معنى أن تكون ملكاً ونبيا

خالد عثمان
في البدء استأذن صديقي القاص والاديب الموسوعة محمد سعيد الريحاني في إستّلاف هذا العنوان من قصٍّته الشيقة التي تحكي عن أديب وفنان عالمي آخر هو جاك بريل الذي كان يغني للمتعبين والمهمشين، وتحكي القصة عن طفل كان يحلم ان يكون ملكاً، وقالت له أمه إنها ليست إرادة والإنسان لا يقرر أن يكون مَلكاً، إنّما يَرِثُ مُلْكه ومملكته، عندها قرر الطفل ان يصير نبياً ونبهته أمه ان الانبياء لا يختارون أنفسهم، الله هو من يختارهم، وانتهى الامر بجاك بريل في ان يصير من أكثر الشخصيات المؤثرة في القرن العشرين.
والمعروف في السيرة النبوية الشريفة ان المصطفي عليه السلام كان قد خُّير في ان يصير اما ملكاً أو نبياً، واختار عليه الصلاة والسلام ان يكون نبياً. ما أريد أن أرمي اليه هو ان الملك والنبوة لايجتمعان او بالأحرى السياسة والدين، ويقودنا هذا الي مأزق الحكم في بلادنا الاسلامية بعد نشؤ ما يسمى بحركة الاخوان المسلمين في مصر وانتشارها الي باقي الدول العربية وانكشاف أهدافها أخيراً بعد الثورات الشعبية التي أنتظمت تونس ومصر والحركات المسلحة في ليبيا وسوريا ما تعاني منه بلادنا منذ أكثر من عقدين.
فأنت لايمكنك أن تطرح نفسك كرسول من عند الله بغير حق، وتنصب نفسك خليفة مقدساً وظل لهي في الارض، وباقي الناس كافرون لايستحقون رحمتك ولارحمة المولى عز وجل, ان معظم ما أتت به الانقاذ في أيامها الاولى وحتى الآن كان بغرض تثبيت ملكها ولم تكن هنالك أي دعوة، ان من أعظم الكبائر التي أرتكبتها تلك العصبة هي إحالة أخواننهم المسلمين للصالح العام، مسلمون يشهدون بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ويقيمون الصلاة، ويؤدون الزكاة، ويصومون رمضان ويحجّون الي بيت الله ما أسطاعوا اليه سبيلاً، ويقتلون بدون محاكمات ويسجنون بالظن، أي ظلم هذا والي أين ستذهب من ربك يا أيها الملك النبي.
الآن تطلبون من شبابنا وغرة عيوننا أن يذهبوا للدفاع عن دولة الخلافة بينما يبقى سادة قريش يؤججون نار حقدها ويزّكون لهيب دمارها انها فريّة وخطيئة عظمى ولاشك أنها نقاط في نهاية الرواية.
وأذكر عندما طلب الملك النبي في بورتسودان في العام1994 من المعارضة أن تخرج اليه بسلاحها إن أرادت الملك، الآن خرجوا اليك اليها الملك لتبوء بذنبك وذنبّهم. أنها الهزيمة وأنها الخيبة ، لقد فضحكم من كذبتم بأسمه ونحن الآن على أعتاب المشهد الأخير من تلك الفواصل التعيسة.
قرة عين وليس غرة عين بالتوفيق
والمعروف في السيرة النبوية الشريفة ان المصطفي عليه السلام كان قد خُّير في ان يصير اما ملكاً أو نبياً، واختار عليه الصلاة والسلام ان يكون نبياً
الكلام ده محتاج تحقيق لذا لزم التنويه
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل