«معانا ولا مع التانيين»

الطرفة القديمة التي تسخر من الأوضاع الملتبسة والأحوال الهلامية التي تفضي إليها حالة الاستقطاب الحاد، تقول ان مواطناً بسيطاً طيباً بينما كان يسير وحيداً في حلكة الليل، إذا بجماعة مسلحة وملثمة تهب في وجهه شاهرةً سلاحها وتسأله بحدة وغلظة دون أي مقدمات «إنت معانا ولا مع التانيين»، إرتبك الرجل للوهلة الأولى وحار جواباً، فعاجلوه بالسؤال بحدة أكبر والأصابع على الزناد، فلم يملك هذا الطيب حتى فرصة ليسأل عن هوية السائلين ويعرف من هم أولئك «التانيين» فأجاب بعجلة «أنا معاكم طبعاً» بظن أن هذه هي الاجابة الأسلم التي ستنجيه من بطش هؤلاء الارهابيين حين يعلن وقوفه إلى جانبهم، ولكن للمفارقة حدث العكس حيث فتح عليه هؤلاء الأشرار نيرانهم وأردوه قتيلاً وهم يرددون «إحنا التانيين»، ومن وحي هذه الطرفة سكَّ أحدهم مصطلح المنبوذين الأحرار ومؤداه لو أنك كنت معانا التانيين حيشتموك ولو حضرتك كنت مع التانيين فنحنا اللي حنشتمك أما لو لم تكن لا مع هؤلاء ولا مع أولئك فالاتنين حيشتموك، والشاعر المصري الشعبي الشهير عبد الرحمن الابنودي أيضاً وظفّ هذه الطرفة في إحدى قصائده الشعبية التي يكتبها ويلقيها باللهجة الصعيدية ويقول في أحد مقاطعها:
أمبارح بالليل طبوا عليَّ أربعة مطاريد..
سألوني إنت معانا ولا مع الناس التانيين..
قلتلهم معاكم، طخوني وقالوا أصلو إحنا الناس التانيين..
طخوني ومت ودمي ساح ع الرصفان..
ما يهمش دمي يسيح أنا مشكلتي الانسان..
بلغني أن الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم حسبما نقلت الغراء «اليوم التالي» أمس، وصفني بأنني «أنتي» ورغم ذلك أكتب بعمق، و«أنتي» التي هي «anti» في الانجليزية تعني ضد، وضد «أنتي» في الانجليزية أي ضد الضد هي كلمة «برو-pro» وتعني مع. أولاً أشكر الوالي على الوصف واتحفظ بشدة على التصنيف، فلست «أنتي» ولا «برو» بل أنا نفسي، وأذكر بهذه المناسبة كيف أن أحد المحققين أصر إلحاحاً على أنني شيوعي وعبثاً حاولت إقناعه بغير ذلك لا لشيء إلا لأنها الحقيقة المجردة وأضفت عليها أنني لا أفهم في الشيوعية كثير شيء ولكنه رغم ذلك استمسك برأيه وقال «خلاص تكون مخموم بالشعارات ساكت»، وهكذا فعل معي صاحب المنبر الأستاذ ولا أقول المهندس الطيب مصطفى والعهدة على صهره محمد لطيف الذي جرّده من هذا الوصف الوظيفي، باعتبار أنه لا يستحقه لا علمياً ولا عملياً، بل أن الطيب اتخذ من مثل هذا «التلبيس» منهجاً لمهاجمة وشتم كل مخالفيه في الرأي، وها هو الآن والي الخرطوم يصفني بأنني «أنتي»، وأعلم أن آخرين كثر من إخوته وأخواته هذا رأيهم أيضاً… ولكن الحق أقول إنني لست «معاهم ولا مع التانيين»، صحيح أن غالب انتقاداتي موجهة للحكومة وحزبها ولكن ليس ذلك لأنني «أنتي» أو «مع التانيين»، ولكن فقط لأن في يد هؤلاء الصولة والدولة والجولة ومصيري ومصير شعب السودان وأرض السودان بيدهم لا بيد عمرو، أما من عداهم فلا حول لهم ولا قوة، والمثل يقول «الضرب على الميت حرام»، ومناجزة أهل السلطان والصولجان ليست كمناجزة من هم دونهم… أنا والعياذ بالله من الأنا ، من مدرسة العبادي حين قال جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني، غير خلقت خلاف خلت أخوي عاداني، يكفي النيل أبونا والجنس سوداني، فأقول مؤتمر وطني واتحادي وحزب أمة وشعبي وشيوعي وشعبية وبعثي ومؤتمر سوداني …الخ إيه فادتنا غير خلقت خلاف خلت أخوي عاداني… السودان وحده هو الذي يحدد من مع من ، ومن ضد من، وعلى هذا الدرب سنمضي وسنقول كلمتنا ولا نأبه إن كنا مع التانيين أو الأولانيين…
الصحافة
الأخ الأستاذ/ حيدر
منذ أن عاودت الكتابة لم نعد نفهم مقالاتك إلا الآن وفهمك (الجديد) لمفهوم الحياد والاستقلالية وماذا بعد؟
مصيبة الانقاذيين و أولهم نائب رئيس المؤتمر د.نافع ليس لهم الا وصف من يناكفهم بخطل مسعاهم و سؤ تصرفهم بانه شيوعي او بعثي و كمان علماني ( مع التكفير طبعآ ) في دلالة واضحة علي الافلاس وايهام البسطاء انهم خلفاء الله في الارض مثلما وصل الحال بنافع للانتساب بالصحابة و بقايا الاندلس .
طيب ما تبقى مع التالتين ، أو الرابعين أو الخامسين ، أصلو العدد بقي طويل بالحيل و ما بتغلب حيلة.
يااخي الحمد لله ما قال بأنك أنثى (بالثاء) أصلو الجماعة ديل ما برقو بين ضكر و انتاية. المهم اعمل حسابك والله يستر!!