الثغر الظامئ

من اجمل الاخبار التي رشحت مؤخرا كان ذلك الخبر الذي يقول إن الحكومة قد وافقت على امداد بورتسودان بأنبوب يخرج من جهة عطبرة قاطعا 413 كيلومتر الي أن يصل بورتسودان يحمل الماء من سليل الفراديس الي ذلك الثغر الباسم حتى لا يموت من الظمأ. وقد بشر رئيس الجمهورية بنفسه جماهير بورتسودان بهذه البشارة فمن بورتسودان خرج شريط السكة حديد ليقطع اكثر من الف كيلومتر منتشرا في اصقاع السودان ليحمل الصادر والوارد ومن بورتسودان انطلق طريق الاسفلت الذي اعقب السكة حديد في دورها الاقتصادي وأصبح جزءا من شبكة عمت قرى وحضر السودان والى بورتسودان جاء انبوب النفط من غرب وجنوب السودان حاملا الاسود النشوان ليرفد الخزينة العامة بالدولار لذلك من الطبيعي أن يأتي لبورتسودان انبوب المياه العذبة الذي لا يزيد طوله عن ثلث طول انبوب النفط.
لقد تأخر هذا الانبوب كثيرا لدرجة البعض ظن أن المؤامرة على السودان تبدأ بعدم قيام هذا الانبوب لان ذلك يوقر الصدور ويسهل التمرد على المركز ويجعل رباط بورتسودان ببقية السودان واهنا ثم أن هذا الانبوب سوف يسقي مناطق اخرى من الشرق والشمال الشرقي لا بل يمكن أن تكون هناك تعبئة مياه نقية تصدر لدول الخليج وتعود بالميارات على الخزينة العامة باختصار كدا أن جدوى هذا الطريق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية و الانسانية لا تحتاج لبيت خبرة ولا ادنى قدر من العبقرية بل العبقرية كانت في تعطيل هذا المشروع لان تكلفته لا تتجاوز 350 مليون دولار وهذه لا تقارن بتكلفة السكة حديد او شارع الاسلفت او انبوب البترول.
الحال هكذا تشجع المركز وشرع في تنفيذ الانبوب فطرحه في عطاء عالمي فوقع على شركة صينية واصدرت الحكومة خطاب ضمان التمويل ودفعت القسط الاول فعمت البهجة كل الشرق انا شخصيا عندما سمعت هذه التفاصيل تذكرت فنان ربوع السودان بابكر ود السافل وهو يغني من كلمات محمود حسين خضر وهو يصف محبوبته (المروية من نيل مو ترع) جاء هذا في اغنية (الجدي العام وانفدع يا بتنا شوف عيني سكر نقع) فقلنا خلاص هذا اصبح حال بورتسودان التي سوف تشرب من النيل وليس من ترعة اربعات او غيرها من الترع.
والناس في انتظار الشركة التي استلمت قسطها الاول على حسب الاخبار وبدأ القلق يدب في النفوس لانها تأخرت فاذا بالأخ اسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود وامام البرلمان يفجرها دواية بأن هناك اتجاها لإلغاء فكرة انبوب مياه بورتسودان لانه لم يعد امرا استراتيجيا فهناك خزان ستيت الذي سيتم الفراغ منه في 2017 وسيقوم بتغذية بورتسودان بالمياه (بس كدا ) فكان وقع الخبر كالصاقعة على النواب الذين كانوا في سبيل استعجال الوزير التنفيذ ثم شاع الخبر وعم الشرق والوسط (الغرب مشغول بقضايا اخرى) عندما يقول اسامة “هناك اتجاه” فإن الشغلانة اصبحت بين الرية والترية وبدأ الناس يزفرون زفرات ملتهبة لماذا يحدث هذا ؟ ولماذا تتراجع الحكومة عن هذا المشروع الحيوي؟ ومن الذي تمت استشارته من اهل الشرق ؟ ومن هو متخذ القرار في هذه الجمهورية؟
من الافضل لحكومة السودان هذا اذا لم نقل لا خيار لها الا المضي قدما في تنفيذ انبوب عطبرة/ بورتسودان المائي، من الافضل للحكومة لا بل لا خيار لها الا أن تكمل ما بدأته في هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي الاقتصادي السياسي الاجتماعي ولحدي هنا كفاية وهذا ليس صوتي وحدي انما صوت آخرين كُثر قلبهم على وحدة هذه البلاد وامنها وسلمها.

السوداني

تعليق واحد

  1. اعملو حسابكم مياه النيل لو وصلت الشرق معناه اسرائيل تشرب من النيل
    العبو بعيد هييييه اوعك

  2. الا خ عبد اللطيف البوني والله لولا كتابات امثالكم لكان للهجتنا في التعاطي مع مثل هذا الامر ان تمتطي جوادا جامح ليقطع بناطريقا اخر غير الذي كون ذاتيتنا التي ترفض حمل الناس علي جريرة اخريين فالسيد اسامة استفذنا كثيرا وحرضنا اكثر بالحديث عن رفضه لإتمام هذا المشروع لحد جعل افواج من شباب البجا تصل الي الجبهة الثورية بعدما حار بهم الدليل وتأكدوا بأن السيد اسامة وزمرته لا يأيهون الا بالضاغطين علي الزناد .

  3. اقترح موضوع بكره يكون ………الغرب الدامي
    بعد بكره الشمال الحامي
    وبعدو
    جنوب النيل الأزرق الانقسامي
    ويلا اهو نتسلي

  4. اليوم32/5/2013سعر جركانةالما اربعةجالون فى بورتسودان هذا الصباح باثنين جنيةامام عربة الكرو وتشيل لوحدك والصيف شهر سبعة والسيد اسامةعاوز الناس ترجة عام 2017 وحتى الوالى ماعاوز يتدخل

  5. السيد رئيس الجمهورية
    المطلوب تدخلك
    1- توصيل الانبوب ودا ما فيه اى تعقيدات هندسية يعنى ولا داير سخانات ولا اضافات .فقط طلمبات رافعة وانابيب
    2- اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . يعنى ما مصرح لاى وزير يقول اى كلام
    3- والله لولا خوفنا من المستقبل المجهول ما كان قلنا لك الكلام دا

  6. كلامك واضح و صريح , انواذا لم تنظر الحكومة لهذا المشروع بعين الاعتبار فان التمرد ثم الانفصال اتي لا محالة , و خصوصا ان الناس في بورتسودان بدأت تعد جديا لهذاالامر بسبب شعورهم بتهميش و اهمال المركز , فطالما لديهم والي بحجم ايلا لماذا هم بحاجة للمركز ؟؟؟ و لماذا هم اساسا بحوجة لوحدة مع الداخل ؟؟؟ فكل مقومات الدولة موجودة بولاية البحر الاحمر بل تعتبر الولاية هي الرافد الرئيسي لحزينة الدولة ,انا شخصيا كواحد من ابناء الولاية (بالرغم من انني شمالي ) لكن أؤيد فكرة الانفصال مائة بالمائة ولو بالسلاح , و نحن أولادك يا بورتسودان و نحن ابناؤك يا بحر و هاش هاشون

  7. د البونى تحية طيبة و إحترام,توجد دراسة قديمة حول أزمة مياه الشرب من السبعينات تقول على المدن الساحلية فى كل العالم أن تقوم بتحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب و إستخدام مياه ألأنهار للزراعة لتوفير الغذاء. الظاهر أخونا قريب زوجة الريس قرأ هذه الدراسة و قام مدى لسانه لناس الشرق و قال ليهم الما عاجبه يشرب من البحر. و من جانبنا نقول ليه زى ما قال الهندى لكفيله فى الخليج عندما لم يعطيه الكفيل المرتب لمدة ستة أشهر,”الله الحين فى صبر لكن بعدين فى ترتيب” – الهندى يعنى الله يمهل و لا يهمل.

  8. يا البونى اسامة دا شنو اولا بس عشان عديل البشير لقد اعطى سلطات وصلاحيات من رئاسة الجمهورية لم يحظى بها سيدنا ابوبكر الصديق .زول لالا يسال ولا يراجع امام مجلس الوزراء او البرلمان ويصدق فى اى شيك حكومى صادر او وارد .تانى يالبونى قصة شركة الكهرباء المديرها اسامة ورئيس مجلس ادارتها البشير يعنى الهيئة القومية للكهرباء سابقا هل اصبحت شركة خاصة طيب حقت منو الشركة دية وايراداتها بتمشى وين .هل السد الرد اصبح ملك خاص والله حكاية سد مروى شاذة شذوذا ما شذ قبله خزان سنار ولا القربة ولا الروصيرص ولا جبل اولياء عمرنا ما سمعنا رئيس حولهم لملكية خاصة كمان يقولو ابكرشولا وتحريرها نحن البحررنا من السجم والرماد واسامة شنو الحمد لله الكان بيموتو باسم الحور والجهاد فهمو اللعبة وحرنو الان ما لاقين اليحارب معاهم اريت الجبهة الثورية والعدل والمساوة والجيش السودانى قدامى المحاربين المفصولين يدخلوا على الخرطوم من اقطارها الخمسة ويقطعوا دابرهم كعاد وثمود

  9. كل ما قلته يا استاذ صحيح و لكن ماذا نقول لهؤلاء الذين لا يسمعون و لا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية و لا يهمهم أن كان نصف اهل السودان يشكون العطش و البلاد مليئة بالانهار … المصريين وصلوا مياه النيل الي سيناء رغم انها شبه صحراء و عدد السكان بها قليل … و نحن ما قادرين أو ما عايزين نوصلها لثاني اكبر مدينة في السودان بعد الخرطوم … و بعد هذا يتحدثون عن الاستثمار و قيام مناطق حرة في المنطقة ؟؟؟ ماذا يهم الوزير طالما انه و اولاده شاربين و مرتاحين .. و بعدين ما هو دور البرلمان هذا .. ؟؟ اليس هناك ممثلين من الشرق ليتصدوا لهذا ؟ و اين ذهبت تصريحات الرئيس البشير الذي و عد أكثر من مرة بتوصيل المياه للمدينة من النيل ؟ ام أن تلك و احدة من أكاذييه الكثيرة التي اعتاد عليها ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..