صدام حسين اعتقل في فيلا تابعة لأحد قصوره ونام على مصطبة إسمنتية حتى إعدامه..ضابط أميركي يكشف عن أسرار زنزانة الرئيس العراقي الأسبق وابن عمه

بقيت الظروف والمكان الذي أودع فيه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين منذ أن اعتقلته القوات الأميركية سرا ومثارا لفضول الصحافيين والرأي العام العراقي والعربي والعالمي، وحتى من قام بزيارته من المسؤولين العراقيين وقت ذاك لم يفصحوا عن أي تفاصيل عن ظروف اعتقاله عندما كان تحت مسؤولية القوات الأميركية.

واليوم تكشف القوات الأميركية عن الزنزانة الصغيرة التي اعتقل فيها صدام حسين داخل فيلا كانت إحدى ملحقات واحد من أفخم قصوره الكثيرة والمنتشرة في جميع أنحاء العراق، قصر الفاو، قرب مطار بغداد الذي كان يحمل اسمه (مطار صدام الدولي) الذي تحول إلى قاعدة للقوات الأميركية غرب بغداد، فهذه الزنزانة باتت مظلمة يغطيها التراب وبلا مرحاض ولا باب بعدما نقلا إلى متحف تابع للقوات الأميركية كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الجدران البيضاء للزنزانة، التي قيل إن صدام كان يكتب فيها مذكراته وأشعاره قبل إعدامه، لا توجد كتابات توحي بأن الديكتاتور الذي عرف بقسوته كان هنا، ولا أي شيء آخر مثلما يتركه السجناء عادة من إشارات فوق حيطان زنازينهم. وبدلا من أن يتم تخصيص سرير لينام عليه من كان ينعم بأكثر الأثاث فخامة وترفا، تم بناء منصة إسمنتية ضيقة لينام عليها صدام حسين، وتمتد قربها شبكة الأنابيب التي تصل إلى قاعدة لمرحاض ومغسلة كانا مثبتين على جانب الحائط. وانتهى المطاف ببوابة الزنزانة والمرحاض في المتحف العسكري في ميسوري بالولايات المتحدة الأميركية، وفقا للفتنانت كولونيل جيري بروكس المسؤول عن توثيق تاريخ القوات الأميركية في العراق. وفي باحة قريبة يغطيها التراب كان يسمح لصدام أن يتمشى فيها لمدة ساعة كل يوم، لم يبق سوى بضعة صناديق خشبية كان يستخدمها الرئيس العراقي الراحل لزراعة الزهور والخضراوات، حسب ما ذكر المصدر. وكان صدام يمضي الـ23 ساعة المتبقية داخل زنزانته ما لم يكن في جلسة المحاكمة أو لقاء محامين أو في جلسات استجواب، وفقا لبروكس.

وكانت زنزانة صدام داخل فيلا تعرضت لقصف في جزيرة صناعية كان الرئيس العراقي الأسبق قد أمر بإنشائها إبان حكمه وبنى فوقها مجموعة من الفيلات وقصر الفاو، إذ كان مولعا بمنظر المياه وهي تحيط مسكنه الذي صار خلال الاحتلال الأميركي قاعدة عسكرية أطلق عليها اسم «النصر» (فيكتوري).

الفيلا التي تحمل اسم «المبنى 114» التي تقع بعيدا عن الأنظار، وكانت تخضع لحماية مكثفة هي التي كانت تضم زنزانة صدام حسين، وبدت مدمرة من الخارج بسبب تعرضها لقصف خلال الغزو الأميركي في 2003 مما أدى إلى انهيار جزء كبير من السقف والسور. وحسب ما قاله بروكس للصحافيين، إن «واجهة الفيلا أبقيت بلا تصليح حتى لا تلفت الانتباه»، موضحا أن «واجهة الفيلا بقيت على حالها (بعد تضررها) حتى لا يعرف الناس ما كان يجري في الداخل الذي حولناه إلى سجن فرضت فيه إجراءات أمنية مشددة». وأشار إلى أن «إنجاز هذا التغيير كلف ملايين الدولارات واستمر العمل فيه عدة أشهر ونفذ في سرية تامة»، موضحا أن «ما قمنا به كان لضمان عدم اختراق سجن صدام حسين وعلي الكيماوي».

وأضاف بروكس قائلا إن «صدام لم يكن وحده في الجزيرة الصغيرة. فابن عمه علي حسن المجيد المعروف بـ(علي الكيماوي) لدوره في تنفيذ هجمات بالغاز استهدفت بلدة حلبجة الكردية عام 1988 وأدت إلى مقتل نحو خمسة آلاف شخص، كان هنا أيضا».

وأكد بروكس أن «صدام اعتقل هنا منذ 2004 حتى 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006»، عشية إعدامه و«اعتقل المجيد هنا حتى إعدامه في 2008». وبدت زنزانة المجيد، مطابقة لزنزانة صدام باستثناء المرحاض الذي ما زال على حاله ولم ينقل، لأن المعتقل، علي حسن المجيد، كان أقل شهرة. وتم إعداد ثلاث زنزانات في الفيلا، لكن اثنتان منها فقط استخدمتا إضافة إلى غرفة للاستجواب مزودة بأربع كاميرات لتصوير الجلسات، حيث كان يجري التحقيق مع صدام حسين. وأغلق هذا المعتقل في 2009 وقطعت عنه الكهرباء في 2010، وفقا لبروكس.

وتشير معلومات إلى احتمال تحويل المبنى إلى متحف بعد تسليمه للسلطات العراقية من قبل القوات الأميركية التي ما زالت في قاعدة «فيكتوري» وستغادر البلاد في موعد أقصاه 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. هو بوعدى صدام وعاش صدام وتامرتم عليه وهو صدام وقتلتوه بدم بارد وهو صدام وسيظل ويذكر رغم انوفكم صدام

  2. اما حياة تسر الصديق ***واما ممات يغيظ العدى !

    مهما قيل عن الرجل فقد كان منهجاً في الرجولة والبسالة والاقدام ولم نر من يواجه الموت وهو لم يرجف له جفن او تمرش له عين فسبحان الله فكأنما اتى به الله في آخر الزمان ليخبرنا ان زمن الرجولة (الرجالة) والبسالة لم ينته وان هناك في زماننا لا زال هناك رجال كالاسود الضارية أو كالنخيل تموت وهي واقفه وقد كنا نظن ذلك من خرافات وهرطقات التاريخ فمن ذا الذي يواجه الموت بتلك الطريقة !

    امسحوا عنكم الضغينة البقضاء للرجل فهو عاش رئيس ومات وهو رئيس وبطل قلما يواجه الموت مثله في مختلف العصور والازمان…. ومهما يقال عنه دكتاتور أو فظ غليظ القلب أو..أو… فكم دكتاتور كان كالنعامة عندما واجه اعداءه وواجه حقيقة الموت…

    علموا اولادكم منهجه واحكوا لهم عن بطولته كما تحكون لهم عن بطولة علي الكرار وبطولة خالد بن الوليد لأننا نحتاج لهم ليعيدوا صناعة تاريخ السودان وينهضوا به بعد كبوته علموهم ان زمن الراجالة لم وزمن الرجال لم ينته في وقت صار فيه جل الرجال خناث !

    والله اننا لم نصدق الراوية التي قالت انه وجد داخل قبو في مزرعة وأننا لم نكن مغفلين… كيف يكون في ذلك القبو وهو بكامل هندامه وذلك العلج الامريكي يجثم على صدره بينما كان هو مخدراً بشعره الكث وعيناه اللتان حاكيتا نظرات الاسد عندما يقع في الاسر بحقنة مخدره يطلقها رعديد جبان من مكان بعيد…

    فلتنهأ في قبرك يا أبا عدي وقد اخفتهم وانت حيا ولا زلت تخيفهم وانت في الدار الآخرة وإنا بك لفخورون !!

  3. كان صدام رجلاً ، ومات رجلاً شجاعاً ، والجبناء هم الذين يقولون الطاغية ، لقد مات أبو عدي الرجل الشهم الجسور ، نعم لقد رحل بطل العرب ، رحل ، أبو قصي ووعد ، ولكنك ستظل بطلاً على مر التاريخ .
    وكل من يقول أن صدام طاغية فإنه من الجهلاء الأغبياء ، الا رحم الله الرجل المسلم السني المذهب ، رحمةً واسعة وأسكنه وفسيح جناته مع الصديقين والشهداء . آمين يارب العالمين .

  4. صدام حسين.. القائد المفترى عليه!!
    بقلم: اسماعيل ابو البندورة
    تشكل عملية الافتراء على القائد العربي صدام حسين ومشروعه القومي النهضوي وتشويه صورته امام الرأي العام العربي والعالمي، جزءاً هاماً من الحملة التي نهضت ضد العراق العربي منذ ان أفصح عن عناوينه القومية عام 1968 في التحرير والاستقلال والنهضة، ومنذ ان باشر بتأميم النفط وملاحقة شبكات الجواسيس في العراق، ومحو الامية ومجانية التعليم، والتصنيع والاصلاح الزراعي وتحسين المستوى الصحي وبناء مجتمع التقنية والمعلوماتية والمعرفة?
    كانت هناك جهات كثيرة عربية واجنبية تستشعر الخطر الآتي من هذا المشروع ودعاته في العراق والوطن العربي، وهي القوى الاستعمارية والصهيونية ودول الجوار ذات السياسات المرتبطة بالاستعمار والمعبرة عنه، ولذلك جندت كل ما في وسعها من طاقات اعلامية لكي تزيف وتشوه وتشيطن المشروع وصاحبه ودعاته?
    وقد اتخذت الافتراءات اشكالاً وتعبيرات مختلفة بعضها يهاجم البعث الكافر (العلماني)، وبعضها يهاجم دكتاتورية الحكم، وبعضها الآخر يهاجم الحزب وقائده المؤسس ميشيل عفلق ويتهمه بشتى التهم السوقية والرخيصة، وتمخض عن ذلك كمية هائلة من "الادبيات" المتنوعة داخل وخارج الوطن العربي التي أسهمت في تشويه وتزييف المعاني الحقيقية الكبرى فيه ولامست كل التفاصيل والخصوصيات التي شكلت اغتيالاً معنوياً للحزب ولقيادته المناضلة التي تقود عملية النهضة في العراق، وتتطلع الى حسم الصراع مع العدو الصهيوني من خلال بناء القوة الضرورية لذلك?
    وقد أزعم انني من بين الاشخاص الذين قرأوا معظم ما كتب ولا يزالون يقرأون مثل هذه الادبيات المتهافتة من موقع نقدي موضوعي، وبغية تمييز ما هو صحيح ومبدأي ونقدي ومعرفي فيها مما هو غث ودعائي وسوقي حتى وكاذب يسعى الى اغتيال الشخصية والعقل او التلاعب بالعقول لاهداف رخيصة تخدم القوى الاستعمارية ولا تخدم عملية النهضة، وكنت اصل دائماً الى جواب واحد مفاده ان هذه الحملات هي القصف المبكر (المعنوي) للقصف والاحتلال العسكري الذي جرى عام 2003 وجلب للعراق كل هذه "الخيرات" الاستعمارية التي نشاهدها يومياً على شاشات التلفاز?
    ولا يمكن بأي حال تصنيف هذه الادبيات وفق منطلقاتها واهدافها في خانة واحدة، ولكن من الممكن رؤية توحدها واجتماعها على هدف واحد وهو تحطيم العقل الذي يمكن ان يستجيب ويتوافق مع معطيات المشروع القومي وغاياته، ويمكن ان يجعله ينفتح على آفاق تغييرية تأخذ بعملية النهضة العربية الى مداها المرتجى، وتمتد لتصبح انعطافاً في التاريخ السياسي للوطن العربي وحسماً لهذا الصراع الطويل بين الامة واعدائها، وترتيباً للعقل العربي لكي يشرع في بناء نهضته وتأدية رسالته الحضارية?
    لقد تناسى اصحاب هذه الادبيات المشبوهة كل ما يمور في الوطن العربي من مشاهد انحطاطية وعمليات تراجع وصهينة وارتباط بالاجنبي ومروق قومي، وسلطوا حملاتهم الاعلامية على العراق ومشروعه وقائده وكأن الشرّ لم ينبثق او يتولد الا في هذه البقعة من الارض وخلال هذه الفترة الزمنية التي قاد فيها أحرار العرب دفة النهضة وسفينة التطور، وكان لذلك اسباب في عقل من كتب وتناسى "الما يحدث" ولكتابته اهداف واضحة في ان يعرقل هذا المسار الناهض الواعد ويعتم على الضوء الذي انبثق من هذا المشروع وخلق حالة شواش واضطراب وبلبال في عقل القائمين عليه ومن يريدون ان يكونوا أدواته وفرسانه، انها اذن ادبيات تحولت الى أداة للتضليل والتمهيد للعمليات الاستعمارية الكبرى وهي في الوقت نفسه أداة اقصاء وتهميش واحباط وهدر للعقل والانسان العربي واعاقة للمسار?
    والى من يريد المقارنة عليه ان يقرأ الحقبة التاريخية التي ظهر فيها القائد العربي جمال عبد الناصر لكي يرى نفس الاساليب والادوات والافكار والقوى فقد اجتمعت عليه ذات القوى وجعلت تجربته دماراً وخراباً واستلاباً وتناست انجازات الحقبة الناصرية وتأثيراتها المحلية والدولية والاصداء المعنوية والرمزية التي كانت لها أكبر الأثر في نفوس العرب الطامحين الى الحرية عندما كان ناصر يخاطب العربي قائلاً : "ارفع رأسك يا اخي العربي!!" وما كانت تفعله في النفوس والوقائع وما تلقاه من استجابات في العقول?
    انها القوى ذاتها التي تجتمع وتتضافر جهودها لتبخيس الايجابيات وتكبير السلبيات، وهي القوى ذاتها التي تدعو الى الطائفية مقابل القومية والتعددية والقيم الكبرى، وتدعو الى الاستسلام بدل الحشد والتعبئة، وتنادي بالتجزئة في مواجهة الوحدة، وتحارب العقل وتدعو الى الجهل والتجهيل والعودة الى العصبيات التحتية، وتقدم الخونة على انهم الاحرار، وتقف في طريق اي مشروع عربي يدعو للحرية والنهضة، وتحطم معاني وصور قادة هذه المشاريع وتهمش دورهم لا بل تتهمهم بالتخريب والعمالة لانهم يتحدون ولا يقبلون بالدنية، ويواجهون ولا يهربون?
    لقد كنا ولا نزال ندعو الى مراجعة التجارب القومية والمشاريع التي ظهرت في الوطن العربي واستطاعت ان تعبر عن فكرة النهضة والتغيير، واجملت تطلعات ابناء الامة ودافعت عنها، وحاولت ان تعيد ترتيب العقل العربي حول قضايا نهضوية حيوية تأخذ بعملية التطور الى الامام وتفتح المجال لاستكمال وحدة الوطن العربي واستقلاله?
    وكنا نطالب هذه المراجعات والقراءات بالموضوعية، وتوخي الاخلاص للامة، والدقة في التحليل حتى تندرج في عمليات التقويم والاصلاح والاندفاع الى الامام، أمّا أنْ تتحول القراءات الى افتراءات وتخليط وحشد الاغاليط فتلك من تجليات الانحطاط وفساد النظر وبؤس العقل والطوية والانحدار?
    ان أطياف القائد العربي صدام حسين تتحرك امامنا الآن وصوته يمتد امام عقلنا، ويبكي عليه اللقيط الامريكي الذي يحرسه احتراماً له!! فلماذا لا نقول نحن ابناء العم ان هذا القائد لم يكذب أهله وهو يعيد الهيبة للافكار والمثل القومية ويحكم بالاعدام على الذل والخيانة، ويضع نقطة البداية لمن يريد الحرية؟
    انه سؤال جديد نضعه برسم التحليل والمراجعة!!

  5. فقد للعالم العربى والاسلامى والشرق الاوسط نسال الله ان يزيد له فى احسانه بلاجماع
    اصدقائه واعدائه ان صدام عاشة شجاع وماتة شجاع ومات بطريقة تحدى بها الشامتين
    ان يلاقو الموت مثله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..