الحزب الشيوعى جدلية الصراع الفكرى و فزاعة الإنقسام ( 1 – 2 )

“إن معزتي فيك تأبي ان اراك علي شئ معيب”
مقدمة :
إبتدر كتاباتي حول الموضوع إنطلاقا من المقوله المأثوره التي في صدر هذه المساهمه إتساقا مع حقيقه واقعيه بإعتبار ان الحزب شكل ملامحنا وأطر لقناعاتنا حتي تماهت خطانا في كل درب مشيناه تحت راية التي ترتكز علي فكرة ساميه نبيله تبتغي تحقيق العداله الإجتماعيه فكانت خطي وفق قناعه ودرب هو إختيار محض من بين عدة مذاهب فكريه تدعي انها لخدمة البشريه كهدف اسمي وسدرة منتهي وما كنا هيابين ولاوجلين وندرك ان الدر تحفه المخاطر وتنتاشه العقبات وانه لأطول الدروب وأشدها وعوره بل كنا نزدهي بذلك ونحتفي به فأنه منهج الفكره سامية الهدف نبيلة المقصد به تخلقت جيناتنا في مبتدرات الوعي منذ ان تفتقت براعمه في عقول لم تنضج بعد ولم تزل غضة ما استوي عودها ولا إينعت ثمرا…
شببنا منذ ان بدأنا ندرك ونعي في تلك المدرسه التي تدرس منهج الإشتراكيه السودانيه الذي يضع مواده من ثري هذا الوطن ملتحما ومحققا لقيم تجذرت وعادات تأصلت فما قفز فوقها ولا تجاوزها بذريعة انه حزب فلسفي فكان ان شكل المجتمع حاضنه حمته في ليالي النازلات والعسس يطاردون بنو جلدتهم لأفكار في العقول والجند يرفعون المشانق في ساحات إحتفت بمن صعد المقصله وذري المجد موقعا اسمه بأحرف من نور في سفر الخلود وأثبت ذلك تجذر الفكره في تربة المجتمع وكان ان بقي حزبنا شامخا كالرواسي ما ضرتها أنواء ولا زحزحتها دموع السماء…
كنا بين الأقران صفه وماركه مسجله هي اداة تعريفنا بينهم والرمز الدال علي اي منا ولشد ما كان ذلك يملؤنا فخرا وإعتزازا ..
عشنا جل عمرنا في معبد مقدس نجله ولم نزل وهيأ لنا ذلك وأكسبنا معرفة نعتد بها ودراية هي فيض من غيض بحر الحزب الزاخر بكنوز المعرفه وتدرجنا في الصف المتلاحم من اولي عتباته حتي مواقع تشرفنا بها وزادتنا معرفه وأثرت تجربتنا.
هذه مقدمه نراها ضروره حتي لا تذهب بالمتنطعون المذاهب فيرموننا بقاموس معلوم تجاوز الزمان مفرداته لكنهم لا يدرون فقد غشيت غاشيه منطلقات ذلك القاموس وازرت احداث جسام بمفاهيم كانت تراتيل المعبد ولكنهم يتعامون عن حقائق ماثله وشواهد بائنه فإنهم اسيرو ما حذر منه ذات كتابهم” الوعي الزائف” فقد قالوا لنا ان الحنين الي الماضي وعي زائف لكنهم انفسهم مشدودون لماضي لن يعود.
فحقل المعرفه هو بدوره حقل مميز من حقول الصراع الطبقي في شكل الحركه لصراع آيدولوجي (مهدي عامل )
في هذه الجزئيه تشير المساهمه إشارات عابره وموجزه في غير إخلال لمفاهيم نظريه حول الصراع الفكري وإن أتت الإشاره وقد غطت جوانب الموضوع فإنها لاتعني بتفاصيله لذا إستخدمنا مفرده متسعه الدلاله لقصر الحيز ولأن المتابع يدرك تفاصيل الموضوع ولا يعدو الأمر تنشيط للذاكره ومن المؤكد ان مانراه ضروري يتطلب الإسهاب دون إفاضه والتفصيل غير الموغل في الجزئيات فيما يأتي لاحقا فأننا نفعل من مدخل إبانة وجهة النظر بإعتبار ان اللغه حمالة اوجه… تتناول هذه الجزئيه المبادئ الماركسيه في عملية الصراع الفكري ونتناولها بذات الإيجاز للإعتبارات آنفة الذكرمستندين علي ورقه لرسميه محمد موسومه بتحديات الصراع الفكري :-
اولا: مطلب تنظيم العمل الآيدولوجي علي أساس النظره الماديه للعالم.
ثانيا: مطلب الجدل كمفهوم قائم علي وحدة متناقضات ماديه وإجتماعيه
ثالثا: مطلب المنهج الجدلي كأداة تحليل .
رابعا: مطلب الموقف الطبقي بإعتبار ان الماركسيه تنظر الي الموقف الطبقي من العمل النظري
خامسا: مطلب الوقوف علي اساس العلم بمعني التحليل العلمي الصارم للمتناقضات والمتناحرات الإجتماعيه
تلك هي مطالب وإشتراطات الصراع الفكري في منطلقاته النظريه في الفلسفه الماركسيه ومن المؤكد ان الموقف من الماركسيه كفلسفه متكامله سلبا او إيجابا هو الشرط الوجوبي للتقيد بتلك المطالب او الإشتراطات حال صراع فكري حول قضية مطروحه للنقاش .
يتسق مع منطق الأشياء إستناد غلاة الماركسيين علي مبادئ الصراع في أصوله النظريه ولكن السؤال البديهي ماذا عن منتقدو ذات الفلسفه بعد الزلزال الكبير وإنهيار المشروع الإشتراكي والتجربه السوفيتيه والأسباب النظريه وراء إنهيار التجربه ذات الصله بالمرجعيه الفكريه او الأيدولوجيا الماركسيه ؟ من المؤكد انهم في سياق نقد الفكره المركزيه لا يعتدون بتلك الإشتراطات وحيث ان هذه المساهمه ترتكز علي موقف نقدي من الفكره المركزيه فإنها لن تتطرق للصراع في تاريخيته في الحزب وإنما ستتناول آخر تجربة صراع في الحزب بإعتبار انه دار حول الفكره المركزيه ذاتها والمعني بالتأكيد الصراع الذي قاده المفكر الراحل الخاتم عدلان بأطروحته آن أوان التجديد التي سنتناولها فيما يأتي لاحقا
( نواصل )

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..