سمير القلب الريدة ما بالغصب

تمنيت أن ألم بالملابسات التي احاطت بميلاد رائعة عوض جبريل (الريدة ما بالغصب)، وذلك أثناء مطالعتي لمشكلة سطّرتها احدى القارئات، فقد حكت تلك الشابة الجامعية عن مشكلة غريبة وعجيبة، لا يصلح الرد عليها إلا بمطلع تلك القصيدة التي غناها (محمود علي الحاج) .. حكت الشابة عن هوسها – ولا أقول حبها – بأستاذها في الجامعة، وكيف انها ظلت تطارده وتحاصره بعواطفها، وظل هو مقيما على (التقل) متجاهلا لتلك العواطف، وكيف أن الشابة لم تدخر جهدا في سبيل جر أقدامه لحصيرة هواها، حتى أنها سعت للتعرّف على أسرته وقامت بزيارتهم في البيت .. عاد يا أخياتي يطرشنا من جنس (اللياقة) دي !!
تصرفات هذه الشابة لا يمكن تفسيرها إلا من خلال مصطلح (الترصد)، وهو ظاهرة يعاني منها المجتمع الغربي اكثر من مجتمعنا الشرقي، وعلى وجه الخصوص مشاهير الفن مع معجبيهم، حيث يتوهم الشخص المترصد أنه يحب الطرف الآخر، وأن حياته تتوقف على أمنية ان يبادله ذلك الشخص العواطف، فيظل يترصده بمتابعة خطواته في الماشة والجاية، واللف والدوران حول منزله النهار ما طال، وقد يمطر هاتفه بالرسائل النصية، وقد يستفحل الأمر إذا ما راودت (المترصد) بعض الافكار السوداء، وقرر أن يتعدى بالأذى على المحبوب ليمنعه من التفكير في الارتباط بغيره، مما يضطر المجني عليه أو عليها (حبيّأ) للجوء للبوليس عديل، واستصدار (أمر ابعاد) يُلزم المترصد بعدم الاقتراب من محبوبه لمسافة كذا متر ..!!
بيني وبينكم، حال صاحبة الرسالة الـ ختمت رسالتها برغبتها في قتل أستاذها المحبوب ثم الانتحار، مش بتستاهل (أمر ابعاد) ولو بالزامها بتغير الكلية لتنقطع عن رؤيته من اساسو على طريقة شيل دا من دا يرتاح دا عن دا !!
ضحكنا من قبل لمفارقات السير والسلوك عبر الازمان، حيث كان الحبيب – زمان ? يحلم بنظرة من المحبوبة ويغني لها (نظرة يا السمحة أم عجن)، وكيف أنها تحولت لـ (امسكي عليك عيونك ديل أمسكيهن)، عندما تنامت قهارة النظرات في عيون البنات، ورصد الشارع العام بعض المحاولات ? المعزولة ? لـ (بنات قاعدات يشاغلوا الأولاد عديل) ..
سك المحبوب وفرض الحب عليه بقوة سلاح الالحاح على طريقة (أعلنت عليك الحب)، كنت أحسب أنه (شر) بعيد عن مجتمعنا المحروس بفضيلة (الحياء) خاصة إذا كانت هذه المشاعر موجهة من أنثى لذكر، فقد تعودنا على التصالح مع فكرة أن يطارد الشاب محبوبته ويسعى بكل جهده للفت نظرها وكسب مودتها، ولكن أن ينعكس الحال فذلك لعمري شيء جديد لنج!
بالتزامن من هذه القصة الغريبة، كنت قد صادفت تلك الصبية التي شاهدتها وهي تجلس في مطعم سياحي بكل برود لتتلقى صفعات الاهانة والاذلال، من شاب أقل ما يمكن أن يوصف به ? لا مؤاخزة ? أنه مجرد (ألعبان) ساكت، وتقبل منه الاساءات جملة وتفصيلا عشما في أن تنال منه نظرة رضى أو وعد بالعشة الصغيرة، دون أن تفكر في تنتقم لكرامتها من اساءاته واعلانه على الملأ بأنه (ما بتاع عرس)، أو أضعف الايمان لن تعمل بنصيحة ست الودع (لمم كرامتك وزح بعيد ما يحرجوك) ..
يقول أهلنا لمن يرضى بالسوء خوفا من الاشد سوءا:
(قالوا ليهو شن جابرك على المُر .. قال الأمر منو) !!
فهل يا ترى صارت الفتيات تتجرع (مُر تقل الشباب) هربا من شبح العنوسة (الأمر) منه، فقد أحسست يومها بحنان وشفقة غريبة على تلك الصبية وهي تتجلد وتتدثر بحركات (المجانين) لتتغطى بها من لهيب الاحراج ..
بالمناسبة جائتني مكالمة تلفونية من معلم فاضل بالجزيرة، استفزه موقف صبية المطعم كحال الكثيرين الذين أرسلوا بتعليقاتهم على الموقف، ولكن هذا المعلم الفاضل ارجع مشكلة الانفتاح والتفلت في علاقات الشباب، لوجود ساعات طويلة من الفراغ خاصة في جداول المحاضرات بالجامعة، حيث يتيح عدم التنسيق وقلة الكادر التعليمي الفرصة لساعات طويلة بين المحاضرات يقضيها الشباب في ونسات تؤدي لرفع الكلفة ثم بقية التبعات.
على كل حال، صاحبة المشكلة وصبية المطعم السياحي، تؤرخان بتصرفاتهما لعهد جديد تدفع الفتيات فيه دماء وجوههن ثمنا لمحبة محبوب، تقيل ومطنّش بل وعامل فيها العشرة بي قرش !! علي شنو ؟ قالوا المشتهي الحنيطير اليطير يا بناتي !!
منى سلمان
[email][email protected][/email]
لك التحيه والتقدير أستاذه منى
اننى من المعجبين بمقالاتك وقوه تماسكها وسلاسه معانيها وارتباطها
اتمنى لك التوفيق والسداد
من أخر جزئية لمقالك ورسالة معلمك [ هو ليس الفراغ في جداول المحاضرات] وإنما هناك فراغ روحي واجتماعي وعاطفي.. الحب أصلا موجود من زمان لكن كان مغلق ومقيد بروابط اجتماعية وكان يسمى بالمصطلح القديم [ريدة] وكان معظمها تتوج بزواج .. وليس فيه تهور بتاع تهورات الشباب اليومين ديل.. فالأن التقنيات والعولمة ووسائل الثقافة اصبحت مرئية اكثر.. أنا حتى أجرأ وأقذر اللقطات بين الحبيب والحبيب ممكن أن تشاهد بدون قطع أو حذف .. قصص من خيال تحكي وتحبك في في شكل افلام ومسلسل.. يشاهدها ويعيشها هؤلاء المراهقين بدون توعية.. وبدون نضج فكري وجسدي.. ومن باب التقليد يقومون من به هزة وعدم ثقة في نفسه وفاقد الشيء والخيالي بتجسيد هذا الدور على أرض الواقع.. فالنماذج من الأفلام المدبلجة المكسيكية والتركية والهندية.. هذه الأفلام في الزمن الماضي كانت مشاهدة لفئات معينة ولا تدخل ولا تزور ولا تزاور الأسر في بيوتها..
لذلك فاصبحنا نشاهد نموذج لطالبة تأخذ مصروفها الدراسي تذهب للقاضي وتطلب يد حبيبها لأنو ابوها رفض فكرة الزواج والغريب أنو الحبيب نفسه يأخذ مصروفه من أبوه من حق الفطور وحلاقة الرأس إلى حق الكسوة[بدءاً بسرواله الداخلي] وزول زيي دا فجأة كدا يقرر أنه داير يرتبط.. والحبيبة ترى أنه لا تستطيع أن تعيش بدونه. المسائل هذه كلها نتيجة لفراغ روحي ونقص في الشخصية وتجسيد ادوار نماذج يحتلفون بها ويحبونها من فنانيين ومغنيين
[صراحة الجيل هذا جيل جيل اناناني جدا… وهمه فقط نفسه.. أنا شخصيا مررت وسمعت عن نماذج كثيرة همها فقط نفسها.. جيل غير مربوط بهموم الأسرة.. ولا بأرثها القديم لا يهمه اب ولا ام ولا أخ كبير.. جيل تجده غير مهموم بغيره وبالأسرة وهمومها من سكن واعاشة ودف اجتماعي.. ما أن تجد الواحد فيهم حصل على مليون مليوننين إلا فكر في الزواج بسرعة البرق.. وهي هذه في حد ذاتها محمدة كبيرة في هذا الزمن اللي علينا دا من امراض وانحلال.. ولكن قد يكون هناك شيء في الأسرة أهم من زواجه تجده غير مبالي وغير مهتم.. وحتى أن كان هناك مصاريف لعملية لاحد افراد اسرته تجده كأن الأمر لا يهمه ولا يعنيه..
بتصدقي يا استاذة.. أنو في ولي أمر ارسل لابنه كريمات كريمات بخمسمائة ريـال ابنه بدرس في جامعة من جامعة المرتاحين.. ( دا الولد الاسد الراجل الضكر الغضنفر العشا ابو لبن.[ المسميات هذه كانت في الحياة والأدب السوداني لعهد قريب.. من ضمن كريماته كريم ديانا وكريمات اخرى بعضها سائل وبعضها بودرة.. والغريب انه طلب من اباها أن يكثر ليهو من بتاع تفتيح البشرة.. إذا كان الابن يربى هكذا.. فكيف تربى الانثى..
أن شخصيا شاهدت نموذج لابن وقالها ابوه وهو خسمسيني الشيء الذي لم نعشه نحنا في شبابنا فليعيشه ابنائنا… فلكم أن تعرفوا ما هي العيشة التي يعيشها الابن والغريب أنو والده يفتخر به لانه يحفظ اجزاء من القرآن الكريم والحمد لله على ذلك.. ولكن القرآن إن لم يؤدب ويعلم ويوجه فيبقى حفظه من عدمه سواء…
الابن هكذا[ كل اجزاء جسدة محلى بالسلاسل والربطات البلاستيكية والشعر المفلفل على طريقة ملك الجاز بوب مارلي.. زائدا للبناطلين المرخية للركب دي.. والفنائل منقوش عليها(توطش مي) وهاااي وويل كم ومصطلح(GAP) محذقة وضيقة تتأفف من لبسها البنات.. خلل التربية لهذا الجيل ساهم فيه بعض الأباء والامهات.. فهم يريدون أن يعيشوا ابنائهم حياتهم التي حرموا منها في تقديرهم عمدا.. وليس حياءاً لذللك فهم فخورون للاسف بهذا النماذج التي يرفدونها للمجتمع كمساهمة وبانية وحامية بمقايسس وتوقعات الاباء والامهات.. الخلل في الجيل الحالي والجراءة ليست في خواء المحاضرات ولا الفراغ.. وإنما في ترك لهم الحرية بلا رقيب ولا حسيب للأسرة اصحبت موجهة ولا المجتمع (الجار) ولا القريب ولا البعيد.. اصبح الكل يشاهد بعيونو ولا يتعجب.. وغير مبالي وغير مهتم
غمض عينيك ما تعاين لي .. النظرا الاولى بتجرحني والنظرة التانية تسافر بي . على الاستاذ الجامعي أن يحسم الأمر وما يعشِّما الا اذا !!! إذا ماذا ؟!!.
مشكورة يا استاذة على مقالك الذي يتناول ظاهرة اجتماعية خطيرة.يقال انو الاية اتعكست ا لبنات بتلاحق الاولاد الان .اللهم استر علينا وعلى اخواتنا واخوات المؤمنين جميعاً.
والله يا منى الزول ده كان قال ليها كلام الحب.. ده كلوا ما كان حصل
التفاهه دى منو
وانا راجل و بعرف حركات الرجال
والاستاذ ده قطع شك مؤتمر وطنى
والله ليؤلمنى حقا هذا التصرف المشين من شباب كثيرين وهم (يتعاملون بالكف مع هذه المسكينه المغلوب على امرها يا حرام والف حرام اين رجولتك يا اخى التى تسمح لك بهذا التصرف؟…هذه بنت بنت امالها كلها عليك يا عديم الاحساس والضمير وهذا اقل ما توصف به ياجبان يا وغد…لماذا لم تراعى خوفها من المستقبل المجهول فى بلد اصبح فيه كل شىء مجهول لماذا لم تراعى دموعها فى عز الليل والجراح التى لا تندمل لماذا (الكف) يا حقير ياندل هل انت راجل لا والله ولو اطيلك والله لعملت فيك العمايل يا كلب يا سافل…هذه حرمه واضعف خلق الله كلهاأحاسيس بس كيف تفهم اذا انت اصلا فاقد احساس ومخدر شيش وبلاوى ربنا يبليك ويبتليك هذه جريمه لقد ابكيت انسان وجرحت انسان وقتلت انسان وتتلذذ بالعذاب ياسادى ماذا فعلت هذه المسكينه راجع نفسك ياوغد انت حتكون عامل عمل اشنع مما هى عملت…نصيحه لاخواتى وبناتى أرجعن الى الاسلام والايمان وقرن فى بيوتكن ولا تضعفن ابدا لاى كائن كان فرضى الرب احق من رضى هذا اللئيم ومن اهان كرامتك لا ترجى منه خير ابتعدى ووالله صاحب النصيب موجود عليك بالتسليم والصبر فلا تخافى بنتى واختى فلا تجزعى وتخافى لهذا الحد وسوف امسح دمعتك (أنا) وأقول لك انت سر الحياه ما عاش من أهانك.
لك التحيه ياأخت منى سلمان ووفقك الله دوما لسرد وطرح قضايا تمس عصب حياتنا اليوميه وتفرغ علينا من هموم الحياه التى انهكت الشخصيه السودانيه والله يجيرنا من الاشياء الدخيله على مجتمعنا ويحفظه ومزيدا من الإبداع يابت سلمان
لك السلام والتحية ياأخت منى دائما ماتتحفينا بالروائع والدرر من كتاباتك الرائعه والسلسه والممتعه وسردك لحكايات وقصص تمس واقع حياتنا اليوميه لعلنا نستفيد منها وفقك الله ومزيدا من الإبداع والتألق فلك الشكر ولكل معجب بكتاباتك الجميله.
لك التحيه والإحترام انا من اشد المعجبين بكتاباتك
بدل ماتقعدى تستنكرى فى احوال بنات الزمن ده وتزيديهن مسكنة وذلة وانكسار دافعى عن بنات جنسك وخليك زى بت ابوزيد 000البخلى البنات والحريم يسو كده شنو لانو المجتمع بقت فيهو حاجة جديدة لنج اسمها السطوة الذكورية واقطع دراعى انت نفسك بتعانى منها وكل مقالاتك بتدل على ذلك 000وعشان كده انت ملجمة وكتاباتك كلها فى الشأن الاجتماعى ومع ذلك فشلت فى طرح اى مشكلة اجتماعيةبصورة تجردية وطرحتى لها الحل بشجاعة لانك خايفة من السطوة الذكورية0000
باختصار قلمك جبان وبتتحرى ارضاء الرجال فى كل ماتكتبينه ولعمرى امثالك من النساء هن اللاتى وضعن اغلال العبودية للذكور (ولا اقول الرجال) فى ايادى النساء