رسالة الي العلماء و المهنيين من أبناء السودان

حفزني لكتابة هذا المقال، ما كتبه الاستاذ صلاح شعيب بعنوان : “صمت النخبة وسط ضجيج الحرب”. و بعد ان متعت نفسي بروعة المقال اسلوبا و تحليلا دقيقا، توقفت عند هذه الفقرة:

(هؤلاء المثقفون، أو النخبة أو الصفوة، أو الأنتلجنسيا، كما نسميهم، أيقنوا أن دورهم ينبغي أن يكون نشطا أثناء الأزمنة العادية وأن الخوض بالرأي في الأزمنة الصعبة إنما هو من شغل آخرين منهم طلبة العلم، أو نشطاء السياسة، والميديا الحديثة. أي أن هذا الرصيد المجتمعي فهم أن المثقف لا يبلل أرجله في النهر الساخن وأن الأفضل له هو أن يترك أمته تقتتل حتى إن جاء نظام ديموقراطي خرج ليقول كلمته المفذلكة لكيفية تسييره.)
و لا شك في ان الاستاذ صلاح شعيب شخص حالة ماثلة ، و استخدم متن مقاله لتوصيف مسؤولية المثقفين فيما يحدث، موضحا ان صمتهم في ساعات العسرة، بل سلبيتهم في ظروف النضال و التضحية ، سبب رئيسي في تطاول زمن الفساد و الافساد. و انا ابصم بالعشرة علي الخلاصة التي وصل اليها في هذه الفقرة:

(إن جانب من الأزمة الحادثة هي مسؤولية المثقف التاريخية والذي لم يكن واضحا في مواقفه الوطنية بدرجة كافية مثلما فعل نظراؤه أمثال غابريل قارسيا ماركيز، وواثينقو، وصنع الله إبراهيم، وسعدي يوسف، وويلي شوينكا، وأمل دنقل، وغيرهم من مبدعي العالم الثالث الذين لم يهادنوا أنظمة بلادهم حتى تحققت الديموقراطية في أوطانهم؟.)
و يصدق حديثه هنا علي ما يحدث و ظل يحدث في عصر ديكتاتورية الاسلام السياسي، و ما كان لحكم الانقاذ ان يدوم لربع قرن لو ان النخبة تصدوا لقيادة العمل الوطني.

و من هنا رأيته لزاما ان اوجه رسالة لابناء بلادي العلماء و المهنيين ، منبها لواجب قومي، ظل يمثل غيابه سببا رئيسيا، في رأيي علي الاقل، في فشل انتصارات الشعب علي النظم الديكتاتورية، و عدم قدرتنا علي احداث تغيير حقيقي علي ارض الواقع في سنوات الديمقراطية المتسمة بقصر عمرها.

تأملوا معي حالنا اليوم، ما الذي يشغلنا ، ما هي اولي اولياتنا، نحن جميعا في مواقعنا المختلفة؟؟ لا احد يختلف معي في ان الشغل الشاغل للجميع هو اسقاط النظام و تحقيق الديمقراطية! و هذا هدف نبيل و امل يحدونا جميعا. و لكن هل ستنتهي مشكلات البلاد بسقوط النظام و بممارستنا لديمقراطية حقيقية؟ نعم ستتوفر البيئة المناسبة لحكم راشد، لكن في غياب خطط و برامج واضحة للاصلاح ، سننشغل بامور اخري سطحية: كيف تفوز الاحزاب المختلفة في الانتخابات، و ربما كيف يطالب كل مظلوم عن حقه، بينما الواجب الرئيسي اي اعادة بناء الدولة و مؤسساتها الخدمية، ستكون وفق اجتهادات فردية تخطئ و تصيب، و يصاب المواطن بالاحباط و يتحسر علي العهد البائد “ضيعناك و ضعنا معاك يا عبود”! و نسأل الله ان يكضب الشينة في الغد القريب باذن الله.

علماء السودان ، و بصفة خاصة المهنيين منهم (Professionals) هم الذين يقدمون الخدمات المهنية و المتخصصة في اكثر من بلد من بلاد العالم، خدمات الرعاية الصحية في بريطانيا و ايرلندا علي سبيل المثال.

و اننا ندعو ابناء بلادنا المهنيين في شتي المجالات ، ان يجتمعوا و يخططوا للبرامج التي يجب ان تنفذ عند انتصار الشعب السوداني العظيم. نحن في حاجة لدراسات علمية للمشاكل المختلفة، و خطط تعد لها خطوات التنفيذ (Action Plan) ، و هذه البرامج العلمية مطلوبة في كل المجالات، و لكن بصورة خاصة في الزراعة و الصحة و التعليم.

يجب ان يطمئن الشعب السوداني الي ان اراضيه الخصيبة لن يفلحها الاجانب، نريد من الزراعيين و القانونيين اعداد خطة لاستعادة اي جزء من مشروع الجزيرة بيع لسودانيين او غير سودانيين ، و اعداد خطط لنهضة زراعية شاملة ، مع تحديد دقيق لكيفية تمويل هذه المشاريع. و لن ازيد فنحن امة تؤمن بالعلم و تحترم رأي اهل العلم و نؤمن باعطاء العيش للخباز.

لا يكفي ان تكتبوا لنا بان الرعاية الصحية تخصخص في السودان مع سبق الاصرار و الترصد، نقابة الاطباء السودانيين في بريطانيا و ايرلندا و بالتعاون مع نقابة الاطباء في السودان ، يجب ان يشخصوا التدمير الذي حدث للرعاية الصحية المجانية التي كان قوامها المستشفيات الكبري في مدن العاصمة المثلثه، و عواصم الاقاليم، و يجب ان تكون دراستكم شاملة الخطط اللازمة للوصول بالخدمات الطبية الي عهد ستينات القرن الماضي ، و يجب ان تقترحوا مصادر التمويل.

و علماء التربية و التعليم و بالتعاون مع علماء الاجتماع يجب ان يعدوا دراسة مفصلة لاعادة مجد التعليم في السودان. كيف لنا ان نوفر التمويل اللازم لايجاد بيئة تعليمية مناسبة توفر التربية قبل التعليم. كيف يمكننا ان نعيد تأهيل المعلمين ، و لا نسمع بمعلم يغتصب تلميذته او تلميذه.

يا ابناء جيلي و الجيل الذي يليه، يا من تنعمتم في داخليات مدارس الاساس، ثم داخليات وادي سيدنا و حنتوب و خور طقت و غيرها، ثم استضافتكم جامعة الخرطوم في فنادقها ذي الخمس نجوم، الاجيال القادمة تطالب بحقها و حق البلاد عندكم.

نسأل الله العلي القدير ان يوفقنا لما فيه خير اهل السودان الطيبين، انه نعم المولي و نعم النصير.

و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.

تعليق واحد

  1. جزاك الله خيرا ولكن مثقفي السودان اما ازلام للمستبد او في طوابير للهروب لدول الخليج او منكفاين علي انفسهم في اطراف المدن غارقين في اجترار سوداوي……melancholic rumination…دور المثقف الملتزم اجتماعيا طليعي ولكن لدينا هوة او جدار او فاصل بين القيادة السياسية والفكر الاجتماعي المؤثر ويجب البحث عن هذا الفكر المؤثر الذي يفرض نفسه وتحمل نتائجه ودراسةاسباب الفصل بين هكذا فكر وبين القيادة السياسية

  2. من لم يحترم كبيرنا ويوقر صغيرنا فليس منا . هذا حديث المصطفى خير البشر .
    وهؤلاء ينقصهم الادب . يعنى بالواضح قليلين ادب لا يحترمون كبير ولا يوقرون صغير
    ويكفى مافعلوه مع الاديب الراحل الطيب صالح والبروف محمد زين العابدين والقائمه طويله
    ويكفى مافعلوه مع الحرائر .. كهول صعاليق قليلين ادب غير مربيين ويوجد خلل فى جيناتهم
    نسال الله ان لا يهنئوا بما سرقوه من هذا الشعب الصابر المسكين

  3. فائدة من هذه السنين العجاف – إن كان لنا أن ندعي أن هنالك ثمة فائدة- أن السودانيين قد انتشروا
    في جميع أصقاع الأرض واكتسبوا خبرات وتجارب في شتى المجالات
    ومازالت قلوب الكثيرين منهم معلقة بالسودان واهله
    ومستعدون للمساهمة في بناء الوطن ~ وربما بأقل عائد ممكن

    وهذه فرصة عظيمة
    وهذا أوان التغيير .. قبل أن نفقد هذا الجيل
    ثم يخلفه جيلا يكون أقل ارتباطا بالسودان

    لابد -وبعد التغيير- من قيام موءتمرات قومية يدعى لها الاختصاصيون و يشارك فيها الجميع في وضع الخطط والحلول لسودان الغد ..وفي جميع المجالات ، الطب، التعليم ، الرياضة ، الأدب ، ألهوية ، الثقافة ، المساجد …..كل شئ

    نحمد لحزب الأمة أنه خطى خطوات جادة في هذا المجال

  4. استاذى العزيز كمال
    لك التحيه على هذا المقال الذى فصل وحلل قضيه الشهيده البرئيه رحاب الطبيب اختصاصى
    نعم هذا الحرامى الجبان المصرى الجشع الجائع اكل قروش المرحومه واشان سمعتها وهى بين يدى الله عز وجل نساله ان يعوض شبابها الجنه ويعوضها زوج خير من جميع ازواج الدنيا ويجعلها فى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء
    هذا اللص الحرامى بعدما علمت بمكره وحراميته توسل لها وبكاء ان تاتى بمصر حتى ان تشوف الشقه التى اشتراها بقروشها حتى الشركه من قروشها لانها اختصاصيه وجراح مرتبها لايقل عن ال 25الف درهم اقل شئ وهو كان راتبه لا يتجاوز الفين درهم المهم كيف له ان ياتى بشقه كبيره وشركه خاصه وعربيه فخمه كان يقودها بالامارات
    نعم انه اللص الحرامى القاتل الكذاب المنافق طلب من اهلها مليون جنيه مصرى والتنازل عن الشقه وكان هذا يوم 26ابريل 2013وبالفعل وصل خالها واخوها للقاهره وقابلوا السفاره والسفاره قالت لهم اذهبوا الى الشرطه وافتحوا بلاغ وهذا اضعف شئ لوكان قام المستشار القانونى بالفعل بالذهاب معهم الى اكبر مدير كان ممكن يتم القبض عليه فى لحظات والكل يعلم امكانيه البوليس المصرى بالقبض عليه لكن جهل السفاره وانشقالها عن اهل الضحيه الشهيده دعم موقف القاتل ونفذ جريمته النكراء واشاع فيها بكلام لا ينطقه حتى الهندوس بالله عليكم فى اى مله هذا المجرم القاتل حتى ان يصرح امام الاعلام والصحافه انها انتحرت لانها تتاجر فى الدعاره بين الامارات ومصر وانها مريضه بالايدز
    ثم جاءات الصحافه المصريه الحكوميه والخاصه والقنوات التلفزيونيه ان تتناقل كلام القاتل اللذى لفقه كلام غير حقيقى كله كذب ونفاق فى حق انسانه بريئه قدمت واحسنت اليه املآ ان يكون انسان يتحمل المسؤليه لقد خانها حينما كذب عليها وتزوجها ثم خانها المره الثانيه حينما قتلها واشاع باخبار غير حقيقيه فى حقها وهى بين يدى ربها الكريم نساله ان يغفر لها ويتقبلها قبولآ حسن ويسكنها فسيح جناته
    لقد ظللنا نسمع ونشوف مايقوله المصريين اين كانوا من يعملون بالخليج او من يقيمون بمصر انهم ناس يكيلون الكيل ضد الشعب السودانى عبر الصحف والقنوات التلفزيونيه
    من قبل حين هزيمه مصر من الجزائر بالخرطوم شن المصريون كل فشلهم عن السودان وشعب السودان
    وحينما صارت مشكله حلايب وشلاتين سمعنا ما سمعنا من الاعلام المصرى شئ يسم البدن
    والان الجريمه النكراء قبل ان يتحصل الاعلام المصرى على نتائج التحقيق اشاع اخبار كاذبه وملفقه بضجه اعلاميه مريضه الايدز السودانيه السمراء على جميع صفحات الصحف الرئيسيه دون ادنى رحمه واخلاق الصحافه التى تطلب الصدق وكتابه اخبار حقيقيه لانوا الصحافه شئ محايد لكن الصحافه المصريه دا شقلها غير التضليل والكذب والنفاق وتلفيق التهم وتوسيعها كانها فليم سينمائى من افلام الباطنيه
    نعم الله سوف ينتقم منكم جميعآ سوف ينتقم من جميع الصحفيين والكتاب السودانين لانهم تقاعسوا عن مهمتهم الحقيقيه لم يشنو حمله مثل ما شنتها الصحافه المصريه
    ثم الخارجيه والسفاره الفاسده بالقاهره دم المرحومه فى عنقكم يوم الحق عز وجل
    ثم الاعلام المصرى والامن المصرى والقضاء المصرى لانهم لم يتعاملوا بمهنه صادقه عن التشخيص وهم يرسلون قاتل الطبيبه من اجل اخذ قروشها الى المصحه النفسيه وكدا خلاص انتهت القضيه ويطلعوا مريض نفسى هل يعقل مثل القاتل هذا يكون مريض نفسى يستدرجها الى القاهره ثم يحبسها ثم يتصل علىا اهلها بان لازم يدفعوا قروش مليون جنيه وان تتنازل عن الشقه وعن البنت ثم يطلق صراحها
    محاولة القضاء بتحويله الى الطب النفسى هو توهان الى القضيه ومحاوله الى اطلاق صراحه لانه مجنون ومختل
    لكن دم المرحوم فى عنق اى صحفى وصحفيه تخازلوا عن الدفاع بالقلم عن الشهيده ذات الخلق الحسن
    دمها فى اعناق القنوات الفزيونيه السودانيه لانها لم تاخذ الموضوع موضوع الجد وتدافع عن عرض بنت من بناتنا
    دمها فى عنق وزير الداخليه والشرطه وفى عنق كل قانونى يحمل شهاده المحاماه يدافع عن الابرياء
    دمها فى عنقك يارئيس الجمهوريه ويا وزير العدل دمها فى اعناق كل الشعب السودانى الذى مازال يتعامل مع المصريين بحسن طيبه وخلق وصدق وامانه ومازال المصريين عبر قنواتهم التلفزيونيه الرسميه والخاصه والصحافه يستهزيئون ويسخرون من كل الشعب السودانى
    نحن لا نري غير القصاص ولا تنازل غير القصاص ورد حقوق الشهيده البريئه عبر الصحف والتفلزيونات والصحف والمؤتمرات الاعلاميه ويجب على اى سودانى غيور على عرضه وشرفه ان يقاطع اى شئ اسمه مصر ولحدى هنا وكفايه
    كما يجب على جميع القانونين الشرفاء والصحفيين الشرفاء ان يتضامنوا مع الشهيده واهلها لنصرتها لانوا القضيه دخلت فى طريق ضيق وقصير وهوطريق براءة الجانى القاتل بعد تحويله الى مستشفى الامراض العقليه لكشف وما اداركما المستشفى الامراض النفسيه بمجرد ان تدفع الف ريال سعودى تجد تقرير انك مريض ومختل عقليآ
    ايها الشعب السودانى بكل تفاصيله واولوانه واعراقه اعتبروا الشهيده الدكتوره رحاب بنتكم ودافعوا عناها بكل معنى الكلمه
    1مقاطعه اى منتجات مصريه
    2عدم السفر الى مصر نهائيآ
    3عدم تشقيل اى مصرى بالسودان مهما كانت درجته العلميه
    4اخذ حصه السودان كامله من اتفاقيه مياءه النيل
    التوقيع مع دول الحوض ودول المنبع وبلاش مصر وغيره واذا كان الامر فلنسحب من جامعه الدول العربيه
    دم المرحومه د رحاب فى اعناقكم جميعآ ولن يشفينا غير القصاص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..