأن فإن الغضب القادم سيكون عارما ويطيح بكل شيء .

لقد صد ق من قال لا تندهش فأنت في بلاد الدهشة ويبقى السؤال : من يقنع هؤلاء بجدوى هذا المشروع الحيوي ؟ كيف يكون المشروع غير ذي جدوى إقتصادية والبديل هي ستيت التي هي أبعد في المسافة من مجرى النيل بالقرب من عطبره ، علما بأن خزان ستيت سينتهى العمل فيه إذا ما سارت الامور على مايرام عام 2017. إن ما أسعدني حقا هو ردة فعل حكومة ولاية الأحمر التي كانت قوية ، معلنة بأنها لن تستكين لهذا القرار الظالم وأنها ستعمل بكل ما في وسعها لاكمال هذا المشروع وهذا في حد ذاته بشارة طيبة . من هنا فإنني اطالب حكومة الولاية بأن تقاتل حتى النهاية من أجل هذا المشروع العظيم ولتعلم بأنها لن تكون وحدها في الساحة فهناك الكثيرون من القابضين على جمر القضية من سيذهب الى أخر مدى ، تحفهم في ذلك دعوات البسطاء في بورتسودان وغيرها حتى يفارق الظمأ هذه المدينة الرائعة .

محمــد الســـيد علي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تاني النيل وموية النيل والحمدلله المرة دي ما مصر ولكن بورتسودان ياخي هو الشماليين النيل جاري جنب البيت وماقادرين يملوا منو زير واحد ياخوانا غيرونا

  2. اليوم سعر جوز الما فى بورت سودان باربعة جنية ومافى الناس بتحاول تخفف على نفسها بحفر الابار الجوفيةوهى مالحة للاستعمال فى الحمامات والغسيل اما ما الشرب فجوز واحد كفاية وهية للة لاللسلطةولاللجاة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..