نادية مختار وعبدالعزيز المبارك وسهرة من الزمن الجميل

من الصعوبة بمكان ان يكتب المرء عن زميلة وصديقة حميمة تربطه بها زمالة العمل والسكن والتي إمتدت لصداقة الأهل ، وهذا حالي مع الزميلة الاستاذة وصديقة بناتي ( نادية عثمان مختار ) وفي ذات الوقت تعجز الكلمات عن وصف إبداع مطرب من الزمن الجميل ، إذا كان هذا المطرب قد خرج من صفوفنا في مدني وذو علاقة عميقة وعريقة ببيوتاتنا ببركات ، مثل الصديق والاخ الكبيرالفنان عبدالعزيز المبارك .
[CENTER]
غير أن سهرة يوم الزيارة التي قدمتها المبدعة نادية ( ندوية الادارسة ) علي الفيسبوك ، عبر فضائية ام درمان امسية الثلاثاء الماضية وقد زارت فيها منزل عبدالعزيز بالمهندسين في ام درمان ، جعلتني أتابع وبإنتباه تام تلك السهرة التي اعادتني الي الزمن الجميل ، فأتت تقاطعات الحوار والمحاور لتخرج كل ألق وإشراق عبدالعزيز ، وكان عبدالعزيز قد وجد نفسه في هذه السهرة وقد كان خارجا للتو من المستشفي بعد أن تعافي .
ويأتي الإبداع من نادية في انها قد اختارت الزمان والمكان معا ، فالزمان يتمثل في شفاء عبد العزيز المبارك ، أما المكان فإن تسجيل الحلقة اتت من داخل دار مبدعنا ومعه ثلاثة من اصدقائه واهله المقربين.
صحيح ان السنين ضاعت .. لكنها تجددت ايضا في خيالنا ، فهذا هو العندليب الراحل زيدان يصرح وقتذاك في حقبة السيبعينات من القرن الماضي أنه كان يتمني أداء الرائعة ( ما كنت عارف ) التي صاغها شعرا شاعرنا الذي رحل باكرا محمد جعفر عثمان الذي كتب لعزيز عدة أعمال متميزة بمثلما كتب لزيدان ايضا ، وهاهو الملحن الموهوب جدا صاحب الانغام التي تتسرب الي داخل المسام صديقنا الآخر ( عمر الشاعر ) يشحن هذا العمل بشحنات دافقة ، ويكون اللحن من نصيب عبدالعزيز الذي حلق بهذا اللحن إلي حيث لا حيث من فضاءات الابداع.
ثم تمتد محاور نادية مع عزيز إلي ( ياعزنا ) التي قام بتاليف لحنها الاستاذ الموسيقار الذي رحل مؤخرا ( الفاتح كسلاوي ) صاحب تلك الرائعة ( في بعدك ياغالي ) برغم ان لحن ( يا عزنا ) كان لأغنية ذات مفردات اخري لم تعجب عبدالعزيز ولكنه كان معجبا باللحن ، وكان يري أن يتخلي عن النص ويتمسك باللحن وبعد عدة محاولات كان لقاء عبدالعزيز مع الشاعر العجيب ، صديقي أيضا ( إسحق الحلنقي ) وقد شرح له عبدالعزيز امر اللحن الذي يحتاج الي كلام جديد ، والحلنقي بسرعة بديهته رد علي عزيز ( حاضر يا عزنا ) وما هي ايام معدودة إلأ وتخرج اغنية ياعزنا للجماهير من خيال الحلنقي الخصيب والمتجدد وبذات لحن الفاتح كسلاوي… وهكذا يكون الابداع ، أن يطرب شاعر للحن جاهز ويؤلف له الكلام . اما ياعسل التي انتزعت نادية قصتها من عبدالعزيز فكانت ايضا حكاية بطلاها الإثنين ، عبدالعزيز والحلنقي ، لكنها هذه المرة جاءت فكرتها بالقاهرة وتم ميلاد النص بدولة الامارات حين زارها عزيز وقد أولم له الحلنقي حفل غداء ، فجاءت أغنية ياعسل ، تتبختر فور الانتهاء من حفل الغداء ، وهي الاغنية التي يمكن ان نطلق عليها ولدت في دولتين وتربت في دولة ثالثة وهي السودان .
شكرا لنادية عثمان مختار لرحلة الالق والجمال التي ظلت تطل بها علي اهل السودان في امسية كل يوم ثلاثاء بفضائية ام درمان ، والتحية والتجلة لعبدالعزيز وهو كما قلنا كان جزءا من اهل بيتنا وذكرياته مع اخي الراحل الضخم والمتميز حسن الباشا.
وحقا اعادتنا نادية وعزيز المبارك الي غناء الزمن الجميل في تلك السهرة الحدث .. والي اللقاء ،،،،،
صلاح الباشا
[email][email protected][/email]
عبدالعزيز رمز من رموز الزمن الجميل ? لم يتخل عن الكلمة الرصينة والتطريب الراقي والذوق الرفيع ? عرفناه من خلال علاقته بالراحل العظيم – له الرحمة- حسن الباشا منذ أن كان يافعاً شاباً طويل القامة كثيف شعر الرأس أنيق الهندام منتهى الوسامة والسمو والعقل الراجح والتهذيب في غير ما تكلف ولا إدعاء ، وما زلت أذكر صورته وذلك خلال الحفلات الجماهيرية التي كان مهندسها الرائع حسن الباشا وهو يمسك بالعود ويدندن في الكواليس لمسرح نادي عمال بركات قبل أداء فقرته وقبل إشتهاره وحضوره الخرطوم حيث انتزع الأضواء في كنف شقيقه الراحل أحمد المبارك له الرحمة . عرج عبدالعزيز على مصر فأجاد أغنية شريفة فاضل (الليل) وعرج على الجارة أثيوبيا وردد بالامهرية (النونا) وفي كل ذلك إلمام بما يؤديه و احترام لما يغنيه .
شكراً صلاح الباشا فقد أوفيته وأوفيت نادية القليل مما يستحقانه.
شكرآ عم صلاح لكل هذا المعلومات التي لن تتأتي الا لمبدع عاش في ذلك الزمن الجميل وعاصر زمان قل فيه الابداع لياتي التلاقح هذا ليعكس مقارنات من الاهمية بمكان ليتناولها هذا الجيل حتي يتسني له معرفة كيف كان الابداع في بلادي ……. ياغيمة بتسقي الفل وياواحة بترمي الضل …. يانسمة تعطر لينا وياغنوة نحب ترديدا ( دي احلي عيون بنريدا )