كفاية كفاية ……. كفاية

لا بد من علاج هذا الخلل الكبير الذي حدث بسبب السياسات الخرقاء لنظام الانقاذ ، هذا النظام الذي ما وضع يده في اناء حتى احدث به شرخاُ ان لم يكسره

ما يحدث الآن هو نتاج طبيعي لإتفاق ( البصيرة ام حمد) ذلك لاتفاق الذي وقعه نظام الانقاذ وقد اعتبره من اعظم انجازاته مدعياً ايقاف الحرب وتحقيق السلام ، فوقع اتفاق نيفاشا او ما عُرف باتفاقية السلام الشامل ، اتفاقاً لطالما قاومه ذوي البصيرة النافذه الا ان الله غالب امره حيث كان قدراً ان يبتلى الوطن بحكم ظلم وما عدل ، فسد وما اصلح ، فرق ولم يجمع باع ولم يشترى لنا الا حشفاً من سوء كيل املته علينا اجندة اجنبية ، اجندة لطالما افزعنا بها نظام الانقاذ الذي اصبح الاداة الطيعة لتنفيذ تلك الاجندة .
فقدنا الوحدة ولم نحقق سلام ولم يزل ما تبقى من الوطن مهدد بالانقسام ، ومالم يحسم الامر خلال هذا العام بما يفضي الى حكومة مبرأة من عيوب نظام الانقاذ ، حكومة تقودها عناصر قوية امينة وحرة عصية على الابتزاز غير مكبلة بقيود الماضي والخوف من الزوال وهي تدرك انها اتت لكي تذهب بعد ان تعيد ترتيب شؤون الوطن خلال فترة انتقالية محددة ، وحتى يتوافق الجميع على شكل هذه الحكومة ليس امام نظام الانقاذ الا الحوار ثم الحوار وعليه ان يدرك ان قطاع الشمال ليس هو احد الحركات ذات الهدف المحدد بالحصول على سلطة آنية او ثروة بعينها لأفراد بعينهم وهذا ما يجعله عصياً على المزايدات على شاكلة ما يجري في سوق النخاسة السياسية ، او كما حدث مع بعض الحركات من قبل . وعلى قطاع الشمال ان يدرك ان ليس كل الامر بيده او بيد من يدعموه وان المسالة من بعد الله كلها للشعب ، وحتى يمارس الشعب حقه ابتداءً على الطرفين الجلوس …الجلوس …ثم الجلوس والتفاوض من اجل انقاذ ما تبقى من الوطن ، وعلى الطرفين ان يدركا ان كليهما زائل وسيبقى الشعب من بعد الله ومن اراد ان يذكره الشعب بطيبٍ وفضيلة فليترك له وطناً موحداً ارضاً وشعباً … ويقع العبء الاكبر على نظام الانقاذ الذي عليه ان يزيل شيئاً من أوزاره التي تسببت في احداث هذه الزرزرة ، والوطن يطنطن والشعب يئن تحت وطأة هذا الجاثوم الذي جثم عليه فأورثه كوابيساً وخوازيق لم تزل في ازدياد . ولن تجدي الاتهامات والسعي للحصول على إدانات من مجتمع دولي او اقليمي مشكوك في مصداقيته وشفافيته تجاه قضايا السودان ، ذلك ان الجري وراء ادانة دولة جنوب السودان لن يكون له جدوى وسيعقد الامر بما قد يفضي الى واقع اسوأ مما نحن فيه .
ومخطئٌ من ظن يوماً ان قطاع الشماع لن تكون له علاقات ذات خصوصية مع جنوب السودان
ويخطئ من يظن انقطاع الشمال من الممكن ان يوقع اتفاقاً جزئياً يرتبط بترتيب اوضاعه الخاصة منفرداً ويتخلى عن اجندة الوطن الكلية (حتى يصبح وطن عاتي وطن خير ديمقراطي ) ، وهذا ما ينبغي ان يتم وضعه في الحسبان ومن ثم كسب الوقت وجمع كافة القوى السودانية وقياداتها من ذوي الشأن والعلاقة والبصيرة من اجل الوصول لحل كافة قضايا هذا الوطن المكلوم بأبنائه . ولك ان تتصور كيف وصل الاحباط واليأس بالبعض مبلغاً حتى وجد نفسه مستعد للتحالف حتى مع اسرائيل ، والكثيرون قد لا يدركون ان التحالف مع اسرائيل لم يعد سبة لدولة اسلامية او عربية وما اكثر الدول التي طبعت علاقتها معها دون حرج من بينعا دولة فلسطين نفسها ، وبهذا قد تجاوز الواقع المتجارة بعلاقات البعض بالآخرين من حيث ان فلسطين خرجت من دائرة كونها قضية محورية للمسلمين او العرب ، والكل ظل يدور في محور مصالح شعبه ووطنه والنصرة لقضيته ، ومن الواضح ان الكثيرين يجدون مصداقية في دولة اسرائيل دون غيرها ، لهذا يلجأون اليها فتدعمهم فتحقق لهم مصالحهم وتجني هي ما يليها من مصالح وتترك لنا مقولات اكل عليها الدهر والشرب ,,, مقولات لم يزل نظام الانقاذ يروج لها كفزاعة يطلب بها فزعة ونجدة من الشعب …. ودولة اليهود لم تزل تضحك ملء فيها كون انها لا تخلق المشكلة ولكن تجيد استثمارها فتحقق من خلالها مآربها التي بدأت تترآى عليها عين اليقين عشية انفصل الجنوب …………
وغداً يوم آخر …………….

يا ايها القهار يا من لم تنام …اقهر دعاة الحرب امنحنا السلام.

علي احمد جارالنبي المحامي والمستشار القانوني
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحن شعب نرجسي ،،،
    المتجهجه بسبب الانفصال

    علينا ان ندرك اننا شعب نرجسي يدعي أنه شعب مسالم ،، وواعي،، ونزيه ،،ومعلم ،، وووووو ،، وما الناتج سوى صفر كبير والسبب القبائلية والعشائرية والتفضيل الكاذب الجهوي وكانت من الفضائح الكبيرة استمرار الحرب في الجنوب لما يقارب 30 عاما تخللتها 7 سنوات سلم نقضهتها حكومة الخرطوم بعد توقيع اتفاقية اديس ابابا واستمر الحال ويرفض طلب الجنوبيون المشروط بالفيدرالية للبقاء في السودان وينفصل الجنوب ولا يصيب الناس الذهول والجميع يغني والحياة ماشة،،،، وهاهي دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق في لجة الحرب مع المركز لا مع السودان تحمل المآسي ،،، ورغم ذلك تنطلق شعارات الفينة مشهودة ودراجات عاطبن ولدن شديد مو ني،، الخ الخ من نفخ للذات الذي خلق شخصية موهومة نرجسية ترتدي جلباب ناصع البياض وعمة مكومة ولا فكي تحت القبة هذه الايام يعصم السودان بمحاية من جيبه المقدود من سنة فلترق كل الدماء أو بعض الدماء،،، والشخصية السودانية بعد أن أكملت الانقاذ ارضاعها آخر قطرة من حليب الوهم المجفف من الصدق وعاطفة احترام أمومة السودان ومكتسباته الوطنية المتمثلة في اهم عنصر وهو التعددية العرقية والثقافية تكون قد فطمت جيلها على الكذب المضر حتى بالذات الموهومة ذاتها،، ورغم الاشراقات الفردية الفكرية والسياسية وغيرها في تاريخنا الذي من المفروض يطلق عليه السودانوي (لا السوداني) الا ان من حولنا من شعوب اصبحوا يستغربون في الشخصية السودانية بسبب تناقضها الكبير فهم يرونها في الخارج رأي العين شخصية مسالمة ومنتجة وواعية ولكن عندما يسمعون أو يقرأون أخبار السودان حالا تصيبهم الدهشة ونحن نمتعهم بها في اصرار في سيناريو داخلي فريد في الدنيا،،، لو رأت الشعوب الاخرى , الثراء السودانوي راي العين القريبة من حيث الموارد والبشر لوصفونا على الاقل بأننا شعب عوير حباه الله باكبر ارض وموارد مائية وحيوانية ولكننا متشاكسون في السراب البعيد على هذه الارض تاركين ما بين يدينا للغير يعلفه،،،
    ولكن دعني هذه المرة أغالب نفسي في اصرار وأقول أن الشخصية الانقاذية التي نهاجمها هي التطور النهائي والختامي لنضوج الشخصية السودانية المدمرة لذاتها،، أي بمعنى أنه بعدما فات الاوان والانكتب على جبينا بان فان الشخصية السودانية أصبحت أميبية الانقسام التدميري ،،، ولنكن صريحين ونتساءل لماذا رفض الشريط النيلي كافة دعوة محمد احمد المهدي بدءً ،،،، ثم ايدوه لاحقاً، ثم اختلفوا بعده وقتل بعضهم بعضاً ،، هذه فترات لم يقم الناس بمناقشتها صراحة واكتشاف عللها ومواجهة بعضهم البعض لذلك يتكرر السيناريو البهيم،، بل اذهب ابعد من ذلك وأقول ان السودان الحالي كان اكبر من ذلك ويشمل اثيوبيا باسم اثيوبيا ولكن الاثيوبيون الحاليين كونوا دولة اثيويا الحالية مع اجزاء من الحبشة بعد ان هربوا من أختهم الشخصية السودانية التدميرية بشكل ممل المستقرة في السودان الحالي وانت لو حاولت تعرف ماضينا السوداني البعيد ما عليك الا ان تضع امامك حالة انفصال الجنوب قبل سنة ونصف نموذجا لانقسامات السودان القديم وكيف كانت حياة عدم قبول الشخصية السودانية لبعضها البعض باطنيا وممارسة النفاق الاجتماعي ظاهريا،،،
    كذلك لا ننسى قصة العنج الذين اسقطوا مملكة سنار البطولية وهم مجموعة من طبقة الفقرة والحواريين كونوا الطبقة الرأسمالية التجارية في مملكة سنار وأسقطوها في فوضى لا تقل شبها من الانقاذيين ،،، إن حل المشكلة السودانية أسهل مما يتصوره الجميع وهو دولة على أسس الدستور الامريكي The Bill of Rights الذي كان قد دنا عذابه وضرابه وفي نفس الوقت نال اعجباه ويحاول المؤتمر الوطني تنزيله اسلاميا وهو ما لايجوز ويستحيل بسبب انقسام الشخصية السودانية بين القبلي والعلموي والدينوي ،، حيث لن ينفع هذا الدستور في بلد يروج فنانه الى ( نحن اولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا) وهي وصف لحالة غير وطنية حينما قيلت وانما قيلت في مواجهة مجموعات داخلية لها نفس الحق الدستوري هي ايضا في ان تقوم وتقعد على كيفها ،،، بالتالي إما أن يقوم الجميع ويقعدوا على كيفم أو لن يوجد أحد في السودان ليقوم ويقعد ،، وهذا ما قاله مالك عقار ليوسف الكودة في يوغندة ( اذا استمرت الحرب ثلاثة سنوات أنسى حاجة اسمها السودان)،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..