إسلامي في التجاني الماحي..

وجدته يتمرغ على البلاط بطريقة تدلك على انه من مرميات الله على الأرض. يرتدي جلبابا متسخا ومهلهلا وعيناه الصغيرتان زائغتان من مكانهما. فمه لا تكاد تراه من شعره الكثيف الأشعث الأغبر الذي بين شاربه ولحيته، و يردد: “عندما كنت طفلا إعتدت أن أصلي كل ليلة من أجل دراجة جديدة.. بعدها عرفت أن التعامل مع الله لا يكون بهذا الشكل..فسرقت دراجة و طلبت منه ان يغفر لي”.
جلست بجانبه وسألته: ما بك؟. فقال لي: أتوا بي إلى هنا وقالوا لي أنت مصاب بمرض نفسي خطير إسمه الذهان! ولكني مصر على أنني إنسان عادي. فقلت له: كيف لي أن أتأكد. فقال لي: سأحكي لك لتحكم.
فأسرد قائلا: “منذ صغري إنضممت إلى جماعة إسلامية. وكنت أعتقد أن السبب الوحيد في عدم فعلي المحرمات هو إلتزامي الديني. لم أمارس الجنس، ولم أتفرج على صور خليعة، ولم أشاهد التلفاز بسبب إلتزامي الديني. ولم أشرب الخمر و ألعب الميسر، أو أدخن بسبب إلتزامي الديني. ناهيك عن عدم ذهابي إلى أماكن ممتعة، كالحفلات والمنتزهات العامة، تجنبا للإختلاط.
لكننى حين أكون وحدى أشاهد صورا خليعة، وأشغل التليفزيون دون أن يدرى بى أحد، ويكون كل غرضى من تشغيله البحث هنا وهناك عن مشهد فيه رائحة عرى نسائى، أى درجة منه. وأنظر خلسة إلى زميلاتى، وأراقب بنات الحي لعلي أجد ما أفرغ فيه شهوتي ولو إستنمائيا. ثم أتوسل إلى الله أن يغفر لى.
الكل يقول علي متدين. وبالطبع كان علي تنفيذ وتطبيق منهج أسلمة المجتمع. ولكن كنت بين نفسي أمقت الآخرين الصريحين. فهم يعيشون حياتهم الطبيعية بين الناس، فبرغم علاتهم ?منهم الذي يشرب الخمر ويشاغل النساء و..- إلا أنهم يعترفون بمشاكلهم ويحاولون معالجتها، ومعظمهم كانوا يتميزون بطيبة في قلوبهم وشهامة ومروءة وسائرين على أعراف أولاد وبنات البلد الطبيعية وليست مصطنعة كما أقوم به أنا. وبرغم كنا نصوم الإثنين والخميس ونلتقي في موائد الإفطار ونجمع بعض المعونات الخيرية وإيصالها للفقراء، إلا أنني كنت أحس أن هذا العمل لخدمة هذه الجماعة وليس لتهذيب نفسي والتخلص بها من علاتها. وبالأحرى لغرض سياسي وهو السيطرة على قلوب الناس للدخول في الحياة السياسية بأوسع ابوابها.
وبعدما أصبحنا على سدة الحكم، أصبحت بعدها لا أبالي من جوهري فكل ما يهم هو جهري. وإذ لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أصبحت أتدخل في حياة الناس بصورة سافرة وأعلق على طريقة لبس هذه وتلك وهذه لا تعجب وليست تتماشى مع اخلاق المشروع الحضاري. ثم أقول لابد من جلد هذه وهذا. فأصبحت أضرب من يعارضني بالسياط والسيخ من اجل تغيير المنكر بيدي لأصل لأعلى وأفضل مراتب في الدولة. أصبحت أرى نفسي مبرأ من كل عيب إلا سيئاتي السرية التي يفعلها أي شخص عادي في العلن. رغم ذلك كانت تؤرقني نقطة سوداء تنمو في قلبي يوما بعد يوم.
وبعدما إستقرت السلطة وزاد التمكين الذي مكن من إستمرار تلك الحسنات العلنية ويسر سير سيئاتي السرية المغطاة، رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا. رأيت الذين كانوا يزجون بنا في تعنيف الناس وحثنا بأن قتل إخواننا في الوطن جهاد، والذين يدراسوننا بزهد الصحابة يكنزون الذهب والفضة ويفتتحون شركات ويعقدون صفقات بالملايين ويتطاولون في البنيان ويزدادون ثراءا ويركبون الفارهات ويتزوجون مثنى وثلاث ورباع ويسافرون للنزه والعلاج، ويعيشون جنة الأرض بطولها وعرضها، رأيتهم على حقيقتهم. وجلست أنا ومع ظلال القرآن ألتمس متعة تلك الجنان المزيفة وأتلقف الفتات. وعندما تأتيني الفرصة أهبر هبرة مصلحة ولا أبالي مادام هناك فقه ضرورة وسترة، ودار أخوك الخربانة لو خربت زيادة. وكل قلبي شحناء وغل وحسد في المناصب والمغانم ولهذا وذاك إن أخذ جمل وذاك وإن أخذ حمل. واصلي وأصوم وأحج وأسب وأشتم وألعن ولا أسمع نصائح ولا أسامح. ونسيت نفسي ولكن كان هناك بركان من الأرق يثور بداخلي.
وفي جلسة دردشة مع مجموعة من خمسة أفراد من الأخوة إكتشفت أنهم كلهم يفعلون ما فعلت وما أفعل. هذه الحقيقة المرة نبهتني بأن المشكلة الاساسية هي في محدودية قدرتنا وخلق الإنسان ضعيفا. إكتشفت اننا نخدع أنفسنا وما أمارسه بالنهار من تسبيح وباليل من تذبيح لهو كذب على الناس وإفتراء على الله وله عاقبة السوء..إنتبهت إلى أننا جميعا بشر لا فرق ولا تمييز فقط إني أفعل ما يفعله الآخرون وأنا متغطي بإسم إسلامي وغيري لا. غيري لا يدنس الدين المقدس في أنه لا يمثله بأفعاله وبالتالي يتصرف بعفوية الإنسان ومقاربة السر بالعلن، ويعترف بخطأه ويتسامح معها ويسمح للآخرين.
أريد ان أكون مثلهم، إنسان، متسامح مع نفسي وأستمح العذر للآخرين. أريد أن أحرر ضميري الذي سرق مني وأبدلوه بإلتزام للجماعة.
كل هذا التناقض الذي إختلج في عقلي سبب لي إختلال فكرى أثر بقوة في إعتلال نفسيتي. لقد احسست أني فسدت عقليا، وقصر منطقي، وشل إبداعي، وعل جسدي، واخفقت كداعية وفشلت سياسيا. لقد تحولت إلى روبوت وشارفت على أن انتهي كإنسان…..”.
قلت له: وماذا أنت فاعل. قال: قررت أن أكون إنسانا. ولكن عندما قلت هذا الكلام، لم أجد نفسي إلا هنا!.. وأخذ يردد مجددا..
قلت له: لا تردد هذه المقولة ولا ترهق نفسك، فأنت لا تعرف قائلها. كن إنسانا كما تريد ولا تشاد الدين، فأنت ولا غيرك يمكن ان يمثل الدين لأن الدين مبرأ ومنزه. وأعلم ان الله غفور رحيم إذا عرفت قدره ولكنه شديد العقاب للذين وما قدرو الله حق قدره.
قال: أنا اعلم ما أقول ولكن أجبرت على ترديد مقولة إيمو فيليبس هذه لكي أخرج من هنا. مع معرفتي تحت تحت بأنه من عتاة الملحدين.
[email][email protected][/email]
ده ما ياهـو الطيب سيخـــــــة ذاتـــــــــــــــــــــو
ده الطيب إبراهيم محمد خير زاااااااتو وعقبال باقى الجماعة .هههه
دا تقريباَ نموزج لكل الكيزان ..